فيلم The Proposal
من هو المدمن على العمل وهل يعترف بمشكلته؟ وما هي الآثار المترتبة على واقع علاقته بأسرته؟ وما الحلول المطروحة للتعامل معه بأقل الخسائر؟
إدمان العمل يؤدي إلى عدم الاستقرار العائلي والنفسي
تؤكد المدربة الدولية في التنمية البشرية والمستشارة النفسية الأسرية والزوجية ناعمة الشامسي أنّ «أغلب الأفراد مدمني العمل حرموا من الحياة العائلية الصحيحة لدرجة قد يخرج الفرد مع أسرته وهو ينجز أعماله ويستكمل إجراء اتصالاته الخاصة بالعمل ويستقطع من وقته الخاص لأداء مهام الدوام بعد انتهائه، وحتى لو فكر بالخروج مع زوجته إلى عشاء، لا تتوقف هواتفه عن الرنين ويتمحور حديثه كله حول العمل، لدرجة أن الذكريات العائلية الجميلة تختفي من أجندة يومه».
يفتقد المدمن على العمل العلاقات الأسرية الصحيحة «قد يكبر أبناؤه ويصلون إلى مرحلة الجامعة دون أن يشعر بهم وبجمالية تلك المرحلة، وقد يصل إلى مرحلة التقاعد ولا يبلور دوره الأساسي داخل الأسرة حيث تكون علاقته فاترة مع أبنائه بحيث يكونون أكثر انحيازاً للطرف الذي يمنحهم وقته».
التوازن بين المهام هو صمام الأمان لعيش حياة متوازنة وناجحة
تدعو الشامسي إلى التوازن لجهة «عدم الضغط النفسي وفي الوقت نفسه عدم التساهل في العمل، مع مراجعة المدمن على العمل نفسه على مستوى صحته لكون من يعيش بهذه الطريقة يهدر صحته ويعايش الشيخوخة قبل أوانها. قد يمرض ويتعب ويستغنى عنه ويصل إلى نقطة يكون خسر عمله ولم يكسب أسرته وعلاقاته الاجتماعية. فهؤلاء الأفراد دوماً مرهقون ويعانون من عبء جسدي ونفسي وعقلي ولا يرتاحون حتى عند النوم، ما يولد لديهم العديد من الأمراض النفسية».
توجز النصائح «صحتي أولاً لأنها طريقي إلى العمل والعيش بشكل صحيح، وعائلتي ثانياً للحفاظ على علاقتي بزوجتي وأبنائي وهم أساس طاقتي وحياتي ونجاحي، وعملي ثالثاً وهو مصدر رزقي، والتوازن بين هذه المهام هو صمام الأمان لعيش حياة متوازنة وناجحة وبصحة جيدة».
تأثير إدمان العمل في الحياة الزوجيّة
وفي هذا السياق، يؤثر إدمان العمل في مسار الحياة الزوجية وبالأخص من جانب الزوج الذي يجد نفسه منغمساً في أداء عمله، مع إهمال دوره كرب أسرة وملقياً الأعباء على الأم.
ترصد أميرة عبدالله، مستشار نفسي سلوكي ومدرب دولي معتمد ومستشار أسري معتمد واختصاصي علم النفس التربوي، تأثير إدمان العمل في الحياة الزوجيّة وأبرزها الخلافات الزوجية حيث «يصل بعضها إلى درجة الانفصال أو الطّلاق» مرورا بنمط الحياة السّريع بحيث لا يجد مدمن العمل أيّ وقتٍ يُخصّصه لأفراد أسرته، وهنا يكمن التأثير السلبي الأكبر لجهة «إهمال أفراد الأسرة وقضاء وقتٍ قليل في التّفكير بحاجاتهم وإهمال أعيادهم والمُناسبات الأسريّة، كما تخصيص معظم إجازاته للعمل».
ومن الآثار التغيّب عن المُناسبات الاجتماعيّة، فشل العلاقة الحميمة لانشغاله الدائم في العمل من ناحية الافتقار إلى الوقت الكافي لقضائه مع الشّريك، إلى معاناته من بعض المشكلات النفسيّة كالاكتئاب والإجهاد النفسي والضّغط والتوتر والقلق ونوبات هلع وعصبيّة على المدى الطويل، كما إصابته بمشكلات صحية منها الضّعف الجنسي، اضطرابات النّوم الحادة، الأمراض العصبيّة، مشاكل العظام، الآلام المزمنة خصوصاً في الظهر والرقبة».
وتختلف الأسباب الكامنة وراء إدمان العمل وأهمها «الإنتاجية لجهة ربط زيادة العمل والإنتاج بزيادة سعادة الأفراد لكون العمل المستمر يزود البعض بشعور أن حياتهم ذات قيمة» كما الهرب من مشكلات في المنزل لا يستطيع حلها أو ربما لا يريد التعامل معها لذا يستجيب بالهرب عن طريق المكوث في العمل لوقت طويل، وثمة أسباب أخرى خاصة بالأسرة مثل انفصال الوالدين أو مرض أو موت أحدهما أومحاولة كسب رضا الوالدين عن طريق العمل بجد.
وفي السياق نفسه، تواكب عبدالله علامات إدمان العمل وهي:
طرق للتعامل مع إدمان العمل
تقدم أميرة عبدالله، أخصائية تعديل السلوك ومستشارة زوجية، طرق التعامل مع إدمان العمل:
ولكن كيف تتعامل الزوجة مع زوجها مدمن العمل؟
تستعرض عبدالله جملة نصائح: