انتشرت في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، قصة منع محرر سابق في «بي بي سي» من الصعود إلى الطائرة لعدم حيازته تقريراً طبياً عن حالة صحية يعانيها.
كتب هذا المحرر قائلا «يوم السبت، قرّرت الخطوط الجوية التركية
مرض باركنسون هو اضطراب تنكسي عصبي يؤثر في الحركة، ويمكن أن يسبب ارتعاشاً. وهذا المحرر يعاني مرض باركنسون، إلى جانب جيريمي باكسمان، وشخصيات إعلامية أخرى.
أصرّ موظفو الخدمات الأرضية على حاجته إلى تقرير من طبيبه ينصّ على: «لا ضير من السفر جواً».
ويؤكد المحرر أنه يسافر على نطاق واسع جواً، على الرغم من معاناته مرض باركنسون. وتفاقمت تجربته باضطراره إلى قضاء سبع ساعات في المطار محاولاً استعادة أمتعته المسجّلة، ثم حجَز في فندق، وعاد إلى وطنه، في اليوم التالي، على متن شركة طيران أخرى ، من دون أيّ مشكلات.
لماذا تحتاج شركات الطيران إلى معرفة التاريخ الطبي للمسافر؟
ترغب جميع شركات الطيران في معرفة ما إذا كان هذا الشخص يشكل مشكلة محتملة للمسافرين وأفراد الطاقم الآخرين. تشمل المخاطر الشخص الذي يكون ثملاً، أو مصاباً بمرض مُعدٍ، أو يبدو في حالة صحية سيئة للغاية، قد تستدعي اضطرار طاقم الطائرة إلى تحويل مسارها.
كذلك ترغب شركات الطيران في تحديد أيّ حالات محتملة قد تتفاقم بسبب السفر جواً.. وتشمل هذه الحالات:
- حالات قلبية أو رئوية غير مستقرة.
- جراحة حديثة، والتي قد تُخلّف جيباً هوائياً محصوراً في الجسم يتمدّد أثناء الطيران.
- وضع جبيرة فوق كسر: ما لم تُشقّ الجبيرة، فقد يؤدي انخفاض ضغط المقصورة إلى تورم مؤلم للغاية.
- الحمل في مراحله الأخيرة، عادة من الأسبوع الثامن والعشرين فصاعداً.
وغالباً ما نسمع عن تحويل طائرة مسارها بقرار من قائد الطائرة، عندما يكون هناك خطر على حياة أحد الركاب، لكن تحويل المسار قد يكون مزعجاً ومكلفاً للغاية. ففي إبريل الماضي، على سبيل المثال، حُوِّل مسار رحلة تابعة للخطوط الجوية البريطانية من جزر البهاما إلى لندن، إلى نيوفاوندلاند بسبب حالة طبية طارئة، ولكنها لم تتمكن حينها من الوصول إلا إلى آيسلندا قبل أن يصل طاقم الطائرة إلى الحد الأقصى المسموح به، ويصبح «خارج ساعات العمل». حينذاك، ظل الركاب عالقين حتى خصصت الخطوط الجوية البريطانية رحلة خاصة لنقل الطيارين، وطاقم الضيافة الجدد، إلى ريكيافيك.
يبدو أن تحويل مسار الطائرات لأسباب طبية أصبح أكثر شيوعاً بين شركات الطيران الأوروبية والأمريكية الشمالية، وهناك ثلاثة أسباب:
- ارتفاع متوسط أعمار ركاب الطائرات، ما يزيد من احتمالية تدهور حالتهم الصحية.
- استخدام شركات الطيران لطائرات أكبر حجماً: فمع وجود عدد أكبر من الركاب على متن الطائرة، تزداد احتمالية إصابة أحد الركاب بالمرض.
- زيادة أعداد الرحلات الطويلة جداً، ما يزيد من احتمالية إصابة أحد الركاب بالمرض.
لذلك، من المفهوم أن شركات الطيران ترغب في معرفة جميع المعلومات الصحية ذات الصلة لحماية صحة الفرد، وخطط الركاب الآخرين.
ما هو الخطر الذي يشكله شخص مصاب بمرض باركنسون على متن الطائرة؟
من الصعب تصور كيف يشكل المصابون بهذه الحالة خطراً على أنفسهم، أو على الآخرين. فهذا المحرر ليس على علم بأيّ طلب مماثل قُدّم من قِبل أيّ شركة طيران أخرى.
كما لا تُشير منظمة باركنسون في المملكة المتحدة، التي تُمثّل المصابين بهذه الحالة، إلى أيّ مشكلة تواجه المسافر، وتبيّن المنظمة: «من الهام شرب الكثير من السوائل أثناء الرحلة، حتى لا تصاب بالجفاف. وهذا هام بشكل خاص إذا كنت تعاني انخفاض ضغط الدم. وإذا علم طاقم الطائرة بإصابتك بمرض باركنسون، فسيحرصون على تقديم المشروبات لك طوال الرحلة».
ما الذي تطلبه الخطوط الجوية التركية؟
تُوضّح الشركة على موقعها الإلكتروني أن المسافرين المصابين بمرض باركنسون يحتاجون إلى تقرير طبي يتضمن «بياناً يحدّد ما إذا كان المسافر يستطيع السفر برفقة، أو من دون مرافق». ويجب أن يكون التقرير باللغة التركية، أو الإنجليزية، وأن يحصل عليه قبل 10 أيام على الأقل، من موعد الرحلة. ويجب أن يتضمن اسم الطبيب، ولقبه، ورقم شهادته، وتوقيعه، وعبارة: «لا ضرر من السفر بالطائرة».
كما يجب على الأشخاص المصابين بالتوحد الذين يسافرون بمفردهم أن يقدموا أيضاً «مذكرة من الطبيب تفيد بأنهم يستطيعون السفر بالطائرة من دون مرافق».
هل يمكن لشركات الطيران أن تُبدي اهتماماً أكبر بصحة المسافرين؟ على الأقل في ما يتعلق بالمسافرين كبار السّن على الرحلات الطويلة. تشير هيئة الطيران المدني في بريطانيا، على سبيل المثال، إلى أن «معظم حالات الطوارئ على متن الطائرة تحدث عندما تكون الحالة الصحية للفرد غير معروفة لشركة الطيران»، وتشمل العديد من هذه الحالات مسافرين متقدمين في السّن. وقد تبدأ شركات الطيران بإلزام أيّ شخص فوق سنّ معينة، ربما 80 عاماً، بتعبئة استبيان طبي قبل السماح له بالصعود على متن رحلة طويلة.
اقرأ أيضاً: نصائح صحية مهمة لك وأنت في الطائرة
