سبحان الذي يحيي العظام وهي رميم. وجدتني أستعيد معنى هذه الآية الكريمة وأنا أقرأ التقرير المثير عن اكتشاف طبي جديد في الصين. علاج يداوي كسور العظام في بضع دقائق. لا عمليات، ولا زرع أسياخ معدنية، ولا تجبيرات من الجبس تدوم طوال أسابيع.
معقولة؟
شقيقتي تعاني هشاشة العظام. وأنا أشعر بالرعب من احتمالات التعرّض لسقطة ينكسر فيها أحد الأطراف، أو عظم الحوض. أختي تزحلقت في الحمّام مرتين، ودخلت سلسلة من الجراحات، والإقامات في مشافي العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل. قلت لنفسي إن الله هو الحامي، لكنّ الحذر يقي الضرر.
جئت بالعامل الذي ركّب لي مماسك للأمان في جدار الحمّام، لأنني لست من بطلات التزلج. هياكلنا العظمية تتعب مع الزمن، وتتآكل، ولا بدّ من مراعاتها، والحفاظ على السلامة. تكتب لي طبيبة العائلة وصفة لكي أذهب وأعمل فحصاً لكثافة العظم. تقول لي إن من الضروري تكرار هذا الفحص كل سنتين، أو ثلاث. كل الكثافات تتراجع مع العمر. العظام، والشعر، ومطاطية الجلد، وقوّة البصر والسمع. ونبقى نعمل، ونبتسم، ونحب، ونفرح بحصتنا من الدنيا.
تعلمت أن أمشي وعيني على الرصيف لئلّا أتعثر بعتبة ناتئة، أو حفرة مموّهة. أنظر إلى الشارع مرّات عدّة، يمنة ويسرة، قبل اجتياز الطريق إلى الرصيف المقابل. أتمهّل في حركتي مثل سلحفاة، وأنا التي طالما ركضت في المدن، والأسواق، والمطارات، وارتقيت الهضاب، وسبحت في البحار، وقفزت إلى الحافلات، والمترو، وعربات القطارات.
يعجبني قول زميلي المصري: «العمر مش بعزقة». لن أبعزق سنواتي الجميلة في أقسام الطوارئ وغرف المستشفيات. وكل الامتنان لهؤلاء الصينيين الذين يخترعون طرقاً جديدة لترميم العظام المكسورة في دقائق. والشكر موصول لكل عالم يجتهد لاختراع مصل جديد، ويسهر لكي يحسّن حياة مئات الملايين من البشر.
وصلتني دعوة لحضور حفل توزيع جوائز العويس في الإمارات. أخبروني أنني يمكن أن أصطحب زوجي معي. هذا خبر جيد. سأستند إلى ذراعه في الأروقة اللامتناهية للمطارات. وعلى من سيتعكز أبو الأولاد؟
ويا سمائي الطيبة، دعيني في منأى عن العكازات.