قد تبدو المرأة في سن الثلاثين أكثر إشراقاً وحيوية ممّا كانت عليه في سنّ العشرين، هذا في الشكل فقط، كما يفيد الخبراء، فمن الناحية الفيزيولوجية تبدأ أولى علامات الشيخوخة بالظهور عندما نقترب من الثلاثينيات من العمر. ففي هذه المرحلة من حياتنا، نبدأ، عادة بتحمّل مسؤولياتنا المهنية، والعائلية، والاجتماعية، وهذا يتطلب بذل طاقة كبيرة، وتحمّل ضغوط كثيرة، ومتراكمة. فمن هم في الثلاثينيات من أعمارهم، يطمحون عادة إلى الكمال، وينظرون إلى المستقبل نظرة أمل وارتقاء، ليكونوا الأفضل في العمل، وليكونوا الوالدين الأكثر نشاطاً وتحمّلاً للمسؤولية، والأصدقاء المقرّبين والأوفياء.
باختصار، هم يتخيّلون حياة نشيطة مملوءة بالضغوطات، فيعملون بجهد وكَد، وتكون النتيجة توتراً متزايداً، وشعوراً بالتعب، وقلّة نوم مزمنة، الأمر الذي يجعل الشيخوخة تنتهز الفرصة في تلك الظروف الملائمة لتقول: «لقد أتيت مسرعة!».
مسؤوليات الثلاثين وعوامل الشيخوخة المبكرة
عادة، عندما تبلغ المرأة الخامسة والعشرين من عمرها، تنظر إلى مرآتها بعين الخوف والقلق، هل ظهرت تجاعيد هنا، أو هناك؟ أيّ سواد هذا الذي يحيط بالعينين؟ لقد بدأ الشيب بالظهور. ويزداد قلقها بشأن التقدم في السّن، يوماً بعد يوم. لديها الكثير من المهام، ويجب أن تكون على قدر المسؤولية في العمل، ورعاية الأطفال، وحضور الحفلات والمناسبات. وفي الواقع هي ترغب أن «تقضم» الدنيا بأسنانها. مع ذلك، هي لا تريد أن يظهر أثر هذا اللهاث وراء الكمال على وجهها. فتبدو أكثر حساسية تجاه أيّ علامة من علامات ضعف بشرتها التي تتأثر عادة بعوامل عدّة، يأتي في مقدمتها التوتر (53%)، والتعب (59%)، والتلوث (35%)، إضافة إلى استمرار ظهور حب الشباب.
التوتر: ما عواقبه على البشرة؟
يتسبب الإنتاج الزائد لهرمون التوتر بتراجع إنتاج الكولاجين والإيلاستين، وزيادة الإنزيمات المُهلكة للبشرة، الأمر الذي يُسرّع من ظهور التجاعيد المبكرة، وفقدان البشرة لمرونتها، ويسبب التوتر الذي نتعرض له يومياً، ويكون هناك أيضاً توتر في خلايا البشرة، فيحفز ظهور سلسلة من الظواهر الالتهابية فيها، وتكون النتيجة جفافاً، وزيادة في الحساسية، وشحوباً.
خطوات لتجنب آثار التوتر في البشرة
كيف يمكنك التقليل من إنتاج هرمون الكورتيزول في جسمك عندما تشعرين بالتعب والإرهاق؟
قفي، ثم ضعي يديك على طاولة متباعدتين بمقدار عرض كتفيك، أو اجلسي وألقي بجسمك إلى الخلف، مع رفع قدميك على طاولة، واشبكي يديك خلف رقبتك.
هل يُسبب التوتر ظهور حب الشباب المتأخر؟
تعاني كثيرات من النساء البالغات حَبّ الشباب. ومع تجاوز سن الثلاثين يصبح من الصعوبة التعامل مع البثور، فتميل المرأة إلى خدش بشرتها، فيصبح شفاؤها بطيئاً أكثر. أما أسباب ظهور البثور فيمكن أن نذكر منها ما يلي:
1- التغيّرات الهرمونية: يؤثر انخفاض هرمون الإستروجين وزيادة الأندروجين في عملية تجدّد الخلايا، وبالتالي تُصبح البشرة أقلّ مرونة، ويزداد جفافها.
2- نوعية الغذاء: يؤدي الإفراط في تناول السكريات، كما الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون المشبّعة، إلى ظهور حب الشباب، لأن ذلك يعيق عمل مادة الكولاجين بشكل طبيعي.
3- الإجهاد والقلق: يمكن أن يزيد الإجهاد النفسي من إنتاج الدهون في البشرة.
4- منتجات العناية بالبشرة ومساحيق التجميل غير المناسبة: بعض منتجات العناية بالبشرة تكون زيتية، فيؤدي استخدامها إلى سد المسامات وظهور حب الشباب.
5- العوامل الوراثية: تلعب الوراثة دوراً هامّاً في ظهور حب الشباب في مرحلة البلوغ، أو بعدها.
6- قلة النوم: إن تمضية الوقت مع الهاتف ليلاً، وإطالة وقت السهر على الرغم من النعاس والإنهاك، قد يسببان ظهور حب الشباب، ولو في الثلاثين من العمر، وما فوق.!