ليس هناك دراسة علمية تفسر أسباب عدم استمرار معظم قصص الحب الأول، ولكن التجارب والخبرات تؤكد أن هناك عوامل وظروفاً تلعب دورها لدى الشباب عند وقوعهم في الحب لأول مرة، بعضهم يتعلم من تلك التجارب ولا يتوقف عندها، وبعضهم لا يتمكن من تجاوز الألم الذي يخلفه الفراق في حياتهم، و قد يتوقف على جدية أحد الطرفين مدى قوة مشاعره وخبرته في الحياة.
ولكن مهلاً.. لابد من الأخذ بعين الاعتبار عصر السرعة كعنصر جديد يؤثر في هذه العلاقات، فيسارع أحد الحبيبين لإنهاء العلاقة بدون التروي في اختبار المشاعر والحكم الصحيح على الآخر.
فما الذي يتعلمه الشباب من قصص حبهم الأول؟ وهل تعد هذه العلاقة مجرد محطة في حياتهم، أم تشكل نقطة تحول في شخصيتهم؟ وهل لعصر السرعة دور في تسريع عجلة العواطف؟
وقعت في حب أحدهم، وبعد سنة من الخطبة تغير معي 180 درجة، حتى إنه أصبح يرفض كل شيء في شخصيتي
أصيبت عزة عادل بمشكلات نفسية وأمراض عضوية بسبب فشل قصة حبها الأول «كنت أعيش مع والدتي في دولة الكويت، وعندما عدت إلى وطني قابلت حبي الأول بعد تعرضنا للعديد من المشكلات الأسرية، خاصة بعد زواج أختي من شخص كان في منتهى القسوة معها، فكنت أبحث عن الأمان والاحترام، وبالفعل وقعت في حب أحدهم، وبعد سنة من الخطبة تغير معي 180 درجة، حتى إنه أصبح يرفض كل شيء في شخصيتي، وتركني من دون أي سبب مقنع، وقد سبب الأمر لي صدمة لم أتمكن من تجاوزها حتى اليوم، وأصبت بآلام شديدة في معدتي، وفقدت الثقة في الحب والرجال بشكل عام، وقد تعلمت ألا أنجرف في الحب، خاصة إذا كانت خبراتي قليلة، وألا أبحث عما أفتقده في أشخاص آخرين، من دون التركيز في جوهر الشخصية، ومعرفة أصلها وفصلها».
أتمنى أن أقابل شخصية عملية تناسب طبيعتي حتى وإن لم يمنحني تلك المشاعر الرومانسية
تخجل ع-د من الاعتراف بالخطأ في حق من أحبها، «التعامل في الحب الأول يختلف من شخص لآخر، فقد كنت على يقين أنه مجرد قصة عابرة ولن تكتمل، فأنا صغيرة وجميلة وأرى أن المستقبل سيمنحني فرصة للتعرف إلى من هو أفضل، فحساباتي قد يرى البعض أنها مادية، ولكنني في الواقع لم أكن أطيق الحديث لساعات مع شخص يتحدث عن مشاعره تجاهي، لا وقت لدي لأتبادل حديثاً مع شخص واحد حول موضوع واحد، فكنت أشعر أنني أريد أن أسرع المحادثة كما أفعل في فيديوهات اليوتيوب، ولم أقدر يوماً تلك المشاعر التي ربما لن أجدها مرة أخرى، وأتمنى أن أقابل شخصية عملية تناسب طبيعتي حتى وإن لم يمنحني تلك المشاعر الرومانسية».
لا أنكر الأثر النفسي والصحي الذي خلفه خذلان الحب الأول
وبالنسبة لأسماء محمد فقد خذلها الحب الأول، ثم الثاني، فالثالث، فأصبحت هشة، لا تثق في قدرتها على كسب قلب أحد الرجال، «لا يمكن اختصار قصتي بكلمات، فأنا لا أعلم سبب عدم اكتمال مشاعر عاطفية كنت أتمنى أن تكبر وتكتمل بالارتباط، لا أنكر الأثر النفسي والصحي الذي خلفه خذلان الحب الأول، فقد ينتظر الإنسان سنوات طويلة حتى يتجاوز هذه المحنة، مهما حاول الآخرون إقناعه بأن الأمر بسيط ومتكرر ولا يستحق شيئاً».
