كما كل شيء في الحياة، الحب أيضًا يتغير مع الزمن، خمدت نيرانه و هدأت لوعة كلماته واختفت رسائله الورقية ليحل محلها "الأيموجي" ورسوم تعبيرية صدقها غير مضمون ومردودها مفتعل وقصير الأجل.
فمع مرور السنوات وبدون مقاومة استسلمت مشاعرنا أمام التكنولوجيا الحديثة، وتركت لها حرية
التدخل في أبسط اختياراتنا في الحياة، فهل سيستمر هذا التحكم في المستقبل؟ أم سنعلن التمرد و نبدأ في ترويض التكنولوجيا لصالحنا،هل يمكن إنقاذ ما تبقى من أحاسيس إنسانية؟ وكيف سيكون الحب في عصر يغلبه الذكاء الاصطناعي؟
هل هو الحبيب المناسب؟!
أكدت دراسة حديثة أجرتها كلية الأعمال بإمبريال كوليدج في لندن بالتعاون مع موقع Eharmony أن من المتوقع أن تلعب الروبوتات دورًا بارزًا في علاقات الحب في المستقبل القريب. فقد أظهرت الدراسة التي حملت عنوان "مستقبل التعارف" أن الشفرة الوراثية يمكنها أن تتنبأ بمدى انسجام الحبيبين وخلال عامين من الآن يمكن من خلال الروبوتات المنزلية مثل "Alexa" معرفة ما إذا كان الزواج مصيره الفشل أو النجاح بنسبة 75%، بل من المتوقع بحلول عام 2025 أن يصبح من الممكن إجراء تحاليل الشفرة الوراثية في المختبر وتحديد ما إذا كان الحبيبان مناسبين لبعضهما أم لا قبل الارتباط والزواج.
وداعًا لحيرة البدايات
في واقعنا الحالي، مع بداية العلاقات الرومانسية تغلبنا الحيرة ويشغلنا التفكير: ماذا يريد الحبيب؟ وكيف يفكر؟.
لكن في المستقبل يتوقع دكتور كريستيان كروز، مدير مؤسسة AndSpace وعضو مؤسس في جمعية المستقبليين المحترفين، أن يخبرنا تطبيق على الجهاز المحمول من هم الأشخاص الذين تتطابق هواياتهم واهتماماتهم معنا وأين هم الآن، وسيبحث عنهم بين الحشود نيابة عنا و يرى "كريستيان" أن هذا التطور من شأنه تسريع فترات التعارف وضمان نسب نجاح عالية جدًا لعلاقات الحب والخطوبة.
نعم يمكننا تجنب الخلافات
لا يوجد زواج بدون خلافات أو اختلافات، على الأقل في عصرنا الحالي، لكن من المتوقع أن ينقذنا الذكاء الاصطناعي مستقبلاً من المناوشات المزعجة مع شريك الحياة. حيث قامت ثيودورا تشاسباري، أستاذة هندسة الكمبيوتر في جامعة تكساس إيه آند إم البحثية، بتطوير برنامج ذكاء اصطناعي يمكنه التنبؤ باحتمالية نشوب الصراع في العلاقات قبل حدوثه. عن طريق تحليل بيانات من أجهزة استشعار تعمل كالساعات الذكية التي نرتديها في معاصمنا يمكنها استخراج بيانات عن القلب والصوت وتحديد ما إذا كانت العبارات المستخدمة إيجابية أو سلبية وبالتالي قياس احتمالية حدوث الخلاف من عدمه، وتبلغ دقة هذه الأجهزة 79.3%.
العين سترى قبل القلب
لطالما كان من الصعب التعبير عن المشاعر المعقدة أو فهمها، لكن في المستقبل سنتمكن من رؤيتها، حيث يعمل الآن مصممو جهاز التتبع Fitbit على تطوير "وشم" يُوضع تحت الجلد يمكنه تحويل المشاعر إلى رموز واضحة، ويعتقد المصممون أن الجهاز سيكون متاحًا بحلول عام 2021.
يُقال إن أفضل قصص الحب هي تلك التي ننسجها بخيالنا، فإذا استطاع العلم تحويل الخيال إلى حقيقة نعيشها، ربما يكون المستقبل أكثر إشراقًا للحب والزواج من الواقع الحالي.
هل تخافين المستقبل؟