16 سبتمبر 2025

هل تُساعد أجهزة تنقية الهواء على تخفيف الحساسية؟

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

تُحسّن أجهزة تنقية الهواء جودة الهواء، ولكن هل تُساعد هذه الأجهزة على تخفيف الحساسية؟ وإن كان الأمر كذلك، فما مدى فائدتها؟

تُنظّف أجهزة تنقية الهواء هواء الغرفة عن طريق سحب الهواء الموجود، وحبس الملوثات المحمولة جواً فيه، ثم دفع الهواء النقي المُفلتر إلى الداخل. وتُعد بعض هذه الجسيمات المحمولة جواً، مثل حبوب اللقاح، ووبر الحيوانات الأليفة، وجراثيم العفن، مُهيّجات يمكن أن تفاقم الحساسية عند الأشخاص في ذلك المكان. إذ يمكن لهذه الجسيمات أن تشق طريقها إلى أجسامنا أثناء التنفس، مسبّبة سيلان الأنف، وسيلان الدموع، وردود فعل سلبية أخرى لدى الأشخاص الذين يعانون حساسية تجاه مسبّبات الحساسية.

هل أجهزة تنقية الهواء تؤثر فعلاً في الحساسية؟

باختصار، نعم، يمكنها ذلك، ولكن إلى حدٍّ معيّن فقط.

يمكن أن تكون أجهزة تنقية الهواء فعّالة في حبس الجسيمات الصغيرة المسبّبة للحساسية، ومنعها من الانتشار في الهواء، ثم استنشاقها. مع ذلك، يشير الخبراء إلى أن هذه الأجهزة ليست حلاً شاملاً، ويرون أن لكل جهاز من هذه الأجهزة حدوده، وقد تختلف الاستجابات الفردية من شخص إلى آخر.

مجلة كل الأسرة

ويضيف هؤلاء الخبراء، أنه غالباً ما يُنصح بتنقية الهواء كجزء من تحسين البيئة للمرضى الذين يعانون أمراض الجهاز التنفسي التحسّسية، ولكن لا يوجد سوى القليل من الأدلة الطبية التي تدعم أن أجهزة تنقية الهواء تساعد بشكل مباشر على تقليل الحساسية، أو أعراض الجهاز التنفسي، بشكل ملحوظ. لذلك، هناك حاجة إلى تجارب عشوائية تحت السيطرة أكبر حجماً لإثبات الفعالية الحقيقية لهذه الأجهزة علمياً. وتشمل التجارب العشوائية المسيطر عليها مجموعة من المرضى الذين يتلقون علاجاً وهمياً، للمقارنة، ويمكن أن تقدم دليلاً مباشراً على أن تدخّلاً مثل هذا النوع يخفف أعراضاً محدّدة.

تاريخياً، أشارت الدراسات التي أُجريت إلى أن ترشيح الهواء يمكن أن يساعد على تخفيف بعض أعراض حمّى القش، مثل العطس، واحتقان الأنف، وسيلان الدموع. ومع ذلك، لا يبدو أنه يحسّن وظائف الرئة بشكل ملحوظ، أو يُحسّن جودة حياة المرضى، أو يقلّل من حاجتهم إلى أدوية الحساسية، وفقاً لتحليل أُجري عام 2024، ونُشر في مجلة Indoor Air.

قد تنبع هذه النتائج المتباينة جزئياً من قيود الدراسات. على سبيل المثال، عادة ما تختبر أجهزة تنقية الهواء في ظروف مراقبة بعناية في المختبرات، بدلاً من تجارب واقعية. كما أن عوامل أخرى، مثل موقع جهاز التنقية، ومعدل تدفقه، ومدة تشغيله، ستؤثر أيضاً في مدى فعاليته في تقليل أعراض الحساسية. لذلك قد تكون هناك بعض التناقضات بين الدراسات.

مجلة كل الأسرة

وكذلك قد يؤثر اختلاف الفلاتر داخل أجهزة تنقية الهواء أيضاً في فعاليتها. فمعظم أفضل أجهزة تنقية الهواء المتوفرة في السوق مزودة بفلاتر هواء جسيمات عالية الكفاءة (HEPA)، والتي، وفقاً لوكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA)، يمكنها إزالة ما يصل إلى 99.97% من الغبار، وحبوب اللقاح، والجسيمات المحمولة جواً التي يبلغ قطرها 0.3 ميكرون. وتتكون هذه الفلاتر من شبكة متعدّدة الطبقات من خيوط الألياف الزجاجية الدقيقة جداً، أرقّ من شعرة الإنسان.

وفلاتر HEPA فعّالة بشكل خاص في احتجاز الجسيمات المحمولة جواً، بما في ذلك بعض مسبّبات الحساسية الشائعة.

على سبيل المثال، وُجد أن أجهزة تنقية الهواء المجهزة بفلاتر HEPA أكثر فعالية من أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء (HVAC)، في ترشيح الجسيمات المحمولة جواً التي يصل حجمها إلى 2.5 ميكرون، وفقاً لدراسة أجريت عام 2025، ونشرت في مجلة علوم التعرض وعلم الأوبئة البيئية. فعلى مدار 12 شهراً، راقب العلماء مستويات تلوث الهواء في 99 فصلاً دراسياً تحتوي على أجهزة تنقية هواء مزودة بفلاتر HEPA، و87 فصلاً دراسياً مزوداً بأنظمة تدفئة وتكييف هواء، ووجدوا أن مستويات الجسيمات المحمولة جواً كانت أعلى بنسبة 39.9% في المتوسط ​​في الفصول الدراسية المُجهزة بأجهزة تنقية هواء غير مزوّدة بفلاتر HEPA.

وأخيراً، مع أن أجهزة تنقية الهواء تقدم فوائد في إدارة الحساسية والربو والتعرّض للتلوّث، إلا أنها تكون أكثر فعالية عند دمجها مع ممارسات جيدة لمراقبة جودة الهواء الداخلي، مثل التنظيف المنتظم، والتحكم في الرطوبة، والتهوية الجيدة، لذلك قد لا يجدي نفعاً جهاز تنقية الهواء وحده.

اقرأ أيضاً: أسباب شائعة لمشكلات التنفس في منزلك