ما هو السوربيتول؟ وما هي فوائده واستخداماته وآثاره الجانبية؟

السوربيتول هو نوع من الكربوهيدرات يندرج تحت فئة بوليولات السكّريات. ويوجد في بعض الفواكه، ويُصنع تجارياً أيضاً، للحفاظ على الرطوبة، وإضافة الحلاوة.

يوجد هذا المركّب، القابل للذوبان في الماء بشكل طبيعي، في بعض الفواكه، بما في ذلك التفاح، والمشمش، والتمر، والتوت، والخوخ، والبرقوق، والتين.

كما يُصنع تجارياً من شراب الذرة لاستخدامه في الأطعمة والمشروبات والأدوية المعبّأة.

ويُستخدم السوربيتول تجارياً للحفاظ على الرطوبة، وإضافة الحلاوة، وإضفاء قوام مميّز على المنتجات، إضافة إلى دعم صحة الجهاز الهضمي، والفم.

فوائد واستخدامات السوربيتول

يُستخدم السوربيتول على نطاق واسع لأسباب عدّة:

أولاً

يستخدم غالباً في الأطعمة والمشروبات بدلاً من السكّر التقليدي لتقليل محتواها من السعرات الحرارية. ويحتوي السوربيتول على ما يقرب من ثلثي السعرات الحرارية الموجودة في سكّر المائدة، ويوفر نحو 60% من الحلاوة.

كما أن السوربيتول لا يُهضم بشكل كامل في الأمعاء الدقيقة، فما تبقى من المركب ينتقل إلى الأمعاء الغليظة حيث يُخمّر، أو يُحلل بواسطة البكتيريا، ما يؤدي إلى امتصاص سعرات حرارية أقل.

ثانياً

غالباً ما يُضاف هذا المُحلّي إلى الأطعمة المُسوّقة لمرضى السكري، لأن تأثيره في مستويات السكّر في الدم عند تناوله ضئيل جداً، مقارنة بالأطعمة المُصنّعة باستخدام المُحليات التقليدية، مثل سكّر المائدة.

ثالثاً

على عكس سكّر المائدة، لا تُسهم كحولات السكّر، مثل السوربيتول، في تكوّن تسوّس الأسنان. وهذا أحد أسباب استخدامها غالباً، لتحلية العلكة الخالية من السكّر، والأدوية السائلة. ففي الواقع، أقرّت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بأن كحولات السكّر، مثل السوربيتول، قد تُفيد صحة الفم. ويستند هذا إلى دراسة وجدت أن السوربيتول قد يُقلل من خطر تسوّس الأسنان مقارنة بسكّر المائدة، وإن لم يكن بنفس درجة كحولات السكّر الأخرى.

رابعاً

يُستخدم السوربيتول بمفرده كمليّن لعلاج الإمساك. وهو مُفرط التناضح، أي أنه يسحب الماء إلى القولون من الأنسجة المحيطة لتعزيز حركة الأمعاء. لذلك، في بعض الدول يُمكن شراؤه لهذا الغرض من مُعظم محال البقالة والصيدليات، من دون وصفة طبية.

الآثار الجانبية للسوربيتول

قد يُسبب تناول السوربيتول، أو غيره من كحولات السكّر، بكميات كبيرة، الانتفاخ والإسهال لدى بعض الأشخاص، بخاصة إذا لم تكن مُعتاداً على تناولها بانتظام. وقد تكون هذه نتيجة غير مرغوب فيها لدى البعض، ولكنها النتيجة المرجوّة لمن يستخدمونه لتعزيز حركة الأمعاء.

ولحسن الحظ، يبدو أن الآثار الجانبية الأخرى للسوربيتول نادرة. والشكوى الأكثر شيوعاً هي الإسهال، مع أنه قد يكون مصحوباً بتقلصات في البطن، أو غثيان.

مع ذلك، في حين أن بعض المليّنات قد تُسبب الإدمان، ولا ينبغي استخدامها لفترات طويلة، يُعتبر السوربيتول مليّناً أقلّ خطورة، وغير مُنشط. ولكن نظراً لأنه يعمل عن طريق سحب السوائل إلى الأمعاء لتعزيز نشاطها، يجب استخدامه وفقاً للإرشادات فقط.

الجرعة وكيفية تناول السوربيتول

يتوفر السوربيتول كمليّن على شكل حقنة شرجية، أو محلول سائل يُؤخذ عن طريق الفم. يمكنك تناوله عن طريق الفم مع كوب من الماء، أو مزجه مع مشروبات مُنكّهة، مع الطعام أو من دونه.

وتختلف الجرعات المُوصى بها. وتشير بعض الدراسات إلى أن الآثار الجانبية غير المرغوب فيها تكون أكثر احتمالية عند تناول 10 جرامات أو أكثر، يومياً. وإضافة إلى ذلك، وجدت إحدى الدراسات أن سوء الامتصاص كان أكثر احتمالية مع جرعات 10 جرامات، حتى بين الأفراد الأصحاء.

وتشترط إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن تتضمن ملصقات الأطعمة التي قد تُسبب استهلاكك لأكثر من 50 جراماً يومياً التحذير التالي: «قد يكون للإفراط في الاستهلاك تأثير مُليّن». لأن تناول كمية كبيرة من السوربيتول يُمكن أن يُسبب آثاراً جانبية هضمية شديدة، واختلالاً في توازن الإلكتروليتات، على الرغم من عدم وجود دليل على أن هذا المُركب يُمكن أن يُسبب السمية.

التفاعلات مع السوربيتول

لا ينبغي تناول السوربيتول مع الكالسيوم، أو بوليسترين سلفونات الصوديوم، اللذين يُستخدمان لعلاج ارتفاع مستويات البوتاسيوم في الدم. فقد يُسبب ذلك تفاعلاً يُؤدي إلى موت أنسجة الأمعاء.

وإذا كنت تتناول السوربيتول لتخفيف الإمساك، فتجنب استخدام مُليّنات أخرى في الوقت نفسه، إلا إذا وجّهك الطبيب بذلك تحديداً.

ومن الأفضل للأشخاص الذين يعانون مشكلات هضمية أو حساسية مُسبقة، تجنب هذا المُركّب. يشمل ذلك أولئك الذين يتبعون نظاماً غذائياً منخفض الفودماب، والذي يستبعد أنواعاً مُعيّنة من الكربوهيدرات. وفودماب هو اختصار لعبارة «السكّريات قليلة التعدّد القابلة للتخمّر، والسكريات الثنائية، والسكّريات الأحادية، والبوليولات، والسوربيتول بوليول».

ويشيع اتباع حمية فودماب لدى الأشخاص الذين يعانون متلازمة القولون العصبي، لذلك، يُنصح المصابون بهذه الحالة بتجنب استخدام السوربيتول.

وكما هو الحال مع الأدوية الأخرى، يُفضل استشارة الطبيب بشأن الاستخدام، والجرعة المناسبة للسوربيتول، بخاصة إذا كنت تعاني حالة صحية مزمنة.