لا يحصل مئات البشر على قسط كافٍ من النوم، ويشدّد الخبراء على إن ذلك يؤثر سلباً في حياتهم. فلا شيء يضاهي النوم مبكراً ليلاً مع توافر الوقت. لذلك ، سنستعرض في ما يلي ما حصل لشابة أمريكية جرّبت أن تنام قبل 30 دقيقة فقط، من الوقت الذي اعتادت أن تتوجه فيه إلى الفراش، بعد سنوات من عدم الحصول على سبع ساعات نوم، يومياً، الموصى بها.
يقول الأطباء إن البالغين يحتاجون إلى هذا القدر على الأقل للحفاظ على صحتهم، ونشاط قدراتهم الإدراكية، لكن في الولايات المتحدة الأمريكية ، على سبيل المثال، أكثر من ثلث الأمريكيين لا يحصلون على قسط كافٍ، وهذا ما يحصل في أغلبية المجتمعات، في زمننا الحالي.
يقول العلماء إنه حتى ساعة إضافية واحدة فقط من النوم يمكن أن يكون لها تأثير كبير في صحتك، من خفض ضغط الدم، إلى تقوية جهاز المناعة، على المدى الطويل.
تقول آن ماري تشانغ، الأستاذة المساعدة في جامعة ولاية بنسلفانيا: «الالتزام البسيط بالحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يحدث فرقاً حقيقياً في تحسين صحتك. ولأنني أدركت أن الأمر يستحق المحاولة، قرّرت أن أنام مبكراً 30 دقيقة كل ليلة، لمدة أسبوع. كنت متأكدة من أن ذلك سيساعدني بطريقة ما. ففي كل الأحوال، لا أنام إلا نحو ست ساعات كل ليلة، كما يفعل 40% من الأمريكيين».
وتضيف «هذا هو متوسط ساعات النوم لسكان نيويورك مثلي، وفقاً لشركة سيمبا لتقنيات النوم، حيث يضطر سكان المدن للتعامل مع مستويات متزايدة من الضوضاء، والتلوث الضوئي الذي قد يبقيهم مستيقظين. ولكن، ثبت أن النوم لأقل من سبع ساعات يضر بالصحة، العقلية والجسدية، ما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، والقلق، والاكتئاب، وصعوبة التركيز، وزيادة خطر الحوادث».
ماذا فعلت هذه الشابة؟
توضح آن ماري «مع وضع ذلك في الاعتبار، بدلاً من الذهاب إلى السرير في الساعة 10:30 مساء كل ليلة، كنت أنام في الساعة 10 مساء بالضبط. تناولت العشاء بعد الساعة 7 مساء بقليل، بدلاً من الساعة 8 مساء. كما حرصت على الاستحمام مبكراً. أطفأت الأنوار العلوية قبل الذهاب إلى السرير. ثم ضبطت المنبه في ساعتي للاستيقاظ صباحاً. وحرصت على عدم النظر إلى هاتفي. إذا كنت لا أزال مستيقظة، كنت أقرأ كتاباً لفترة وجيزة، بدلاً من تصفح الأخبار السيئة.
في الصباح، لا أعرف إن كنت أشعر بالنشاط والحيوية، كما كنت آمل. لم أكن أشعر بالخمول، أو الكسل، لكنني لم أكن متحمسة لمغادرة سريري. كنت بحاجة ماسة إلى فنجان قهوة كبير، كما أفعل عادة لأصبح «طبيعية». لكنني شعرت بأن أدائي الإدراكي قد تحسن في العمل، وعلى الهاتف، وأثناء ركوب المترو. أصبحت قادرة على التفكير بشكل أفضل، والكتابة بوضوح. استطعت الرد على والديّ بشكل أسرع، وبعناية. وتصرفت بحزم عند التنقل بين القطارات، وعند النزول منها. لم أخسر الكثير من الذهاب إلى عالم الأحلام مبكراً. ما الذي تخسره حقاً في الذهاب إلى الفراش قبل 30 دقيقة؟
وجدت أن الانتقال لم يكن صعباً. مع ذلك، لا بد لي من الإشارة إلى أنني امرأة عزباء، أبلغ من العمر 32 عاماً، وليس لديّ رفقاء سكن. قد يواجه آخرون عقبات إضافية في طريقهم إلى نوم حركة العين السريعة الهادئ، مثل الأطفال، أو الأزواج. إذا كنت ترغب في تجربة هذا، وعلى حد تعبير والدي «الحصول على مزيد من النوم في بنك نومك»، يقول الخبراء إن هناك طرق عدّة لتسهيل ذلك:
- الانتظام في مواعيد نومك واستيقاظك بداية جيدة. حدّد وقتاً تتذكره كل يوم.
- كذلك الحدّ من تناول والقهوة، وممارسة الرياضة. كل هذه الأمور لها تأثير محفز، وقد تكون لها نتائج عكسية.
- القيام بأي من هذه الأمور في وقت متأخر جداً قد يبقيك مستيقظاً، وتجعلك تستعيد لحظات وذكريات محرجة كالتي مررت بها قبل 15 عاماً.
- الشاشات أيضاً من أكبر عوامل منع النوم. وفقاً للكثير من الخبراء تحفز الشاشات الساطعة الجزء من الدماغ المصمم لإبقائنا مستيقظين.
وإزاء ما فعلته هذه الشابة، علّق قال الدكتور أندرو فارغا، عالم الأعصاب والطبيب في مركز ماونت سيناي للنوم التكاملي، قائلاً «أعتقد أنه إذا أخضعت لاختبار فعلي الأشخاص الذين ينامون ست ساعات فقط يومياً، ونظرت إلى أدائهم الإدراكي خلال النهار، فستجد بالتأكيد خللاً».
وأضافت الدكتورة لورين هارتشتاين، الأستاذة المساعدة في جامعة أريزونا، «ينطبق الأمر نفسه على أيّ أنشطة رقمية على تلك الشاشات». وحذّرت قائلة: «في حين أنه يمكنك إيقاف تشغيل الجهاز، إلا أنه لا يمكنك إيقاف تشغيل عقلك».
اقرأ أيضاً: 6 مشكلات صحية ستعانيها بسبب نقص النوم