الالتهاب الرئوي يتطلب علاجاً فورياً. لذلك لا تُقلّل من شأن أعراضك أبداً، وانتبه لها. إذ ينتشر أحياناً السعال ونزلات البرد، ولكن كيف تميز أن سعالك أكثر خطورة، مثل الالتهاب الرئوي؟
إنّ إدراك الفرق بين السعال العادي والتهاب الرئة الخطر المحتمل يسهم، بشكل حاسم، في ضمان العلاج في الوقت المناسب، والشفاء السريع.
وللمساعدة على توضيح العلامات، يشرح المختصون بالتفصيل ماهية الالتهاب الرئوي، وأعراضه الرئيسية، ومتى يجب طلب المشورة الطبية.
ما هو الالتهاب الرئوي؟
الالتهاب الرئوي هو عدوى تصيب الرئتين وتسبب التهاباً في الحويصلات الهوائية الصغيرة في الرئتين، والتي تسمى الحويصلات الهوائية، والتي تمتلئ حينذاك بالسوائل أو القيح، وهذا يُصعّب وصول الأوكسجين إلى مجرى الدم، ما يؤدي إلى السعال، وضيق التنفس، والحمى. يمكن أن يصيب رئة واحدة فقط، أو أحياناً كلتيهما، وتتراوح أعراضه بين الخفيفة، والمُهدّدة للحياة.
على سبيل المثال، وفقاً لجمعية الربو والرئة في المملكة المتحدة، سجلت 518,525 حالة دخول إلى المستشفى بسبب الالتهاب الرئوي في إنجلترا وحدها، العام الماضي، وأعيد إدخال ما يقرب من خمس هؤلاء المرضى إلى المستشفى بعد 30 يوماً.
ما أسباب الالتهاب الرئوي؟
غالباً ما يكون سبب الالتهاب الرئوي بكتيريا تسمى العقدية الرئوية الالتهاب الرئوي، ولكن الفيروسات، وفي حالات أقلّ شيوعاً الفطريات، يمكن أن تسبب أيضاً هذا المرض. وعادة ما يسمّي الأطباء هذا التهاباً رئوياً غير نمطي، ويمكن أن يتطور الالتهاب الرئوي بعد مرض فيروسي مثل الإنفلونزا، عندما يكون جهاز المناعة منهكاً للغاية، أو عند استنشاق البكتيريا إلى الرئتين.
ولكن ، كيف يمكن التمييز بين السعال المحتمل أن يكون ناتجاً عن التهاب رئوي والتهاب فيروسي، أو حساسية؟ هل هناك أيّ اختلافات رئيسية يجب الانتباه لها؟
يقول الأطباء إنه عادة ما يكون السعال الفيروسي أو التحسسي أكثر جفافاً. وأحيانا، إذا كان فيروسياً، قد يكون مرتبطاً أيضا بالتهاب الحلق، أو الشعور باحتقان خفيف، وعادة ما يتحسن من تلقاء نفسه بعد أسبوع، أو أسبوعين.
مع ذلك، سعال الالتهاب الرئوي عادة ما يكون «منتجاً»، أي يُخرج المخاط، أو البلغم.
وإذا كان يُخرج بلغماً، أخضر أو أصفر، أو صدئاً، وبدأت تشعر بحمّى شديدة، أو تعاني ضيقاً في التنفس، فهذه هي الأعراض التي قد تجعلك تعتقد أنه قد يكون التهاباً رئوياً. وستشعر عموماً بتوعك وضعف أكثر عند الإصابة بالالتهاب الرئوي مقارنة بأعراض بسيطة تشبه أعراض البرد، أو حمى القش، إذا كان مرتبطاً بالحساسية.
هل هناك أيّ أعراض رئيسية أخرى للالتهاب الرئوي يجب الانتباه لها؟
ألم الصدر، أو الألم عند الشهيق، من الأعراض الهامة الأخرى التي نلاحظها، بخاصة لدى كبار السن. ومن الأعراض الشائعة الأخرى التي نلاحظها، بخاصة لدى كبار السن أيضاً، الارتباك. إضافة إلى ذلك، عند الإصابة بالالتهاب الرئوي، قد يقلّ التبول، ويميل الشخص إلى الجفاف.
