08 أكتوبر 2025

علاج دوائي إشعاعي جديد لسرطان الثدي

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

حققت «مايو كلينك» إنجازاً واعداً، أخيراً، بإعلانها عن علاجها أول شخص في الولايات المتحدة باستخدام دواء إشعاعي جديد لسرطان الثدي المتقدم، كجزء من تجربة سريرية دولية متعدّدة المواقع.

يحتوي الدواء المستخدم في هذه التجربة السريرية على الأكتينيوم-225، وهو علاج دوائي إشعاعي قوي مُصدر لأشعة ألفا، طُوّر لأول مرة لعلاج نوع فرعي من أورام الغدد الصمّاء العصبية المعدية المعوية البنكرياسية، وهي أورام نادرة يمكن أن تتشكل في البنكرياس، والجهاز الهضمي. ويعمل هذا العلاج الدوائي الإشعاعي المُصدر لأشعة ألفا عن طريق المرور عبر الدم والالتصاق بالخلايا السرطانية، مُطلقاً إشعاعاً قوياً ودقيقاً، من دون الإضرار بالخلايا السليمة.

يُعد باحثو مايو كلينك أول من طبّق هذا العلاج في أمريكا على مريضة مصابة بسرطان الثدي النقيلي. وتُجرى تجربة المرحلة 1ب/2 المفتوحة في جميع مواقع مايو كلينك الأكاديمية في روتشستر، مينيسوتا؛ وفينيكس؛ وجاكسونفيل، وفلوريدا؛ ونحو 20 موقعاً آخر في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وكانت أول شخص يتلقى العلاج في مايو كلينك في فلوريدا.

ويقول الباحث الرئيسي في مايو كلينك، جيفري جونسون، الحاصل على دكتوراه في الطب، وأستاذ في الأشعة ورائد في مجال العلاجات الصيدلانية الإشعاعية، إن هذه العلاجات المبتكرة للسرطان تستخدم أدوية مشعة مصممة لاستهداف الخلايا السرطانية، وقتلها بدقة عالية.

الجدير بالذكر أن مايو كلينك تجري ما يقرب من 20 تجربة سريرية للعلاج بالأدوية الإشعاعية النشطة، مع 10 تجارب أخرى قيد الإعداد للانطلاق، وتستهدف أنواعاً مختلفة من السرطان. وتعالج مايو كلينك في روتشستر عدداً أكبر من المرضى باستخدام العلاجات الصيدلانية الإشعاعية الحديثة، مثل دوتاتات اللوتيتيوم لسرطانات الغدد الصماء العصبية، ولوتيتيوم PSMA لسرطانات البروستاتا، مقارنة بأي مركز آخر في العالم.

دوتاتات اللوتيتيوم، ولوتيتيوم PSMA، هما من الأدوية المشعة التي تُصدر جسيمات بيتا. وتستخدم هذه الأدوية جسيمات بيتا، وهي جسيمات دون ذرية صغيرة، للإشعاع بمستوى منخفض. في المقابل، تستخدم المستحضرات الصيدلانية المشعة المُصدرة لأشعة ألفا جسيمات ألفا أضخم بـ 8000 مرة من جسيمات بيتا، وتقطع مسافة ثلاثة أقطار فقط للخلية بعد انبعاثها من العلاج.

وأوضح الدكتور جونسون: «هذا يعني أن مُصدرات ألفا قادرة على إحداث تأثير أقوى بكثير على مسافة أقصر. وإذا اعتبرنا أن قتل خلية سرطانية أشبه بهدم جدار من الطوب، فإن الفرق أشبه برمي ثقل وزنه 10 أرطال (بيتا) على الجدار، مقابل شاحنة ماك محملة بالكامل (ألفا)»، مضيفاً: «تكمن إمكانات مُصدر ألفا في قوته وقدرته على قتل حتى خلية سرطانية واحدة بدقة، من دون إصابة الأنسجة السليمة المحيطة، ما يجعله علاجاً من الجيل التالي».

وفي الدراسات ما قبل السريرية، تشير البيانات إلى أن دواء أكتينيوم-225 دوتاتيت، الذي يستهدف التعبير عن مستقبلات السوماتوستاتين من النوع الفرعي 2، أثبت جدواه وفعاليته المحتملة في علاج سرطان الثدي النقيلي الموجب لمستقبلات الإستروجين في المختبر. طُوِّر الدواء من قِبَل شركة رايزبيو RayzeBio، التابعة لشركة Bristol Myers Squibb، والراعية للتجربة السريرية النشطة في المرحلة 1b/2.