الحب الأول يدفع الشاب لتحسين مستواه، للارتقاء للشخصية التي يحبها، خاصة إذا كان مستوى الفتاة الثقافي عالياً
من جهته، تعرض أحمد إبراهيم لقصة وصفها بالقاسية، «قصة الحب الأولى كانت في سن المراهقة، وكنت أخجل من أن أعترف بها حتى لا تسخر مني عائلتي نظراً لثقافة المجتمع العربي الذي يجيد التنظير وتقسيم المشاعر وأوقاتها كما يشاء. أما الحب الثاني فقد بذلت جهداً لا يمكن تخيله كي أصل لفتاة أعجبت بها، وبعدما وضعت خطة لأعمل «كار ليفت» لأتمكن من رؤيتها أثناء ذهابها للجامعة، وعند محاولتي الاعتراف لها فوجئت بهجوم شديد علي بحجة أنني لست من نفس المستوى، على الرغم من أنني طورت من شخصيتي كثيراً خلال الفترة التي كنت فيها أحاول التعرف إليها، وربما كان ذلك الجانب الإيجابي في الموضوع، فعادة الحب الأول يدفع الشاب لتحسين مستواه، للارتقاء للشخصية التي يحبها، خاصة إذا كان مستوى الفتاة الثقافي عالياً».
تحطمت بتحطم حلم المراهقة الأول وتعلمت من هذه التجربة أن أستشير عائلتي وأفصح لهم عن مشاعري في بدايتها، حتى لا أتعلق في «حبال واهية»
وقعت آية حمادة في حب ابن عمها، وولد لها هذا حالة من السعادة والأمان والاستقرار العاطفي، «دق قلبي في سن مبكرة تجاه ابن عمي، وبنيت أحلاماً بريئة ورائعة في خيالي، حتى اعترفت لأمي بهذا الحب، فرفضت بشدة اكتمال هذه العلاقة وحاربتها حتى أنها منعت ظهور هذا الشاب في حياتي، وهذا بسبب خوفها من تكرار معاناتها مع والدي، فكنت ضحية بمعنى الكلمة، وعلى الرغم من محاولة والدتي مساعدتي على تجاوز هذه المحنة لكنني كنت قد تحطمت بتحطم حلم المراهقة الأول بقرار من والدتي غير مبرر، وتعلمت من هذه التجربة أن أستشير عائلتي وأفصح لهم عن مشاعري في بدايتها، حتى لا أتعلق في «حبال واهية»، وحتى لا أجد نفسي في مواجهة بين كسب رضا أهلي ومحاولة إشباع مشاعري».
اكتشفت أن الحب كما يأتي سريعاً ينتهي سريعاً
وصف عمر هشام حبه الأول بالنور الذي أضاء له زوايا خفية في مشاعره، «أحببت زميلتي في المدرسة، وكنت أفتخر بهذا الحب الذي جعلني أدعمها وأشجعها باستمرار لإكمال دراستها بتفوق، وتعلم أشياء جديدة في الحياة، ونظراً لطبيعة حياتنا المتسارعة، فقد اكتشفت أن الحب كما يأتي سريعاً ينتهي سريعاً، فبمجرد دخول هذه الفتاة للجامعة عزلت نفسها عني، واتجهت لعالم آخر يشبع شغفاً جديداً لديها، واقتحمت مجال الإعلانات، وبعد تجاوزي الصدمة، أدركت أنني تعلمت منها الكثير، فبدأت في منافسة حبيبتي السابقة في المجال الذي اختارته، وحولت حالة الغضب بداخلي إلى طاقة للمنافسة والتفوق عليها علمياً وعملياً، والحمد لله أنني لم أفقد الثقة في الحب، حتى وإن أدى إلى فشل مرة أخرى».
كيف تصف حبك الأول؟