29 أكتوبر 2025

5 أدوية شائعة قد تُلحق الضرر بسمعك

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

عندما نفكر في الآثار الجانبية للأدوية، قد نعتقد أنها تتعلق بالغثيان أو التعب أو الدوار، فقط. ولكن هناك خطر آخر أقلّ شهرة، وقد تكون له عواقب وخيمة، وأحياناً دائمة: فقدان السمع.

فمن المعروف أن مجموعة من الأدوية الموصوفة وغير الموصوفة، سامّة للأذن، ما يعني أنها قد تُلحق الضرر بالأذن الداخلية، وتؤثر في السمع، أو التوازن.

«سمّية الأذن»

يشير مصطلح «سمية الأذن» إلى الضرر الناتج عن تناول دواء أو مواد كيميائية في القوقعة، ما يؤثر في السمع، والجهاز الدهليزي، الذي يتحكم في التوازن. ويمكن أن تشمل الأعراض طنين الأذن، وفقدان السمع (غالباً ما يبدأ بأصوات عالية التردّد)، والدوار، أو مشاكل التوازن، أو الشعور بالامتلاء في الأذنين.

ويمكن أن تكون هذه الآثار مؤقتة، أو دائمة، حسب نوع الدواء المعني، والجرعة، ومدته، وحساسية الشخص.

فالأذن الداخلية حساسة للغاية، ويعتقد معظم الخبراء أن الأدوية السامة للأذن تسبب ضرراً عن طريق إتلاف الخلايا الشعرية الدقيقة في القوقعة، أو اختلال توازن السوائل في الأذن الداخلية. وبمجرد تلف هذه الخلايا الشعرية، فإنها لا تتجدّد، ما يجعل فقدان السمع غير قابل للشفاء في كثير من الحالات.

ويشير الخبراء إلى أن نحو 200 دواء لها تأثيرات سامّة للأذن.. وفي ما يلي بعض الأدوية الأكثر شيوعاً التي يجب الحذر منها:

مجلة كل الأسرة

1. المضادات الحيوية

تُوصف المضادات الحيوية الأمينوغليكوزيدية، مثل جنتاميسين، وتوبراميسين، وستربتومايسين، عادة للعدوى الخطرة، مثل تعفن الدم، والتهاب السحايا، والسل، وهي حالات يمكن أن يكون العلاج السريع والفعال فيها منقذاً للحياة. وفي هذه الحالات، غالباً ما تفوق الفوائد المخاطر المحتملة لفقدان السمع.

وتُعد هذه الأدوية، التي تُعطى عادة عن طريق الوريد، من أكثر الأدوية السامة للأذن توثيقاً. يمكن أن تسبب فقدان سمع غير قابل للشفاء، بخاصة عند استخدامها بجرعات عالية، أو لفترات طويلة. وقد يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة لهذه التأثيرات وراثياً.

تبقى هذه الأدوية في الأذن الداخلية لأسابيع، أو حتى أشهر، ما يعني أن الضرر قد يستمر بعد انتهاء العلاج.

من المضادات الحيوية الأخرى التي يجب الانتباه لها الماكروليدات (مثل الإريثروميسين والأزيثروميسين)، والفانكومايسين، والتي رُبطت أيضا بمشكلات السمع، بخاصة لدى كبار السن، أو الأشخاص الذين يعانون مشكلات في الكلى.

2. أدوية القلب

تُستخدم مدرّات البول العروية، مثل فوروسيميد وبوميتانيد، بشكل شائع لعلاج قصور القلب، أو ارتفاع ضغط الدم. وعند إعطائها بجرعات عالية، أو عن طريق الوريد، يمكن أن تُسبب فقداناً مؤقتاً للسمع عن طريق اختلال توازن السوائل والشوارد في الأذن الداخلية. وقد يُعاني نحو 3٪ من مستخدميها تسمّم الأذن.

كما رُبطت بعض أدوية ضغط الدم بطنين الأذن. وتشمل هذه الأدوية مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين - وهي أدوية مثل راميبريل التي تساعد على استرخاء الأوعية الدموية عن طريق حجب هرمون الأنجيوتنسين، ما يُسهّل على القلب ضخ الدم - وحاصرات قنوات الكالسيوم، مثل أملوديبين، التي تُخفّض ضغط الدم عن طريق منع الكالسيوم من دخول خلايا القلب، وجدران الأوعية الدموية. وعلى الرغم من ملاحظة هذه الارتباطات، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم مدى تأثيرها في السمع بشكل كامل.

