يتزايد الاهتمام برياضات الحمّامات الباردة، أو الثلجية، بحثاً عن الطاقة أو الراحة. وبينما ينظر إليها كوسيلة لتعزيز التركيز وتسريع التعافي، تبرز الأسئلة حول مدى أمان هذه الرياضات، والمخاطر الخفية التي ترافقها.
في هذا الإطار، يكشف الدكتور برانيث ريفوري، اختصاصي جراحة العظام- مستشفى ميدكير الشارقة «يساعد التعرّض القصير للبرد في تعزيز اليقظة الذهنية، والتركيز، فعند التعرّض لدرجات حرارة منخفضة يفرز الجسم هرمونات التوتر، مثل الأدرينالين والنورأدرينالين، التي تؤدي إلى زيادة الانتباه والتركيز، وقد تسهم أيضاً في تحسين المزاج. ومع ذلك، فإن التعرّض للبرد لا يؤدي إلى «تقوية» الجهاز العصبي بشكل دائم، بل ينشطه مؤقتاً، تماماً كما يفعل فنجان قهوة قوي. كما يمكن أن يساعد التعرّض المنتظم والمراقب للبرد على تعزيز القدرة على التحمّل والتكيّف، شرط أن يتم ذلك بطريقة آمنة ومدروسة. ومن خلال ذلك كله يمكن أن نقول، نعم يمكن للرياضات الثلجية، والتعرّض للبرد أن يحفزا الجهاز العصبي بشكل إيجابي. فعند ممارسة التزلج، أو ركوب اللوح على الثلج، أو حتى المشي على أرض جليدية، يعمل الدماغ والجهاز العصبي بجهد أكبر للحفاظ على التوازن والتنسيق، ما يدرّب الجهاز العصبي العضلي ويعزز من كفاءته. كذلك التعرّض للبرد يجبر الجسم على التكيف بسرعة، ما ينشط الجهاز العصبي المركزي والطرفي. ومع كل تلك الفوائد، يؤدي التعرّض المفرط للبرد، أو ممارسة الرياضة بطريقة غير صحيحة، إلى نتائج عكسية، مثل بطء الاستجابة العصبية، أو التعرّض للإصابات».
حذارِ من تخطي الحدود الآمنة
عن الحدود الآمنة لممارسة هذه الأنواع من الرياضات، يشير د.ريفوري «تسبب ممارسة الرياضات الثلجية، أو التعرّض للبرد الشديد، مخاطر عصبية يجب الانتباه لها، لتفادي أضرارها المحتملة، من أبرزها:
- تلف الأعصاب نتيجة البرد القارس
- الشعور بالتنميل أو الخدر
- وفي الحالات القصوى يصاب الشخص بقضمة الصقيع
- عند انخفاض حرارة العضلات والأعصاب تصبح ردود الفعل أبطأ من المعتاد، ويقلّ التنسيق الحركي، ما يزيد من خطر التعثر، أو فقدان التوازن.
- إضافة إلى ذلك، تصبح العضلات الباردة أقل مرونة، ما يرفع احتمالية التعرّض لتمزّقات عضلية. لذلك، دائماً ما نوصي بممارسة تمارين الإحماء قبل إجراء أيّ نشاط في أجواء باردة.
ويوضح الحدود الآمنة التي يوصى بالالتزام بها قبل ممارسة أيّ نشاط رياضي في أجواء باردة لتجنب الأضرار الصحية «لا ينصح بالتعرّض للبرد لأكثر من 10 إلى 15 دقيقة، ما لم يكن ذلك تحت إشراف طبي. كما أن التعرّض للبرد لا يناسب الجميع، ويجب على الأشخاص المصابين بحالات مثل مرض رينود، أو السكّري (خصوصاً في حال وجود اعتلال عصبي)، أو ضعف الدورة الدموية، أو أمراض القلب والأوعية الدموية، أو من لديهم تاريخ سابق مع إصابات ناتجة عن البرد، أو قضمة الصقيع، أن يتجنبوا ممارسة هذه الرياضات، أو يستشيروا طبيباً قبل الإقدام عليها، بخاصة مع الأعمار الكبيرة».
ويوصي د. ريفوري بضرورة أن تكون ممارسة النشاطات الرياضية، سواء بالحمامات الباردة أو المثلّجة، تحت إشراف طبي متخصص، وأن يتم التحكم بدقة في مدة الجلسة، ودرجة الحرارة، بما يقلل من الالتهابات وآلام العضلات بطريقة آمنة ومدروسة، والابتعاد عن التعرّض العشوائي للماء البارد، أو درجات الحرارة المتدنية في الهواء الطلق من دون تجهيز مناسب، لتجنب التعرّض لمخاطر انخفاض حرارة الجسم، أو تلف الأعصاب، أو إجهاد القلب، وتحقيق فوائد ملموسة، بأقل قدر ممكن من المخاطر.