22 ديسمبر 2025

ما هو اليافوخ؟ وماذا يخبرنا عن صحة المولود؟

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

تُعرف الأجزاء الرخوة من جمجمة المولود الجديد باسم اليافوخ. وبينما توجد ستة يوافيخ في جمجمة المولود الجديد، لا يُعرف بشكل شائع إلا اثنان فقط.

يُعرف اليافوخ الموجود في منتصف الرأس، في الجزء العلوي، باسم اليافوخ الأمامي. شكله يشبه الماسة ويستغرق نحو عام لينغلق. أما اليافوخ الموجود في الجزء الخلفي من الرأس، فيسمى اليافوخ الخلفي، وشكله مثلث، وينغلق في غضون شهرين بعد الولادة.

كيف يتكون اليافوخ؟

تتكون جمجمة المولود الجديد من ستة عظام مختلفة. تُسمى هذه العظام أيضاً عظام الجمجمة، وتشمل العظم الجبهي، والعظم القذالي، وعظمتين جداريتين، وعظمتين صدغيتين. تُثبت عظام الجمجمة الست في مكانها بواسطة أنسجة قوية ومرنة، تُعرف باسم الدرزات. ومع مرور الوقت، تميل هذه الأنسجة إلى التصلب، ما يؤدي إلى ترابط عظام الجمجمة المختلفة معاً، لتكوين الجمجمة.

تتشكل اليوافيخ الستة المختلفة على طول هذه العظام الستة. وإلى جانب اليافوخين الأمامي والخلفي، يوجد أيضاً يافوخان خشائيان، ويافوخان وتديان، تتشكل عند الولادة. ومع ذلك، تلتحم هذه اليوافيخ الأربعة بسرعة لتشكل الجمجمة، تاركة اليافوخين الأمامي والخلفي فقط، مفتوحين لبضعة أشهر أخرى.

لماذا توجد اليوافيخ؟

السبب الرئيسي لوجود اليوافيخ هو الولادة. إذ تسمح الخيوط المرنة لعظام الجمجمة بالتداخل لتكون بشكل أصغر، وأكثر كثافة للسماح لها بالمرور الآمن عبر قناة الولادة. ويكون الدماغ محمياً من أيّ ضغط أثناء عملية الولادة، ولا يتضرر بفضل حماية العظام.

عندما يبدأ الرضيع برفع رأسه، والتدحرج على بطنه، وحتى محاولة الجلوس، لا تكون عضلات الرقبة قد نمت بما يكفي لدعم وزن الرأس. وهذا يؤدي إلى عدد لا بأس به من الصدمات الطفيفة على الرأس. وتُعد اليوافيخ ضرورية للنمو السليم لدماغ الطفل، حيث تُثبتها الخيوط المرنة التي تحمي الدماغ من صدمات الرأس.

كما تنمو عظام الجمجمة مع نمو الدماغ. ويحدث هذا مع ازدياد خطوط الخيوط. بحلول سن الثانية، تكون جمجمة الطفل قد وصلت إلى ثلثي حجمها عند البلوغ. وتستمر العظام في إعادة تموضعها مع إضافة النمو طبقات جديدة إلى حافة نسيج الخيوط. وأخيراً، بحلول العقد الثاني من عمر الطفل، يصل الدماغ إلى أقصى حجم له، وتندمج الخيوط مع نمو العظام، مُشكّلة هيكل جمجمة كاملاً.

مجلة كل الأسرة

كيف تساعد اليوافيخ الأطباء؟

يمكن للأطباء تتبع نمو الطفل وتطوره من خلال تحسس خيوط الجمجمة. يجب أن تكون اليوافيخ صلبة ومسطحة عند لمسها. وإذا كان هناك بروز في اليافوخ، فقد يكون ذلك مؤشراً على زيادة الضغط داخل الدماغ. وقد يكون تورم اليافوخ ناتجاً عن عدوى في الغشاء الذي يغطي الدماغ، وتُعرف هذه الحالة أيضاً بالتهاب السحايا، وقد تؤثر سلباً في النمو الطبيعي للطفل.

قد يكون سبب هذا الانتفاخ تراكم السوائل داخل الجمجمة، وتسمى هذه الحالة استسقاء الرأس. ومن الممكن أيضاً أن يكون اليافوخ غائراً، أو منكمشاً من الداخل، قد يكون هذا مؤشراً على إصابة الطفل بالجفاف، وحاجته إلى المزيد من السوائل. كما قد يكون مؤشراً على سوء التغذية لدى حديثي الولادة. وهكذا، يمكن أن يخبر اليافوخ الطبيب بالكثير عن الصحة الداخلية للطفل.

العناية باليافوخ

يتغير شكل جمجمة الطفل باستمرار خلال الأشهر الأولى من حياته. ويرجع ذلك إلى تحرك عظام الجمجمة نتيجة لحركة الخيوط المرنة التي تثبتها في مكانها. وتقع النقطتان الرخوتان الرئيسيتان في الجمجمة أعلى الجمجمة وخلفها. ولأن العظمة لم تكتمل بعد في جمجمة متماسكة، فإن هاتين المنطقتين تُعدّان عرضة للأذى.

يجب التعامل مع رأس الطفل بحرص شديد. عند رفع رأس الطفل، يجب أن تدعم يد الشخص البالغ الرقبة وتغطي اليافوخ الخلفي. ولأن النقطتين الرخوتين قد لا تكونان كافيتين لصدّ البرد، يُنصح بتغطية رأس الطفل بغطاء ناعم عند انخفاض درجة الحرارة. بهذه الطريقة، تُوفّر لليافوخين الأمامي والخلفي الحماية من البرد.

يجب الحفاظ على نظافة جلد الجمجمة للوقاية من العدوى. تُغلق عظام الجمجمة لدى معظم الأطفال عند بلوغهم نحو 18 شهرا من العمر. بعد ذلك، تبقى الدرزات مرنة بعض الشيء لاستيعاب النمو المستمر للدماغ، وتوسع الجمجمة.

اقرأ أيضاً:
- من أجل صحة المولود الجديد.. 9 نصائح لكل أم يجب الالتزام بها
- رضيعك ذو رأس مخروطي.. هل هذا طبيعي وماذا تفعلين حياله