3. العلاج الكيميائي

من المعروف أن بعض أدوية العلاج الكيميائي، بخاصة تلك التي تحتوي على البلاتين، مثل سيسبلاتين وكاربوبلاتين، شديدة السمّية للأذن. ويُشكّل سيسبلاتين، المستخدم غالباً لعلاج سرطانات الخصية، والمبيض، والثدي، والرأس، والرقبة، خطراً كبيراً للإصابة بفقدان السمع الدائم. ويزداد هذا الخطر عند توجيه الإشعاع أيضا بالقرب من الرأس، أو الرقبة.

يعاني ما يصل إلى 60% من المرضى الذين يتلقون العلاج بالسيسبلاتين، درجة ما من فقدان السمع. ويستكشف الباحثون طرقاً للحد من هذه المخاطر عن طريق تعديل الجرعة، أو وتيرة العلاج من دون المساس بفاعليته.

4. مسكّنات الألم

رُبطت الجرعات العالية من مسكنات الألم الشائعة، بما في ذلك الأسبرين، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية - وهي أدوية مضادة للالتهابات غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين والنابروكسين تُستخدم عادة لتسكين الألم والالتهاب وخفض الحرارة - وحتى الباراسيتامول، بطنين الأذن، وفقدان السمع.

وجدت دراسة واسعة النطاق أن النساء دون سن الستين اللواتي يتناولن بانتظام جرعات معتدلة من الأسبرين (325 ملّجراماً أو أكثر، من ست إلى سبع مرات أسبوعياً) لديهن خطر أعلى بنسبة 16٪ للإصابة بطنين الأذن. لم يُلاحظ هذا الارتباط مع الأسبرين بجرعات منخفضة (100 ملّجرام أو أقل). كما ارتبط الاستخدام المتكرر لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية، إضافة إلى الباراسيتامول، بزيادة خطر الإصابة بطنين الأذن بنسبة 20٪ تقريباً، بخاصة لدى النساء اللواتي يستخدمن هذه الأدوية بكثرة.

وربطت دراسة أخرى الاستخدام طويل الأمد لهذه المسكنات بارتفاع خطر فقدان السمع، بخاصة لدى الرجال دون سِن الستين. وفي معظم الحالات، يزول طنين الأذن وتغيّرات السمع بمجرد التوقف عن تناول الدواء، ولكن هذه الآثار الجانبية عادة ما تحدث بعد الاستخدام لفترات طويلة، وبجرعات عالية.

5. الأدوية المضادة للملاريا

يمكن أن تسبب أدوية مثل الكلوروكين والكينين - المستخدمة لعلاج الملاريا وتشنجات الساق - فقدان سمع قابل للعكس، وطنيناً. ووجدت إحدى الدراسات أن 25-33% من الأشخاص الذين يعانون فقدان السمع قد تناولوا أحد هذه الأدوية سابقاً.

ويستخدم هيدروكسي كلوروكين لعلاج الذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وله تركيبة كيميائية مشابهة، ويشكل خطراً مشابهاً. في حين يتعافى بعض الأشخاص بعد التوقف عن تناول الدواء، وقد يعاني آخرون ضرراً دائماً، بخاصة بعد الاستخدام طويل الأمد، أو بجرعات عالية.

ويواجه الأشخاص الذين يعانون فقدان سمع سابقاً، أو أمراض الكلى، أو الاستعداد الوراثي، مخاطر أعلى، وكذلك أولئك الذين يتناولون عدة أدوية سامّة للأذن، في آن واحد. وقد يكون الأطفال وكبار السن أكثر عرضة للخطر أيضاً.

إذا وُصف لك أحد هذه الأدوية لعلاج حالة خطرة مثل السرطان، أو تعفن الدم، أو السل، فعادة ما تفوق فوائده مخاطره. ولكن من الحكمة أن تكون على دراية. استشر طبيبك إذا كان دواؤك يُشكل خطراً على السمع، أو التوازن. وإذا شعرت بطنين في أذنيك، أو دوخة، أو ضعف سمع، فأبلغ عن ذلك على الفور.

اقرأ أيضاً: 3 تغيّرات دقيقة في الأذن قد تشير إلى مرض السكّري