قصد أحد الأزواج الإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي يشكو زوجته وصعوبة العيش معها وأسلوبها في التعامل معه ومع أطفالها ليتبين، بعد التواصل مع الزوجة أنها تسكن في ملحق المنزل مع أهل الزوج وتفتقد أدنى مقومات العيش حيث لا يلبي احتياجات أسرته في معظم الأحيان بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء أحياناً وعدم توافر شبكة إنترنت وأن الهدف الأساسي من وراء الشكوى واختلاق المشكلات هو الزواج من أخرى حيث يسعى لإيجاد مبرر له وبالأخص أن زوجته ترتبط معه بصلة قرابة ولا يرغب بالتعرض للوم من العائلة.
هذه الحادثة التي نشرتها إحدى الصحف المحلية تطل على واقع بعض الأزواج الذين يختلقون الأكاذيب من أجل الزواج ثانية، بعد استنفاد إيجاد مبررات شرعية أو الاستناد إلى شروط الزواج الثاني في الشرع الإسلامي بما معناه أن تكون الزوجة «عاقراً أو ناشزاً أو مريضة».
وفي هذا الصدد، نجد حالات لأزواج لجأوا إلى المراوغة والكذب لتبرير فعلتهم و«تشريع» زواجهم الثاني من منطلق غير حقيقي.
ولكن السؤال: لماذا يعمد بعض الأزواج إلى الاحتيال أو «التبلي» على الزوجة الأولى للزواج بأخرى؟
دوافع الزوج للارتباط بأخرى
من خلال الحالات التي عايشتها، تتوقف سهير عليان، مستشارة أسرية، عند دوافع الزوج للارتباط بأخرى:
1- عدم وجود توافق عاطفي
قد يكون الدافع عدم وجود توافق عاطفي بينهماو بعض الزوجات يتناسين أن الزوج بحاجة إلى عطاء وحب مستمرين ومن دون انقطاع، فالرجل بحاجة إلى امرأة تقوم بدور الأم إلى جانب دور الزوجة من حنان وحب وتقدير وتشجيع. فإذا وجد الزوج الحنان في زوجته استقر وإذا لم يجده سيبحث عنه في الخارج.
2- البحث عن مواصفات فتاة أحلامه
الدافع الثاني الذي يقود الزوج للارتباط بأخرى هو ارتباطه بامرأة ذات مواصفات لا تتماشى مع المواصفات التي وضعها، ففي حال صادف خلال مسيرته امرأة بمعايير تتطابق مع رغباته، ينجذب نحوها ويفكر بالارتباط بها.
3- الانتقام
وقد يكون الدافع هو الانتقام، قد يشعر أن هذه الزوجة ليست أهلاً للحب والثقة ويحاول إيذاءها من باب الانتقام عبر الزواج بأخرى أو قد يرغب بالتعدد لعدم اكتفاء بامرأة واحدة
لكن لماذا يحتال الرجل على زوجته ويسوق الأكاذيب عند زواجه بأخرى؟
غياب السبب الحقيقي للزواج بأخرى
المفارقة أن الزوج قد يطعن بالشريكة تبعاً للوضع القائم: «في حال بقي الزواج سرياً، يبقى صامتاً ولا يشكو وفي حال انكشف أمره، يجد في ما يكشفه من عيوب لدى زوجته أداة دفاع لكي لا يتعرض للوم والنقد واتهامه بـ «الركض» وراء نزواته وإهمال أسرته».
فاللجوء للاحتيال، وفق سهير عليان يرتبط بغياب السبب الحقيقي للزواج من أخرى: «يضع في الزوجة الأولى كل العيوب وهذا الباب الوحيد الذي يستطيع النفاذ منه للزواج بأخرى كأن يتهمها بالتقصير، عدم تلبية احتياجاته العاطفية، انشغالها بالأبناء، إهمال نفسها، رغبته بالإنجاب حيث باتت طاعنة في السن كما يؤكد، مشاكلها مع أهله، افتعالها للمشكلات معه، طلباتها الكثيرة، إهمالها للأبناء ودراستهم، انشغالها بأصدقائها أو عملها ومقصرة في منزلها وكلها أسباب يعتمدها «شماعة» للإقدام على الزواج بأخرى».
تحذر عليان من تعدد الأزواج من دون ضوابط: «غالباً ما يكون الأبناء الضحية وتشعر الزوجة بالظلم والإحباط والضعف والإهانة وأن كرامتها مداسة وأنها محطمة وتشعر بنكران المعروف وبالنقص والندم والغيرة وبكون الزوج بات مصدر خوف وليس مصدر حماية، وكلها مشاعر سلبية ترهقها وتصيبها بأمراض عضوية ونفسية.
كيف تتعامل الزوجة عند علمها بالزواج الثاني؟
في هذا الصدد، تزودنا نبال إبراهيم القوصي، مدربة تنمية بشرية و ماستر برمجة لغوية عصبية في شركة «سكيل ديير» بالآليات المعتمدة لتفادي الانعكاسات النفسية عليها وعلى الأسرة:
ما الذي يمكن القيام به في حال أرادت الزوجة أن تستعيد حياتها؟
تؤكد نبال القوصي أهمية عدم تأطير الزوجة لنفسها في موقف ضعيف والتركيز على نقاط قوتها للانطلاق إلى بداية جديدة لا تظللها آثار المشكلة، داعية المرأة إلى «تقبل الواقع الموجود للوصول لحل يخدمها إيجابياً لإدارة الموقف لصالحها وإعادة زواجها إلى سابق عهده» عبر:
وأهم هذه الاحتياجات الأساسية هي: