19 أكتوبر 2025

كيف تكون النوبة القلبية سبباً في حدوث السكتة الدماغية؟ وما علاقة الرجفان الأذيني بالدماغ؟

رئيس قسم الشباب في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

حملوه إلى المستشفى في حالة طارئة بعدما أغمي عليه، وظهرت على وجهه وذراعه اليسرى آثار واضحة لسكتة دماغية مفاجئة. أجرى الأطباء اللازم، محاولين تجنب المضاعفات الكبيرة التي قد تؤدي إلى شلل في الجانب الأيسر من جسم المريض، ثم أخبروا ذويه أن سبب حدوث السكتة الدماغية هو القلب، خصوصاً الرجفان الأذيني الذي كان يعانيه المريض، البالغ من العمر اثنين وسبعين عاماً.

ما هو الرجفان الأذيني؟ وكيف يحدث؟

الرجفان الأذيني (AF) هو اضطراب نظم القلب الأكثر شيوعاً، ويزداد معدل حدوثه مع التقدم في السّن، وينتج عن نشاط كهربائي فوضوي للأذينين، يجعل ضربات قلب سريعة، وغير منتظمة. ولهذه الحالة مخاطر تكون غالباً من دون أعراض، لكنها تعرّض المرضى لمضاعفات قلبية وعائية خطرة.

وفي حالة الرجفان الأذيني، تكون النبضات الكهربائية التي يرسلها الأذينان (الحجرات العلوية للقلب)، متكررة وغير فعالة. وتنشأ النبضة الكهربائية من العقدة الجيبية، أعلى الأذين الأيمن، ثم تنتشر إلى الأذينين ثم إلى البطينين بشكل متزامن.

ويحدث الرجفان الأذيني بسبب نشاط كهربائي، فوضوي وسريع، لعضلة الأذينين، الأمر الذي يؤدي إلى انقباض غير منتظم وغير فعال للأذينين، يليه انقباض، غير منتظم وسريع، للبطينين (عدم انتظام ضربات القلب)، فتتكون انقباضات سريعة ومتقطعة للغاية، يركد معها الدم في الأذينين، ويتسارع انقباض البطينين فتتراجع كفاءتهما، وينخفض الناتج القلبي.

مجلة كل الأسرة

الرجفان الأذيني والسكتة الدماغية:

على الرغم من ارتفاع معدل حدوثه في السنوات الأخيرة، والتركيز على وصفه عارضاً قلبياً، يُعد الرجفان الأذيني السبب الرئيس للسكتة الدماغية الإقفارية. فما هي آخر المستجدات حول هذه الحالة القلبية؟ وما مدى علاقتها بالسكتة الدماغية؟

يُصيب الرجفان الأذيني 1% من سكان العالم، لكنه يُصيب أكثر من 10% من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 80 عاماً، فما فوق. ويشكو شخص من كل أربعة بالغين ممن تجاوزوا سنّ الأربعين هذا العارض الأذيني خلال حياتهم.

ومن بين 43.6 مليون شخص مصاب بالرجفان الأذيني حول العالم، يصاب ما يقارب 120 ألف شخص بالسكتة الدماغية سنوياً. وبعبارة أخرى، فإن واحداً من كل 4 مرضى بنوبات قلبية يصابون بالسكتة الدماغية.

عوامل الخطر الرئيسة للإصابة بالرجفان الأذيني:

مع أن عامل الخطر الرئيس للإصابة بالرجفان الأذيني هو التقدم في السّن، لكن هناك عوامل أخرى عدّة:

1- الجنس، الذكور معرّضون أكثر من الإناث.

2- ارتفاع ضغط الدم.

3- السكّري.

4- زيادة الوزن والسمنة.

5- نمط الحياة الخامل.

6- التدخين.

7- أمراض القلب.

8- متلازمة انقطاع النفس أثناء النوم.

9- الانسداد الرئوي المزمن.

10- العوامل الوراثية.

11- التلوث.

أعراض خفية وصامتة للرجفان الأذيني:

يسبب الرجفان الأذيني مجموعة متنوعة من الأعراض، مثل:

1- خفقان القلب

2- ضيق التنفس

3- ألم الصدر

4- الدوخة

5- السقوط المتكرر، خصوصاً لدى كبار السّن.

6- الشعور بالتعب من دون سبب.

وغالباً ما يكون الرجفان الأذيني من دون أعراض، ويبقى كذلك إلى أن يُلاحظ، أو يُكتشف مصادفة أثناء الفحص الطبي، أو أثناء حدوث مضاعفات، مثل السكتة الدماغية، أو قصور القلب، وهما من أبرز المضاعفات التي تزيد من خطر الوفاة، أو الإصابة المستديمة لأمراض القلب والأوعية الدموية.

1- السكتة الدماغية الإقفارية:

يزداد خطر الإصابة بها خمسة أضعاف في حالات الرجفان الأذيني. إذ يؤدي ضعف انقباض الأذينين إلى تجمع الدم، بخاصة في الأذين الأيسر، الأمر الذي يُعزز تكوين جلطات يمكن أن تنتقل إلى مجرى الدم فتسبب انسداداً في أحد الشرايين الدماغية، وبالتالي حدوث سكتة دماغية إقفارية.

2- احتشاء عضلة القلب:

يمكن أن تنتقل الجلطة إلى الأوعية التي تُغذي القلب بالدم فتُسبب احتشاء في عضلة القلب، وقصوراً في وظائفه. إذ يقلل الرجفان الأذيني من كفاءة القلب، وبالتالي من فعاليته في أداء دوره كمضخة.

مجلة كل الأسرة

كيف يكتشف الرجفان الأذيني؟

قد يُشتبه في الإصابة بالرجفان الأذيني عند الاستماع إلى القلب بسماعة طبية، أو عند قياس نبضاته التي تبدو سريعة جداً، وغير منتظمة. بعد ذلك يطلب الطبيب عمل تخطيط كهربائي للقلب (ECG) للتأكد من تشخيصه. فإذا تأكدت الإصابة بالرجفان الأذيني، أو استمر الاشتباه فيها، يُحال المريض إلى طبيب قلب لإجراء مزيد من التقييم.

العلاج المتاح:

على المرضى أن يميزوا ما بين الرجفان الأذيني الانتيابي الذي يتوقف تلقائياً، أو بالتدخل خلال 7 أيام، والرجفان الأذيني المستمر الذي يتواصل لأكثر من 7 أيام، ويتطلب علاجاً دوائياً، أو علاجاً كهربائياً.

وعموماً، في حالة الرجفان الأذيني الدائم، لا يمكن استعادة نظم القلب على الرغم من العلاج.

يتطلب علاج الرجفان الأذيني والسيطرة عليه علاجاً متعدّد التخصصات؛ يشمل علاج الأمراض المصاحبة (مثل زيادة الوزن، وارتفاع ضغط الدم، ونمط الحياة الخامل، وتجنب الكحول والتدخين، وغيرها). وعادة يصف الطبيب مضادات التخثر للوقاية من الجلطات، ومنع السكتة الدماغية، ثم يُنظر في اتّباع استراتيجية لتنظيم ضربات القلب. وقد تُوصف أنواع من الأدوية لخفض معدل ضربات القلب، غالباً ما تكون (حاصرات بيتا).