
الآن، أكثر من أيّ وقت مضى، يجب ألا يمنعكِ تشخيص سرطان الثدي من عيش حياة أفضل. فعندما يُكتشف سرطان الثدي مبكراً، فإنّ هناك العديد من التطوّرات العلمية التي جعلت علاج هذا المرض والشفاء منه أكثر ترجيحاً من ذي قبل.
هذه التطورات التي نتحدث عنها هي نتيجة التقدم العلمي في مجالات عدّة، مثل الفحص، والعلاجات الأكثر استهدافاً، والتوعية المتقدّمة حول الدعم اللازم لعلاج سرطان الثدي. ومع ذلك، إذا كنتِ تخضعين لعلاج سرطان الثدي المبكر، فمن الطبيعي أن تقلقي. إليكِ سبعة أسباب تجعل النساء المصابات بسرطان الثدي في مراحله المبكرة يشعرن بالتفاؤل بشأن مستقبلهن.

الفحص المُحسّن
يُعدّ تصوير الثدي بالأشعة السينية (الماموغرام) أداة الفحص القياسية لسرطان الثدي. واستخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، بخاصة عند الاشتباه في الإصابة بالسرطان، يُعدّ خطوة كبيرة إلى الأمام، حيث إن التصوير بالرنين المغناطيسي أكثر حساسية من التصوير الشعاعي للثدي. واليوم، تخضع مئات الآلاف من النساء لفحص الثدي التكميلي بالرنين المغناطيسي. ويعتقد الخبراء أنه في المستقبل، قد تُستخدم تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي بشكل أكبر في حالات الثدي الكثيف جداً، حيث تتوفر هذه التقنية في بعض المستشفيات.
علاجات أكثر استهدافاً
يُعرب الأطباء والمختصون عن تفاؤلهم الكبير بالنتائج الهامة لدراسة تستهدف سرطان الثدي الإيجابي لـ HER-2 عالي الخطورة، والمتقدم موضعياً، في مرحلة مبكرة. يُستخدم الآن علاج «الصاروخ الموجه» من الجيل التالي، (مُركب من الأجسام المضادة والأدوية) حتى قبل الجراحة للأورام الإيجابية لـ HER2. وفي دراسة DESTINY-Breast11 الكبيرة، تضاعف عدد المرضى الذين اختفى سرطانهم في الثدي والعقد اللمفاوية، بأكثر من الضعف، مقارنة بالمعيار الكيميائي القديم، مع الحفاظ على الآثار الجانبية تحت السيطرة.

دعم أفضل
هناك بعض النسوة ممن شُخّصن بسرطان الثدي في مرحلة مبكرة، وكجزء من تحسين الحالة النفسية والاستفادة من النصائح المتبادلة، وجدن أن التحدث مع نساء أخريات يمررن بنفس التجربة كان مفيداً. وتؤكد الكثيرات منهنّ أنهنّ تواصلن ما بعد تشخيص سرطان الثدي مع مجموعات دعم عاطفي، بعضها تُوصل المريضة بمرشدة لديها تشخيص مشابه لها، لذلك شعرن براحة كبيرة من وجود شخص يعرف ما تمرّ به، وأحدث ذلك فرقاً كبيراً.
استخدام الذكاء الاصطناعي
من بين استخدامات الذكاء الاصطناعي العديدة الكشف عن سرطان الثدي في وقت أبكر، حيث يدرس الكثير من العلماء والباحثين استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة على إعادة تقييم الثدي «الحميد». وفي دراسة أجريت عام 2025، طوروا وقيّموا خوارزمية ذكاء اصطناعي تكتشف سرطان الثدي في فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي، قبل عام واحد من تشخيص أخصائيي الأشعة له عادة، ما قد يُعزز الكشف المبكر لدى النساء المعرّضات لخطر كبير. وسيبدأ أخصائيو الأشعة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الحالات التي فاتتهم، أو إزالة الحالات السهلة من عملهم. ويقوم عدد من المستشفيات بالفعل باختبار هذه التقنية داخلياً.

