أثار مسلسل «الهرشة السابعة»، الذى عرض خلال شهر رمضان وتناول أسباب «الهرشة» التي تحدث لأحد الزوجين أو كلاهما قرب السنة السابعة، ردود أفعال واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي حيث أكد الكثيرون أنهم فعلاً تعرضوا لهذه التجربة وذكروا أسباباً مختلفة لـ«الهرشة السابعة».
خبراء العلاقات الزوجية والأسرية يؤكدون دائماً أن الحياة الزوجية لا تسير على وتيرة واحدة منذ اليوم الأول ويبقى الزوجان في حالات من الشد والجذب لا تنتهي، ويدفعهما الحب في كل مرة للحفاظ على الود بعد الخلاف. لكن تبقى السنة السابعة هي السنة الفاصلة والتي تحدد ما إذا كان الطرفان متوافقان أم لا؟
سألت «كل الأسرة» الخبراء حول حقيقة ما تناولته أحداث المسلسل فيما يتعلق بحدوث «هرشة» في السنة السابعة من الزواج، وما هي أسباب «الهرشة» التي تحدث بعد مرور هذه السنوات على الزواج، ولماذا تعتبر السنة السابعة في الزواج هي الأصعب:
حقيقة وجود "الهرشة" وأهم الأسباب
في البداية يؤكد الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسي وعضو الجمعية العالمية للصحة النفسية والمتخصص في الشؤون الأسرية في مصر، أهمية تناول قضايا الزواج وأسباب فشل العلاقات الزوجية في مسلسلات وحلقات درامية تهدف إلى توعية الأسر والشباب بمثل هذه القضايا وكيفية التعامل مع هذه الأزمات، خاصة بعد أن أصبح الخوف من الزواج والارتباط فكرة يتداولها الكثير من الشباب ويؤمنون بها.
وفيما يتعلق بحقيقة وجود «هرشة» في السنة السابعة تعرض الزوجين لأزمات متتالية قد تنتهي بالطلاق، يوضح د. أحمد هارون عدة نقاط:
إشارات تحذيرية لقرب ظهور أعراض "الهرشة"
وتتفق معه الدكتورة رشا عطية، استشاري العلاقات الزوجية وتعديل السلوك والتحليل النفسي بالقاهرة، في أن بعض النظريات النفسية تشير إلى أن الإنسان يميل إلى تجديد أسلوب حياته وعلاقاته كل سبع سنوات، ينضج ويتغير قناعاته ويستيقظ ذات صباح وهو راغب في مغادرة منزله وأفراد أسرته إلى أرض جديدة لا يعرفه فيها أحداً.
وتقول «وفقاً لآخر إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بمصر، فإن الفئة العمرية ما بين 25 و30 لدى النساء وما بين 30 و35 سنة لدى الرجال هي الأعلى في معدلات الطلاق والتي تتزامن مع السنة الخامسة إلى السابعة من عمر الزواج».
وتضيف "وعلى هذا المنوال فمن المتوقع أن يواجه أحد طرفي العلاقة الزوجية أو كليهما حالة من الملل بعد السنة السابعة من العيش تحت سقف واحد حتى لو تم الارتباط بعد حب، وهناك من يختصرها في ثلاث سنوات، لأنهم يكتشفون أنهما لا يستطيعان فهم بعضهما بعضاً، بعدها يبرد الولع ويتبدد الشغف وتموت الرغبة وتسقط السعادة بسبب مشاكل الملل والاعتياد وبالتالي يصلون للطلاق وإنهاء العلاقة".
وحول العلامات التي تظهر على الرجل عندما يكون مقبلاً على هرشة السنة السابعة، توضح الدكتورة رشا عطية:
كيف يقع الزوجان في مصيدة «الهرشة السابعة»؟
أما الدكتورة نورهان شطا، مدربة التنمية البشرية والمتخصصة في الإرشاد الأسري وعلاج المشكلات الزواجية في مصر، فتلفت إلى أن هرشة السنة السابعة انتشرت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية والسبب في ذلك التغيرات التي تسببت فيها وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا في حال الأسرة والدور الكبير الذي تلعبه في إفساد العلاقة بين الزوجين، ففي الوقت الذي يكون فيه الزوجان قد بدآ في إيجاد صيغة مشتركة للتعامل الأمثل مع بعضهما بعضاً وبدآ فيه التحلي بالصبر والتحمل وقت الخلافات، نجد هناك حملات للخراب والتمرد على العلاقات المستقرة. وتحذر الاستشارية الأسرية الزوجين من بعض الأمور التي تؤدي لوقوعهم في مصيدة هرشة السنة السابعة.
نصائح نفسية لتجاوز "الهرشة السابعة"
من جانبه يؤيد الدكتور حسام الوسيمي، خبير علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر، حدوث ما يسمى بـ«هرشة السنة السابعة»، لافتاً إلى أنه في السنوات الأولى من الزواج يكون الزوجان أكثر ميلاً إلى التسامح والمغفرة لأن وجود الحب يعوض جميع أوجه القصور أو الفشل في بداية الحياة، لكن مع مرور الوقت يصبح الأزواج أقل صبراً ولا يتقبلون أن يسامحوا بعضهم بعضاً، والأمور التي كانوا يفوتونها قديماً لم تعد كذلك الآن؛ بل تتسبب باستياء شديد وتتحول الحياة إلى صراعات ومشاكل لا تنتهي
ويقدم د. الوسيمي بعض النصائح للزوجين ليتمكنا من خلالها تجاوز «هرشة السنة السابعة» دون خسائر: