10 أكتوبر 2022

أريد هدنة!.. متى يكون البعد المؤقت بين الزوجين مفيداً؟

محررة متعاونة

أريد هدنة!.. متى يكون البعد المؤقت بين الزوجين مفيداً؟

يتسلل إلى عش الزوجية بمرور الوقت وظهور المشكلات الحياتية ومشكلات العمل نوع من الرتابة والفتور، فلا مشاعر جميلة ولا اشتياق والنكد والشجار يسيطران أحياناً على الزوجين.

لهذا ينصح خبراء الطب النفسي والعلاقات الزوجية والأسرية الشريكين بالتفكير في أخذ هدنة زوجية من حين لآخر، ويؤكدون أن البعد المؤقت يكون بالفعل حلاً مثالياً للقضاء على المشكلات الزوجية المتكررة خاصة عندما تزداد حدة نوبات الغضب ويضعف التواصل.

طرحت «كل الأسرة» فكرة الإجازة الزوجية أو البعد المؤقت كوسيلة لتقليل حدة الخلافات الزوجية، وسألت عدداً من خبراء الطب النفسي والعلاقات الزوجية حول ماهية الإجازة الزوجية، وكيف تكون فكرة ناجحة في حل الخلافات.

ما هي الإجازة الزوجية؟

يعرف الدكتور أحمد البحيري، استشاري الطب النفسي والعلاقات الزوجية والأسرية بالقاهرة، الإجازة الزوجية أنها فترة زمنية محددة يتفق فيها الزوجان على الابتعاد عن بعضهما بعضاً، ويكون الهدف منها تحريك مشاعر الشوق وتجديد احتياج كل طرف للآخر.

ويلفت البحيري إلى أن الزوجين بعد الإجازة الزوجية يعودان برغبة شديدة في إجراء تحسين على علاقتهما مما يساعد في زيادة ثقة كل طرف في نفسه وكذلك في الطرف الآخر وتسمح بزيادة الشعور بالأمان بحاجة كل منهما للآخر.

الإجازة الزوجية تقضي على الملل والفتور

أريد هدنة!.. متى يكون البعد المؤقت بين الزوجين مفيداً؟

يؤكد الدكتور أحمد البحيري أن الإجازة الزوجية لها آثار إيجابية في استمرار الحياة بين الزوجين لأنها تقضي على الملل والفتور وتسمح بتجديد الحب وإحياء الرومانسية والحيوية، خلالها يشعر كل من الزوجين بحاجته للآخر وقيمة وجوده في حياته والإحساس بافتقاده مما يزيد من لهفة الاشتياق إلى اللقاء بعد الغياب.

لكنه يرى أن الأمر لا يمكن تعميمه على الجميع ولكنه يتعلق بطبيعة العلاقة الزوجية وصفات وشخصية كل طرف من الزوجين، فأحياناً يتسبب البعد المؤقت في حل الخلافات وإنهائها بشكل مثالي وأحياناً أخرى قد يتسبب في إحداث فجوة عاطفية ونفسية وتسبب في المستقبل مشاكل أكبر من نفعها، ويقول «لذلك أرى أن كل زوجين هما مقياس نفسيهما فإن رأيا أن تأجيل النقاشات الساخنة والجدال بينهما قد يحل الأمر فعليهما اتباع هذه الطريقة، وإن رأيا أن الأمر يتسبب في بغض وكراهية لبعضهما البعض وإحداث فجوة بينهما فعليهما استبعاد فكرة الإجازة الزوجية. فالأمر ليس له قاعدة عامة يمكن تطبيقها على جميع الأزواج ولكنها قد تصبح ضرورة في بعض الأحيان خاصة عند حدوث خصام أو غضب بين الزوجين لأنها تكون بمثابة فترة انفصال مؤقت يراجع فيه كل طرف حساباته بعيداً عن تدخلات الآخرين سواء من الأهل أو الأصدقاء ليتمكنا بعدها من النقاش معاً بهدوء لمواجهة مشاكلهما ووضع الحلول لها والتواصل من جديد».

الإجازة الزوجية تساعد في زيادة الشعور بالأمان

أريد هدنة!.. متى يكون البعد المؤقت بين الزوجين مفيداً؟

تشير الاستشارية الأسرية د. رشا عطية، إلى أن الإجازة الزوجية في كثير من الأحيان تكون لها آثار إيجابية في إزالة الغبار من على العواطف وتجديد الشوق والحب.

