يستطيع العديد من الأطفال الصغار التغلب على مشكلة تأخر النطق والكلام، لكن التدخل المبكر هو الأساس. ويجب على الآباء وطبيب الأطفال، الحذر والانتباه لاكتشاف العلامات، وبدء العلاجات المناسبة لعمر الطفل.
علامات تأخر الكلام
يُجري طبيب الأطفال فحوصات نموّ توصي بها الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال خلال كل فحص روتيني للطفل. تساعد هذه الفحوصات على تحديد مجموعة متنوّعة من المشكلات المحتملة فور ظهورها، بما في ذلك مشكلات مهارات التواصل.
قد تظهر هذه المشكلات لدى الأطفال في سن 9 أشهر. وفي هذا العمر، يفترض أن يصدر طفلك أصواتاً منغمة، وتعتبر سلوكاً تواصلياً لغوياً سابقاً. ومن 18 إلى 24 شهراً، يتوقع من الأطفال الصغار نطق كلمات عدّة، وإضافة كلمات جديدة إلى مفرداتهم، وفهم جمل بسيطة، واتّباع أوامر سهلة. ويجب أن يكون طفلك قادراً على تكوين تركيبات من كلمتين بحلول سنّ الثانية. كما يجب أن يكون مقدمو الرعاية قادرين على فهم كلام طفلك.
وإذا لم يكن تطور اللغة كما هو متوقع، فسيحيل طبيب الأطفال طفلك إلى أخصائي لإجراء تقييم رسمي للكلام واللغة.
ومع نموّ طفلك، سيتم تقييم معايير أخرى، بما في ذلك التأتأة، واللثغة، وصعوبة التعبير عن الأفكار، وعدم القدرة على اتّباع التعليمات من دون إشارات بصرية، وضعف مهارات الذاكرة في سنّ الخامسة إلى السادسة، وتراجع مراحل النمو.
أدوات فحص تأخر الكلام
يُعد تحديد تأخر الكلام واللغة قبل بلوغ الطفل سن المدرسة أمراً بالغ الأهمية لبدء العلاجات والخدمات، قبل أن تؤثر هذه المشكلات في التعلم المدرسي. وتستخدم مجموعة متنوعة من الأدوات لفحص تأخر الكلام واللغة، يستخدم بعضها لتقييم طفلك مباشرة، والبعض الآخر عبارة عن قوائم تحقّق، يكملها أحد الوالدين، أو المعلم.
وغالبا ما يستخدم مقدمو الرعاية الصحية الأولية فحوصات تستهدف مجموعة متنوعة من مشكلات النمو، حيث يعد الكلام واللغة جزءاً منها فقط. ومن الأدوات الشائعة لذلك، استبيان الأعمار والمراحل للآباء، واختبار دنفر الثاني، الذي يطبق على الطفل. وتشمل أدوات الفحص المخصصة للكلام واللغة استبيان تطوّر اللغة، ومقياس ماك آرثر-بيتس لتطوّر التواصل. ويكمل الآباء كلا الفحصين، ولكن يمكن تقييمهما من قِبل مقدم الرعاية الصحية الأولية.
علاجات النطق
لا تناسب علاجات النطق الجميع؛ بل يجب تصميمها بما يتناسب مع احتياجات كل طفل، وعمره. قد تقدم العلاجات بشكل فردي، أو في مجموعات صغيرة. وسيحدد أخصائي أمراض النطق واللغة الخاص بطفلك نوع العلاج الأكثر فعالية. وتشمل العلاجات:
- علاج النطق، الذي يحسّن القدرة على نطق الأصوات بدقة.
- علاج اللغة، الذي يساعد على تطوير مهارات اللغة الاستقبالية والتعبيرية.
- علاج الطلاقة، الذي يعيد تأهيل التأتأة.
- التواصل المُعزز والبديل، يُعلّم هذا البرنامج لغة الإشارة وأدوات التواصل الأخرى. ويُحسّن العلاج الحركي الفموي قوة عضلات الوجه لإصدار أصوات صحيحة. ويُعلّم العلاج التواصل الاجتماعي كيفية استخدام اللغة بطريقة اجتماعية مناسبة.
آثار تأخر الكلام
بشكل عام، يكون الأطفال الذين يعانون تأخراً مبكراً في الكلام واللغة أكثر عرضة لخطر مواجهة صعوبات في القراءة والكتابة، والانتباه، والتواصل الاجتماعي، عند التحاقهم بالمدرسة. وعلى المدى القصير، يواجه هؤلاء الأطفال صعوبات في بناء الجملة، والقواعد، ورواية القصص والتحدث، ومهارات التواصل الأخرى. كما يميلون إلى مواجهة مشكلات سلوكية، وزيادة مستوى الإحباط. وعلى المدى الطويل، يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بصعوبات التعلّم التي قد تستمر حتى سنّ المراهقة والبلوغ.
الوقاية من تأخر الكلام
يعتمد تطور المفردات واستخدام اللغة بشكل كبير على الأسرة، وتجارب المدرسة المبكرة. ومن المهم أن توفر الأسر بيئة إيجابية لتحفيز تطوّر الكلام من خلال سرد القصص والقراءة، معاً، ولعب ألعاب الكلمات والغناء، وإجراء المحادثات، وقضاء وقت ممتع مع أطفالها.
اقرأ أيضاً: كيف تكتشف صعوبات التعلّم لدى طفلك؟