من هم الأكثر عُرضة لخطر الإصابة بالتهاب رئوي؟
من الممكن أن يصاب أيّ شخص بالالتهاب الرئوي، ويتعافى العديد من البالغين الأصحاء جيداً بالمضادات الحيوية. ومع ذلك، تكون معدلات الإصابة أعلى بكثير في الفئات العمرية الأكثر عرضة للخطر، بخاصة لدى كبار السن، أو الأشخاص الذين يعانون ضعفاً في وظائف المناعة، أو أمراض الجهاز التنفسي.
من الهام جداً أن يُفحص الأطفال أو كبار السن، أو الأشخاص الذين يعانون أمراضاً مزمنة، أو ضعفاً في جهاز المناعة، أو أمراض الجهاز التنفسي الذين تظهر عليهم أعراض، في أسرع وقت ممكن.
متى يجب عليك زيارة طبيب بشأن أعراض الالتهاب الرئوي؟
إذا استمر السعال لديك لمدة خمسة إلى سبعة أيام، فعليك مراجعة الطبيب. ولكن، بغضّ النظر عن المدّة، إذا كان السعال شديداً جداً، وشعرت بتوعك شديد وبدأت تشعر بأن تنفسك غير طبيعي، فمن الأفضل زيارة طبيب عام على الفور. فإذا كان هناك التهاب رئوي، يجب علاجه في أسرع وقت ممكن عندما يكون خفيفاً، لمنع تفاقم حالتك.
كيف يُشخَّص الالتهاب الرئوي؟
عندما تذهب إلى طبيب عام، يتحقق من مستويات الأوكسجين لديك، ومعدل تنفسك، ودرجة حرارتك، ونبضك، وكل هذه الأمور التي يمكن أن تشير إلى مدى شدة العدوى. يستمع أيضاً إلى صدرك لمعرفة ما إذا كان تنفسك، أو أي شيء آخر، غير طبيعي، وإذا كان الطبيب قلقاً للغاية، سيوصي بإجراء أشعة سينية.
كيف يُعالَج الالتهاب الرئوي؟
إذا كان الالتهاب الرئوي شائعاً، فإن المضادات الحيوية والسوائل هي الطرق الرئيسية للعلاج. وعادة ما تُوصف المضادات الحيوية الفموية، بشرط أن يكون الشخص قادراً على ذلك، ولا يتقيأ، وأن يكون في حالة صحية تسمح له بالعلاج في المنزل. ومع ذلك، فإن الحالات الأكثر شدة تتطلب رعاية في المستشفى، ودعماً بالأوكسجين، وسوائل.
لماذا يكون الناس أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي في الأشهر الباردة؟
في الأشهر الباردة، تعمل أجهزتنا المناعية بجهد أكبر بسبب الضغط الناتج عن البرد، ولأن العدوى تميل إلى الانتشار بشكل أكبر. نعلم أيضاً أن الإنفلونزا أكثر شيوعاً في أشهر الشتاء، وعندما يُصاب الناس بالإنفلونزا أو الفيروسات، فإن أجهزتهم المناعية قد تضعف، وهذا ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي.
هل هناك أيّ طرق للوقاية من الإصابة بالالتهاب الرئوي؟
الأمر كلّه يتعلق بالتأكد من الحفاظ على قوة جهاز المناعة قدر الإمكان. على سبيل المثال، القيام بأشياء يمكن أن تساعدك على مكافحة العدوى بشكل أفضل، مثل التأكد من ارتداء ملابس دافئة، وتناول فيتامينات متعدّدة. إضافة إلى ذلك، إذا كنت مؤهلاً لتلقي لقاح الإنفلونزا، فعليك التفكير في الحصول عليه.
اقرأ أيضاً: 9 علامات على أن سعال طفلك خطر... وعليك عرضه على الطبيب