وتستطرد د. رشا عطية «تفيد الإجازة بشكل أكبر عند التفكير في الانفصال والطلاق، فهي تحدد للطرفين مدى الاستغناء الفعلي عن بعضهما، وقد تلغي مشروع الطلاق من أساسه، وتساعد في زيادة ثقة كل طرف في نفسه وفي الطرف الآخر وزيادة الشعور بالأمان وبحاجة كل منهما للآخر. فمن شأن هذه الفكرة أن تعيد للعقل توازنه وحيويته خصوصاً إذا كانت العلاقة تمر بموجة من التوترات».

وترى الاستشارية الأسرية أنه في حالة صعوبة اتخاذ الزوجين بقرار البعد المؤقت بسبب ضرورة تواجدهما معاً في المنزل فمن الأفضل أن يجد كل منهما شيئاً يقضي فيه وقته بعيداً عن الآخر، فمثلاً قد تقضي الزوجة وقتها في إدارة أمور المنزل ومتابعة أحوال أولادها بينما يشغل الزوج نفسه بعمله وواجباته نحو أسرته مع التوقف قليلاً عن الدخول في أي نقاشات جدلية مع الزوجة لتجنب وقوع الخلافات.

ما شروط الإجازة أو الهدنة الزوجية؟

أريد هدنة!.. متى يكون البعد المؤقت بين الزوجين مفيداً؟

1- الاتفاق على مدة محددة للإجازة

تنصح الدكتورة أسماء مراد الفخراني، استشاري العلاقات الزوجية ومدربة الأنوثة والإتيكيت في مصر، الأزواج بضرورة الاتفاق على مدة محددة للإجازة مسبقاً قبل القيام بها.

2- الاتفاق على مكان قضاء الإجازة

كما تقترح د. أسماء الفخراني بأن يكون مكان قضاء الإجازة معروفاً لدى الطرفين لتجنب حدوث أي خلاف. وكذلك يجب تحديد وقت العودة للمنزل منذ البداية، ويفضل ألا تطول المدة عن أسبوعين.

3- تخفيف الاتصالات الهاتفية

توضح د. أسماء الفخراني «من الأفضل خلال الإجازة تخفيف الاتصالات الهاتفية، ولكن يجب عدم منعها تماماً بل يمكن أن تكون مرة في الصباح ومرة أخرى في المساء حتى يتسنى لكل طرف الاطمئنان على الطرف الآخر.

4- التفكير في الطرف الآخر

تؤكد د. أسماء الفخراني «إذا كان قضاء الإجازة الزوجية مع الأهل أو الأصدقاء، يجب أن نجعله وقتاً مخصصاً للتفكير في الطرف الآخر، ويجب أن نركز في الإيجابيات وكيفية التعامل مع السلبيات».

5- المشاركة في رعاية الأطفال

تلفت د. أسماء الفخراني أنه في حالة كان هناك أطفال فيجب أيضاً أن يتشارك الطرفان رعايتهم خلال فترة الإجازة الزوجية، ولا يتم إلقاء العبء على طرف واحد من الطرفين. وإذا استطاع الأجداد تحمل ذلك فسيكون جيداً من أجل ترك مساحة من الهدوء لدى طرفي العلاقة.

ما المدة الأنسب للإجازة الزوجية؟

يرى الاستشاري الأسري الدكتور أحمد فوزي صبرة، استشاري التربية والعلاج النفسي وتعديل السلوك بالقاهرة، أن مدة الإجازة الزوجية يجب ألا تطول عن أسبوع واحد حتى لا يترك أحد الطرفين بيته أكثر من ذلك فيعتاد الطرف الآخر غيابه ويتعود على البعد، وهنا يكون للإجازة الزوجية آثار سلبية أكثر من نفعها.

ويؤكد «حتى في فترات التفاهم والانسجام بين الزوجين هناك ضرورة لعمل استراحة زوجية بين حين وآخر حتى وإن لم تكن هناك خلافات بينهما، فيوم واحد يقضيه الطرفان بعيداً عن بعضهما يجدد الشوق والحب بينهما».

كما يحذر الاستشاري الأسري من اتخاذ البعد المؤقت كسبب لإقحام الأقرباء والأهل والأصدقاء في حياتنا الزوجية بحجة طلب النصيحة، فإذا كانت الإجازة تفتح هذا الباب فمن الأفضل أن نتراجع عنها أو أن نقوم بها داخل المنزل بحيث تنشغل الزوجة عن الزوج بأمر آخر وتترك الأمور الخلافية بينهما بعض الوقت ليخف التوتر.