تم في بريطانيا، أخيراً، إطلاق تقييم إلكتروني بسيط، مدته ثلاث دقائق، لمساعدة الناس على تحديد خطر الإصابة بهشاشة العظام.
وأطلق عنوان «الفحص البريطاني الكبير للعظام»، على الحملة التي أطلقتها الجمعية الملكية لهشاشة العظام، لمساعدة الناس على التشخيص والعلاج بسرعة.
تأتي هذه المبادرة في أعقاب استطلاع رأي أجرته شركة YouGov لمصلحة الجمعية الملكية لهشاشة العظام، وشمل 2082 بالغاً. أظهرت النتائج أن 79% قالوا إنهم لم يفحصوا صحة عظامهم قط، وإن 49% لم يكونوا على دراية بأن النساء أكثر عرضة للإصابة بالكسور، بعد انقطاع الطمث.
في ضوء ذلك، سلّطت جوليا طومسون، مديرة التمريض في الجمعية الملكية لهشاشة العظام، الضوء على خمسة عوامل خطر صامتة لهشاشة العظام:
ما هي هشاشة العظام؟
هشاشة العظام حالة تجعل العظام أكثر عرضة للكسر.
يبيّن المختصون أن هشاشة العظام تتطور ببطء، على مدى عدة سنوات عدّة، وغالباً ما لا تُشخَّص إلا عند حدوث كسر في العظم نتيجة سقوط، أو صدمة مفاجئة.
يُقدَّر عدد المصابين بهشاشة العظام في المملكة المتحدة وحدها، بنحو 3.5 مليون شخص، وفقاً للجمعية الملكية لهشاشة العظام.
يعتقد الكثيرون أن هشاشة العظام تصيب النساء فقط، لكننا نعلم أن الرجال يصابون بها أيضاً. فواحدة من كل امرأتين، و20% من الرجال فوق سنّ الخمسين، يصابون بكسر في العظم نتيجة لهشاشة العظام.
كما يشيرون إلى الفكرة الرائجة التي تقول إن هشاشة العظام تسبب الألم دائماً، وهذا اعتقاد خاطئ شائع آخر. إذ لا يشعر المصاب بالألم إلا عند حدوث كسر. إن هشاشة العظام في حد ذاتها لا تسبب أيّ ألم، أو أعراض، على الإطلاق. وكسر العظام هو ما يسبب الألم وجميع الأعراض والمشكلات المرتبطة بهذه الحالة.
ما هي عوامل الخطر الرئيسية لهشاشة العظام؟
1. التاريخ العائلي
يهدف الفحص البريطاني للعظام إلى تحديد عوامل الخطر مبكراً، للوقاية من الكسور، وتشمل هذه العوامل التاريخ العائلي، لذا، من لديه تاريخ عائلي لهشاشة العظام عليه أن ينتبه، ويخضع لفحوصات دورية.
على سبيل المثال، تشير الأبحاث إلى أنه إذا كسر ورك أحد والديك، فأنت أكثر عرضة لكسر عظمة، وفقاً للجمعية الملكية لهشاشة العظام. صحيح أن الأمر ليس واضحاً، كبعض الحالات الأخرى التي يوجد فيها رابط وراثي قوي، ولكن يبدو أن هناك سِمات عائلية.
2. العمر
وفقاً للجمعية الملكية لهشاشة العظام، نصل إلى ذروة صحة عظامنا في سن الثلاثين، وتبدأ بالتدهور بشكل طبيعي، مع تقدمنا في السّن.
جميعنا نبني عظامنا خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة، وهناك نوعان من الخلايا في العظام: الخلايا التي تهدم العظام، والخلايا التي تبنيها. وخلال طفولتنا ومراهقتنا، تعمل الخلايا التي تبني العظام أسرع من الخلايا التي تهدمها لبناء هيكلنا العظمي. ثم عندما نصل إلى الثلاثينيات، نصل إلى مرحلة ثبات في الأداء، حيث يعمل كلا النوعين من الخلايا بالمعدل نفسه. وفي الأربعينيات، تبدأ الخلايا التي تهدم العظام بالعمل كخلايا سريعة. لذا، نبدأ جميعاً بفقدان عظامنا بشكل طبيعي، نتيجة للتقدم في السّن.
ومع ذلك، فإن هشاشة العظام ليست مجرّد «مرض يصيب كبار السن». إذ يمكن أن يصيب النساء في سنّ اليأس، والأغرب من ذلك، أنه قد يصيب من هم أصغر من ذلك بكثير أيضاً. ولكن هذا عادة ما يكون بسبب عامل آخر يؤثر في خطر الإصابة بهشاشة العظام.
3. نوع الجنس
هشاشة العظام أكثر شيوعاً لدى النساء منها لدى الرجال، ويعود ذلك جزئياً، إلى أن النساء عادة ما يبنين عظاماً أقل قوة من الرجال في البداية. كما أنهنّ يبدأن بفقدان التأثيرات الوقائية لهرمون الإستروجين خلال فترة انقطاع الطمث.
ويشار إلى أن الإستروجين هو هرمون ينتجه الجسم قبل انقطاع الطمث، ويحمي عظام المرأة، وعندما تفقد هذه الحماية، يتسارع فقدان العظام، ما يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
4. الأدوية
قد يكون لبعض الأدوية، مثل الستيرويدات، تأثير سلبي في عظامنا.
بعض الستيرويدات تلعب دوراً هاماً للغاية في علاج العديد من الحالات، مثل التهاب المفاصل، وبعض حالات التهاب الأمعاء، ولكنها، للأسف، ليست مفيدة للعظام، لأن الستيرويدات قد تؤثر في خلايا بناء العظام، وتضعف وظائفها.
لذلك، من الهام عند وصف هذه الأدوية أن يراعي الطبيب صحة عظام المريض، في الوقت نفسه.
5. عوامل نمط الحياة
الإفراط في التدخين ضار لأسباب صحية عدّة، بما في ذلك تأثيره في عظامنا.
من الهام جداً الحفاظ على وزن صحي مناسب، لعمرك وطولك. على سبيل المثال، يمكن أن يكون لتقليل تناول الطعام إلى الحد الذي ينخفض فيه وزنك بشكل خطر، تأثير كبير في صحة العظام، لأنك لن تحصل على التغذية التي تحتاج إليها عظامك، وبالنسبة إلى النساء غالباً، فإن انقطاع الدورة الشهرية علامة على نقص إنتاج هرمون الإستروجين، وهذا أمر ضار بعظامك.
لذا، فإن الحفاظ على النشاط البدني، واتّباع نظام غذائي متوازن غني بالكالسيوم، والامتناع عن التدخين، كلها عوامل ستساعد على تقوية عظامك.
كيف يتم تشخيص هشاشة العظام؟
يبدأ التشخيص بمحادثة مع طبيبك حول عوامل الخطر، ثم يقترح عليك إجراء فحص كثافة العظام الذي يظهر مدى قوّة عظامك، مقارنة بالمعدل العام.
بعد ذلك، إذا كانت كثافة عظامك ضمن النطاق المصنف على أنه هشاشة عظام، سيصف لك الطبيب علاجاً دوائياً للمساعدة على تقليل خطر الإصابة بالكسور.
اقرأ أيضاً: العلاج الوحيد المُثبتة فعاليته في حماية المفاصل وتخفيف آلامها
