أُعلن في المملكة المتحدة، أخيراً، عن موافقة هيئة الخدمات الصحية الوطنية على استخدام علاج جديد لسرطان المثانة المتقدم، ما يمنح أملاً جديداً للمرضى، وقد يضاعف فترات النجاة. فقد أظهر العلاج المركّب المبتكر، الذي يتألف من إنفورتوماب فيدوتين (بادسيف)، وبيمبروليزوماب (كيترودا)، معدلات نجاة متفوّقة في التجارب السريرية، مقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي القائم على البلاتين.
وتشير التقديرات إلى أن 1250 شخصاً قد يستفيدون من هذا العلاج سنوياً، في المملكة المتحدة وحدها.
وفي حين يوفر هذا العلاج الجديد شريان حياة حيوياً، يؤكد الخبراء في الوقت نفسه الأهمية الحاسمة للتعرف إلى العلامات التحذيرية المبكرة للمرض. إذ يمكن أن يكون التدخل السريع في حالات سرطان المثانة هو العامل الحاسم بين حالة يمكن السيطرة عليها، وتشخيص يهدّد الحياة.
ومع وضع هذا في الاعتبار، يُقدم الخبراء إرشادات أساسية لفهم سرطان المثانة، وتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، وكذلك تحديد العلامات التحذيرية الحاسمة التي يجب الانتباه لها.
ويوضح الأطباء أن سرطان المثانة يتمثل في نمو غير طبيعي يمكن أن يُسبب أعراضاً داخل المثانة وخارجها، إذا انتشر في جميع أنحاء الجسم. ويُعتبر سابع أكثر أنواع السرطان شيوعاً لدى الرجال، والحادي عشر بين أكثر أنواع السرطان شيوعاً في المملكة المتحدة، للرجال والنساء، على حد سواء. فالطفرات في الحمض النووي لخلايا المثانة تسبب السرطان، وعادة ما ترتبط هذه الطفرات بالتقدم في السن، وعوامل بيئية مثل التدخين.
صحيح أن التدخين هو أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بسرطان المثانة، ولكن هذا لا يعني أن كل من سبق له التدخين سيُصاب بسرطان المثانة، بل إن التبغ يزيد من خطر الإصابة بهذا المرض، وما لا يقل عن 15 نوعاً آخر من السرطان.
من هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان المثانة؟
يقول الخبراء إنه مثل معظم أنواع السرطان، يمكن أن يصيب سرطان المثانة أيّ شخص، ولكنه أكثر شيوعاً أيضاً لدى كبار السّن، والأشخاص الذين لديهم قريب من الدرجة الأولى (والد، أو شقيق، أو ابن) مصاب بسرطان المثانة. فإذا كنت قلقاً، يمكنك التحدث إلى طبيب مختص لفهم مخاطر الإصابة، وللحصول على المشورة.
ويضيف الأطباء أن الرجال يُشخَّصون أكثر من النساء بسرطان المثانة بنسبة 3:1. ومع ذلك، غالباً ما تُصاب النساء بالمرض في مراحله المتقدمة، ولذلك يُعدّ التشخيص المُبكر أولوية.
أعراض سرطان المثانة... لا تتجاهلها أبداً
إليك خمسة مؤشرات تحذيرية للمثانة يجب الانتباه لها ولا تتجاهلها أبداً:
1- وجود دم في البول
وفقاً للأطباء المختصين والمراكز المختصة بهذا المرض، يعاني 80 من كل 100 شخص مصاب بسرطان المثانة (80%) وجود دم في البول.
هذا هو أكثر أعراض سرطان المثانة شيوعاً، وقد يحدث فجأة، أو قد يختفي من تلقاء نفسه. قد يبدو لون بولك وردياً، أو أحمر، أو بنيّاً، وقد تلاحظ جلطات دموية. فإذا لاحظت أيّ دم في بولك، فمن الهام مراجعة طبيب مختص في أسرع وقت.
2- الحاجة المتكررة إلى التبول
قد يكون التبول المتكرر، بخاصة عندما يجعلك تستيقظ من النوم، من أكثر أعراض سرطان المثانة التي يتم تجاهلها. ففي حين أن هناك العديد من أسباب التبول المتكرر، بما في ذلك العدوى، وداء السكري، وحتى الإفراط في تناول السوائل، فمن الهام عدم تجاهل هذا العرض، بخاصة إذا كان مستمراً، أو متفاقماً، أو يحدث ليلاً.
3- ألم أو حرقة أثناء التبول
أحياناً، قد يصعب اكتشاف أحد أعراض سرطان المثانة، مثل الألم أو الشعور بالحرقة. عندما يُفحص البول من قِبل المختبر، قد تكون هناك آثار غير مرئية للدم.
قد تكون هذه الأعراض ناتجة أيضاً عن حصوات الكلى، أو عدوى، ولكن من الهام دائما فحصها من قِبل الطبيب.
4- الحاجة المُلحّة إلى التبول
قد يكون الشعور بالحاجة المُلحة إلى التبول، حتى عندما لا تكون المثانة مملوءة، علامة تحذيرية لسرطان المثانة، بخاصة في حال عدم وجود عدوى. ويمكن أن يُصيب هذا العرض الرجال والنساء، على حد سواء.
وفي بعض الأحيان، يصاحب الحاجة المُلحة إلى التبول عدم القدرة على إفراغ المثانة.
ومرة أخرى، من المُحتمل أن تكون الحاجة إلى التبول، وعدم القدرة، عليه ناتجة عن سبب آخر غير سرطان المثانة، ولكن من الهام جداً مراجعة الطبيب.
5- ألم في الحوض أو أسفل الظهر
قد يُعاني بعض الأشخاص ألماً في أسفل الظهر، أو الحوض، إلّا أن هذا العرض نادر.
اقرأ أيضاً: 5 أسباب لألم المثانة عند النساء.. تعرّفي إلى علاماتها وأعراضها