23 أكتوبر 2025

لماذا يجب على الأطفال تجنب مشروبات الطاقة؟

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

حقيقة يجب على جميع الآباء معرفتها: مشروبات الطاقة لا تُقدم أيّ فوائد صحية للأطفال.

تُباع مشروبات الطاقة، المُعبأة في علب ملوّنة، في العديد من المتاجر على اختلاف أنواعها. ويُسوّق لها أحياناً، في الإنترنت ومواقع التواصل، كمشروب ذكي يُنصح بتناوله عند الشعور بالتعب، أو الحاجة إلى دفعة من النشاط. ونظراً لاحتوائها على نسبة عالية من السكّر، والمنشطات (مثل الكافيين)، يؤكد الخبراء والأطباء ضرورة أن يحرص الآباء على عدم السماح لأطفالهم بتناول هذه المشروبات إطلاقاً.

مجلة كل الأسرة

ما هي خطورة مشروبات الطاقة؟

بداية، هناك اعتقاد خاطئ شائع حول المشروبات الرياضية، ومشروبات الطاقة. تستخدم المشروبات الرياضية لإعادة ترطيب الجسم بعد التمرين، ولا تحتوي على الكافيين. وبينما لا ينصح باستخدام أيّ من المشروبين للأطفال نظراً لارتفاع مستويات السكّر فيهما، فإن مشروبات الطاقة أقلّ فائدة صحية بكثير. لماذا؟ لأنها تحتوي على كميات كبيرة من المواد المضافة، مثل الكافيين، والتورين، والغوارانا، والجينسنغ، وإل-كارنيتين، واليوهيمبين.

ووفقاً لدراسة شاملة نشرت في مجلة طب الأطفال، فقد أصبحت مشروبات الطاقة مصدراً متزايداً لجرعات زائدة من الكافيين. ويمكن أن يسبب الإفراط في تناول هذه المنبهات والمواد الكيميائية الإدمان، والجفاف، والأرق، وخفقان القلب، و/أو زيادة معدل ضربات القلب، لدى كل من الأطفال والبالغين. ولكن لدى الأطفال، غالباً ما تكون هذه الأعراض أكثر حدّة. وقد أدى تناول مشروبات الطاقة إلى نوبات صرع، وهوس، وسكتة دماغية، وحتى الوفاة في حالات نادرة.

وفي حين أن هذه الآثار الضارّة قد تحدث حتى لدى الأطفال الأصحاء الذين لا يعانون أيّ مضاعفات صحية معروفة، إلا أن أعراض الإفراط في تناول المنبهات قد تتفاقم أيضاً لدى الأطفال الذين يعانون حالات صحية قائمة، مثل الربو، أو أمراض القلب. كما يمكن أن تتفاعل هذه المواد المضافة سلباً مع بعض الأدوية.

ومهما كانت شعبية مشروبات الطاقة، لا توجد كمية آمنة يمكن للطفل تناولها.

وإلى جانب الآثار المفاجئة والمهدّدة للحياة لمشروبات الطاقة، يمكن أن يؤدي الاستهلاك المنتظم لهذه المشروبات، أيضاً، إلى مشكلات صحية مرتبطة بكميات غير صحية من السكّر. إذ إن عبوة واحدة، (16 أونصة)، من مشروب الطاقة قد تحتوي على ما بين 54 و62 جراماً من السكّر المضاف، وفقاً لتقرير عن مشروبات الطاقة صادر عن المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يتجاوز بكثير الحد الأقصى الموصى به من السكّريات المضافة يومياً. والأطفال الذين يتناولون هذه المشروبات معرضون لخطر الإصابة بالسمنة، وداء السكري، وأمراض أخرى.

مجلة كل الأسرة

ماذا يجب أن يشرب الأطفال بدلاً من ذلك؟

في حين قد تحاول شركات المشروبات إقناعك بأن مشروباتها السكّرية ستمنح أطفالك دفعة من الطاقة، بعد تدريب طويل لكرة القدم، أو حصة رياضة، أو نشاط، فإن هذا السكّر غير ضروري، وغير صحي. وفي الواقع، يمكن أن يؤدي الاستهلاك المنتظم لأي مشروبات سكّرية - مثل الصودا، أو المشروبات الرياضية، أو كميات كبيرة من عصير الفاكهة - إلى السمنة، وداء السكّري. في معظم الحالات، يجب على الأطفال شرب الماء العادي فقط، أو صب الكمية الموصى بها من الحليب قليل الدسم، أو العصير الطبيعي، بدلاً من ذلك.

وللحصول على دفعة إضافية من الطاقة، فكّر في تقديم وجبات خفيفة صحية أيضاً. فأطعمة مثل شرائح الفاكهة الطازجة، أو الجزر الصغير، أو مقرمشات القمح الكامل، ستمنع طفلك من الشعور بالتعب، أو الجوع المفرط، ولكن من دون إضافة أيّ سكّر غير طبيعي.

من الضروري أيضاً، التحدث مع أطفالك حول مخاطر استهلاك مشروبات الطاقة، بخاصة المراهقين الذين قد يشترونها بأنفسهم. وتنتشر الخرافات حول هذه المشروبات بكثرة، بما في ذلك أنها قد تساعد من يبحث عنها على إنقاص الوزن، أو السهر للدراسة للاختبار. وفي الواقع، تفوق آثارها السلبية أيّ فائدة قد تدّعيها. ولأن الأطفال أكثر عرضة لإغراء تناول المشروبات الغنية بالكافيين، فكّر في الجلوس مع أبنائك، وإعداد قائمة بالخيارات الصحية.

وأخيراً، بتجنّبك استهلاك مشروبات الطاقة بنفسك، ستساعد على حماية أطفالك في المستقبل. مشروبات الطاقة غير صحية لك في أيّ عمر. ولكن بالنسبة للأطفال، فإن المنبهات والكميات الكبيرة من السكّر تُعرّض أجسامهم النامية لخطر أكبر. ولذلك فإن غرس السلوك الصحي في أطفالك الآن قد يمنعهم من تناول مشروبات الطاقة في المستقبل.