قد تبدو رشّة من الفجل طعماً مألوفاً، لكن هذه التوابل اللاذعة تُقدّم فوائد صحية كبيرة لا يُمكن تجاهلها.
فوفقاً للخبراء والباحثين، يمكن لهذه الخضراوات الجذرية أن تُحارب الالتهابات، والعدوى البكتيرية والفطرية غير المرغوب فيها، إضافة إلى توفيرها عناصر غذائية تُكافح السرطان، علاوة على قدرتها على تنظيف الجيوب الأنفية، مُنافسة بذلك الواسابي، والزنجبيل.
كما يُمكنها أن تُضفي على اللحوم والأطباق الأخرى النكهة المميزة التي تحتاج إليها لتكون أكثر من مجرّد وجبة عشاء عادية، حيث يؤكد أخصائيو التغذية أن الفجل الحار، كصلصة جاهزة، يضفي طعماً لذيذاً على اللحوم، والخضراوات المشوية، وغالباً ما يفاجأ الكثيرون بالقول إن للفجل الحار فوائد صحية عدّة، مثل خصائصه المُضادة للسرطان.
قدرات الفجل في مكافحة السرطان
يحتوي الفجل الحار على مادة كيميائية تُسمى سينغرين، وهي موجودة أيضاً في الخضراوات الصليبية، بما في ذلك البروكلي، والقرنبيط. وسينغرين مركّب قادر على تعطيل الالتهاب، وفقاً لباحثين من جنوب إفريقيا، الذين أشاروا إلى أن هذا المركّب قد يقاوم أيضاً تصلب الشرايين.
كما يحتوي الفجل الحار على إيزوثيوسيانات، وهي موجودة أيضاً في الخضراوات الصليبية، ولها خصائص مضادة للأورام.
وتحتوي النباتات من فصيلة الكرنبيات، التي تشمل خضراوات مثل الفجل الحار، والملفوف، والكرنب، والقرنبيط، على مجموعة من المركّبات القادرة على تعطيل الخلايا السرطانية. وتقوم هذه المركبات بذلك إما عن طريق قتل الخلايا السرطانية، وإما إبطاء قدرتها على التكاثر، أو إيقاف نموها تماماً.
كما رُبطت الخضراوات الصليبية بانخفاض خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
الفجل الحار ضد البكتيريا والفطريات
يقول الخبراء إن للإيزوثيوسيانات، أيضاً، تأثيرا قوياً مضاداً للبكتيريا، وضد بعض الجراثيم القوية جداً. ووفقاً لدراسات منفصلة أجراها باحثون دوليون، تشمل هذه البكتيريا مسبّبات الأمراض الشائعة المنقولة بالغذاء، مثل الإشريكية القولونية، والبكتيريا الحلزونية البوابية، والسالمونيلا، ويمكن أن تسبب جميعها أمراضاً خطرة، تشمل أعراضها الغثيان، والقيء، والحمى، والإسهال.
ومع أن هذا الفعل يبدو أنه يمتد إلى الفطريات أيضاً، إلا أن الخبراء يشيرون إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لفهم آثارها بشكل كامل.
كيف تجني فوائد الفجل الحار؟
استخدم المصريون القدماء واليونانيون الفجل الحار، وتبيّن أن تناوله يمكن أن تمدك بفيتامين سي وبعض المعادن الأساسية، بما في ذلك البوتاسيوم المنظم لضغط الدم.
وتبين أيضاً أن كمية صغيرة من الفجل الحار تُحدث فرقاً كبيراً. وما عليك سوى بملعقة صغيرة لتشعر بفوائده.
أما صلصة الفجل الحار، فيتطلب تحضيرها ملعقتين، أو ثلاث ملاعق كبيرة، ولكن هناك على الأرجح من لا يرغب في الشعور بالحرقان والمرارة الزائدة، لذلك، لا ينبغي لأحد أن يتناول كمية كبيرة من الفجل الحار.
استخدامات الفجل الحار
يمكن وضع الفجل الحار على لحم البقر المشوي، أو البرغر، أو البطاطس المهروسة، أو في صلصات الثوم، أو في حتى في بعض المشروبات.
وإذا كنت تبحث عن طرق لإضافة الفجل الحار إلى طعامك، فأضف القليل من الصلصة على السمك، أو اللحم، أو الخضراوات. جرب هذه الوصفة للبطاطس المخبوزة، أو استبدل جذر الفجل الحار الطازج على أي وصفة تستخدم فيها الزنجبيل الطازج عادة للحصول على نكهة مميزة.
فقط كن حذرا قليلاً، بخاصة إذا كنت تعاني مشكلات في الجهاز الهضمي، مثل داء كرون، أو التهاب المريء، أو مرض التهاب الأمعاء، أو التهاب القولون التقرحي، أو قرحة المعدة.
على العموم، يمكنك تناول الفجل الحار يومياً طالما أنه لا يسبب تهيجاً. ولكن إذا شعرت بحرقة شديدة في فمك، أو أنفك، أو معدتك، أو حلقك، فتوقف عن تناوله.
اقرأ أيضاً: 5 «أطعمة خارقة» رخيصة الثمن لبشرة خالية من العيوب وفقدان الوزن وتمنع الصّلع