23 أكتوبر 2025

متلازمة الرأس المنفجر... أجراس وطبول توقظ النائم وتصيبه بالهلع

رئيس قسم الشباب في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

هل استيقظت ليلاً مرة، أو أكثر، مرتعداً، على صوت جرس الباب، أو صوت انفجار ضخم يكاد يمزق أذنيك؟ ثم استدركت أن الصوت لم يكن له وجود، وأن أحداً لم يقرع الباب، أو أن أحداً لم يعزف على الطبل؟ قد تصاب بالهلع، وتظن أن شيئاً ما قد حدث في رأسك. إنها متلازمة الرأس المنفجر. فما هي هذه الحالة؟ كيف تحدث؟ وما أسبابها؟

متلازمة الرأس المنفجر (EHS)، هي اضطراب نوم حسّي حميد يتميّز بإحساس النائم بسماع صوت عالٍ، مثل انفجار، أو طلق ناري، أو رعد، أو آلة موسيقية صاخبة، وغالباً ما يؤدي هذا الإحساس بالصوت إلى استيقاظ النائم بشكل مفاجئ، مع شعور بالضيق، ولكن من دون ألم.

مجلة كل الأسرة

تشخيص متلازمة الرأس المنفجر

لم يكن تشخيص هذه الحالة معروفاً، ولم تُحدد معاييره إلا منذ وقت قريب، وما زالت الأبحاث في مراحلها الأولى، وما زال السبب غير واضح. فقد يكون هناك خلل في جذع الدماغ، أو في النواقل العصبية، أو اضطراب في معالجة الانتباه.

في معظم الأحيان، يُساء تشخيص فرط الحساسية الكهرومغناطيسية (EHS)، الأمر الذي يؤدي إلى إجراء فحوصات وعلاجات غير ضرورية. وغالباً ما يسبب هذا المرض قلقاً لدى المرضى، فقد يرونه مشكلة طبية خطرة، إن لم يتم التشخيص بشكل دقيق يطمئنهم، ويُذهِب عنهم القلق.

و نظراً لعدم وجود اختبارات موضوعية، يشخص الأطباء عادة حالة فرط الحساسية الكهرومغناطيسية بناء على معايير سريرية، فيعمل الفريق الطبي على تثقيف المريض، وطمأنته، ومعالجة توتره، أو مشكلات النوم لديه. ويجري حالياً الاطّلاع على أحدث التطورات في علم الأعصاب لفهم هذه الحالة، ومناقشة العلاجات.

حالة قديمة تحت الدراسة:

وصف فرط الحساسية الكهرومغناطيسية (EHS) لأول مرة في الأدبيات الطبية عام 1876، من قبل طبيب الأعصاب الأمريكي سيلاس وير ميتشل، الذي وثّق حالة مريضين يعانيان إحساساً ليلياً بأصوات عالية، وأطلق على الحالة اسم «الصدمات الحسية».

وعلى الرغم من وصف فرط الحساسية الكهرومغناطيسية في تقارير حالات سابقة، لكن لم يجر الاعتراف به رسمياً كاضطراب نوم حتى عام 2005، عندما أُدرج في التصنيف الدولي لاضطرابات النوم، وطُرح في ذلك الوقت مصطلح «الصدمة الحسية القحفية العرضية»، لوصف هذه الظاهرة.

قد يجد العديد من المرضى هذه التجربة مُخيفة، خصوصاً إذا لم يكونوا على دراية بطبيعتها الحميدة. فغالباً ما يخشى المرضى من وجود سبب كامن أكثر خطورة، مثل السكتة الدماغية، أو ورم، أو نزيف في المخ، الأمر الذي يدفعهم إلى طلب العلاج لدى الأطباء. مع ذلك، غالباً ما يشعر المرضى بالحرج من مناقشة حالتهم فلا يتم تشخيص فرط الحساسية الكهرومغناطيسية بشكل كافٍ يساعد على توفير العلاج اللازم.

فرضيات:

طُرح اضطراب معالجة الانتباه أثناء مرحلة الانتقال من النوم إلى اليقظة، كآلية محتملة لحالة الرأس المنفجر. كما جرى الحديث عن خلل وظيفي عصبي في جذع الدماغ أثناء مراحل الانتقال من اليقظة إلى النوم، وخلل في الدوائر السيروتونينية.

ومن الفرضيات أيضاً، وجود خلل مؤقت في قنوات الكالسيوم، أو خلل في الأذن الوسطى، أو قناة استاكيوس.

ويربط بعض الأطباء حالة الرأس المنفجر بالتوتر والقلق واضطراب الحالة العاطفية، فقد تبين أن بعض المرضى قد أصيبوا بهذه المتلازمة بعد صدمات عاطفية، كالانفصال، والخيانة، أو فقدان عزيز.

مجلة كل الأسرة

أعراض أخرى لمتلازمة الرأس المنفجر: 

قد تصاحب نوبات EHS أعراض أخرى، مثل:

  • رؤية ومضات من الضوء
  • ارتعاش في العضلات
  • صعوبة في العودة إلى النوم
  • التعرّق عند الاستيقاظ المفاجئ
  • شعور بخفقان في القلب
  • ضيق في التنفس
  • شعور بالقلق أو الخوف

وكي يطمئن كل مصاب بمتلازمة الرأس المنفجر، يؤكد الأطباء أن الحالة ليست خطرة، ولا تستدعي علاجاً، وإنما وقاية. فقد يكون من المروّع سماع صوت انفجار، أو الشعور بأعراض أخرى توقظ الشخص من النوم، ولكن قد يكون من السهل التكيف مع هذه الحالة بمجرد التأكد من أنها لا تحمل خطراً، ولا تسبب ألماً، أو تأثيراً في المهام اليومية، وهي لا تعني وجود أي ضرر في الدماغ.

وقد يزيد فرط الحساسية الكهرومغناطيسية من نسبة تعرّض المصاب لاضطرابات نوم أخرى. فلا بد حينئذ من استشارة الطبيب، خصوصاً عند ملاحظة أيّ أعراض أو تغيّرات أخرى، تؤثر في النوم.