الاختبارات الجينية
ترتبط بعض الطفرات الجينية بارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي، ونحو 5% إلى 10% من حالات سرطان الثدي ناتجة عن طفرة جينية موروثة من أحد الوالدين. وقد تم إحراز تقدم كبير في فهم من قد يستفيد أكثر من الاختبارات الجينية، حيث يبحث الأطباء عن التغيّرات في الجينات. وتساعد التطورات الجديدة في الاختبارات الجينية الأطباء على توجيههم خلال خيارات العلاج، وعلى تطوير خطة رعاية شخصية إذا تم تشخيص إصابتك بسرطان الثدي في مرحلة مبكرة.
التطورات في إعادة البناء
إذا كانت هناك حاجة إلى استئصال الثدي، فقد قطعت تقنيات إعادة البناء الجراحية شوطاً طويلاً، على مرّ العقود. أحد أنواع الجراحة، ويُسمى إعادة البناء الذاتي (أو إعادة البناء بالجفن)، يستخدم أنسجة من جزء آخر من الجسم، مثل أسفل البطن، لإعادة بناء الثديين. وإلى جانب التطورات التي شهدتها الجراحات، قد يعمل المهندسون والجراحون قريباً، على استخدام تقنية الطابعات ثلاثية الأبعاد لاختيار شكل الثدي المرغوب، ومن ثم، ستطبع الطابعة ثلاثية الأبعاد قالب الثدي، ما يساعد الجراح على ابتكار المظهر الذي تفضلينه.
استهداف الأنواع الفرعية
يمثل سرطان الثدي الثلاثي السلبي نحو 10% إلى 15% من جميع حالات سرطان الثدي، ويميل إلى النمو بسرعة، وهو أكثر عرضة للانتكاس بعد العلاج من الأنواع الأخرى. لكن التطورات العلاجية الحديثة تُظهر وعوداً كبيرة في تغيير هذا الوضع. يقول الأطباء إن إضافة بعض الأدوية المعززة للمناعة إلى العلاج الكيميائي تُحسّن بشكل كبير من فرص البقاء على قيد الحياة لدى المصابات بسرطان الثدي الثلاثي السلبي العدواني. وهذا معناه أن الأطباء يحوّلون نوعاً فرعياً كان مُخيفاً في السابق إلى نوع يُمكنهم، غالباً، التغلب عليه نهائياً.

إدارة أفضل للآثار الجانبية
أدت التطورات الحديثة في مجال سرطان الثدي في مراحله المبكرة إلى زيادة العلاجات، ولكن أيضاً إلى زيادة احتمالية حدوث آثار جانبية. ولحسن الحظ، شهدنا تقدماً هائلاً في الوعي بالآثار الجانبية المحتملة للعلاج. وأصبح من الشائع الآن تواصل الممرضة المتخصصة بالمرضى في الأيام الأولى من بدء العلاج الجديد. إضافة إلى ذلك، تتوفر الآن أدوات للمساعدة على تصنيف حالة المريض والتواصل معه. على سبيل المثال، هناك معايير المصطلحات الشائعة للآثار الجانبية، وهي أداة تُستخدم لتصنيف الآثار الجانبية، وتصنيفها، ما يسمح للطاقم الطبي بالتدخل في أسرع وقت ممكن.
تشخيصك فريد
يشهد علاج السرطان تطورات كبيرة يومياً. ووفقاً لمركز إم. دي. أندرسون للسرطان، في الولايات المتحدة الأمريكية، إذا تم تشخيص إصابتك بسرطان الثدي فمن المرجح ألا تتلقى نفس العلاج الذي تلقاه صديقك، أو أحد أفراد عائلتك قبل عامين - أو حتى ستة أشهر. سيكون تشخيصك، وخطة علاجك فردية، ومبنية على نوع سرطان الثدي، وصحتك العامة. وهكذا، وداعا للعلاج الشامل. حيث تختلف خلايا السرطان لدى شخص ما عن خلايا السرطان لدى شخص آخر. وقد شهدت العلاجات تحسناً ملحوظاً، ما أدى إلى تحسين جودة الحياة لنا جميعاً.
اقرئي أيضاً:
- الذكاء الاصطناعي يتنبأ بخطر الإصابة بسرطان الثدي
- 8 علامات فتشي عنها لتحمي نفسك من سرطان الثدي