11 سبتمبر 2025

أكثر 6 أنواع شيوعاً من آلام الظهر وكيفية علاج كل منها

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

نعيش في زمنٍ ينتشر فيه ألم الظهر بشكل وبائي. من الوخزات الحادّة، إلى الآلام الخفيفة، وحتى التنمّل. قد يكون ألم الظهر مُشلّاً للبعض، وقد يكون مُنهكاً، ويؤثر في الحركة اليومية العامة، ويمنع الناس من العمل، وحتى النوم.

يؤثر هذا المرض في مئات الآلاف من الأشخاص في العالم. على سبيل المثال، في المملكة المتحدة وحدها، يؤثر هذا الألم في 49 مليون شخص، ويتسبب بأكثر من 12 مليون يوم إجازة من العمل، سنوياً، ويُكلف هيئة الخدمات الصحية الوطنية ما يقرب من 5 مليارات جنيه استرليني، سنوياً.

لكن آلام الظهر ليست متشابهة، فبعض الأنواع تتطلب علاجاً مختلفاً تماماً عن غيرها.

ما سبب ألم الظهر الذي تعانيه؟

من الانحناء على مكتبك إلى التهاب المفاصل، يشارك الخبراء الأسباب المحتملة لآلام الظهر، إضافة إلى العلاجات التي تساعدك على الشعور براحة أكبر:

مجلة كل الأسرة

1. الانزلاق الغضروفي

يحدث الانزلاق الغضروفي عندما يندفع النسيج الرخو الشبيه بالهلام الموجود بين فقرات العمود الفقري إلى الخارج. وناك نحو خمس إلى عشرين حالة لكل ألف بالغ.

ويحدث غالبا في العمود الفقري القطني (أسفل الظهر)، ولكنه قد يؤثر في العمود الفقري العنقي (الرقبة)، وفي حالات نادرة، العمود الفقري الصدري (الظهر المركزي).

تشمل الأسباب الأكثر شيوعاً:

  • التنكس المرتبط بالعمر، حيث يجفّ القرص ويضعف.
  • أسلوب رفع غير صحيح لأوزان ثقيلة.
  • صدمة أو إصابة مفاجئة.
  • نمط حياة خامل.
  • كما تلعب الوراثة دوراً.

قد تشعر بألم حاد، أو حارق، أو نابض في أسفل إحدى الساقين، أو الكتفين، أو الذراعين، أو اليدين، أو حول الصدر أو البطن، حسب موقع القرص المنفتق أسفل العمود الفقري.

والأقراص المنفتقة، في معظم الأحيان، لا تتطلب جراحة، وتتحسن على مدى أسابيع إلى أشهر. لكن عليك زيارة الطبيب المختص الذي يمكنه تقديم النصح لك بشأن الخطوات التالية.

وإذا لم تُجدِ العلاجات غير الجراحية، مثل التمدّد، وتقوية الجذع، وأدوية مثل الإيبوبروفين، نفعاً، في غضون ستة إلى 12 أسبوعاً، فقد تكون الجراحة خياراً متاحاً، والأكثر شيوعاً هو استئصال القرص، الذي يتضمن إزالة الجزء المنفتق من خلال شق صغير في الظهر.

2. التهاب المفاصل

التهاب المفاصل الشوكي هو مرض تنكّسي يصيب المفاصل الوجيهية الموجودة في الجزء الخلفي من كل فقرة من فقرات العمود الفقري، والأقراص الفقرية، وهو أكثر شيوعاً في العمود الفقري المتحرّك، بما في ذلك أسفل الظهر والرقبة.

ويمكن أن تشمل العلامات المبكرة تصلباً خفيفاً في الظهر، أو الرقبة، بخاصة في الصباح؛ وانزعاجاً متقطعاً يزداد سوءاً مع النشاط؛ وإحساساً بالـ«طحن»، أو الطقطقة عند الحركة؛ والتعب.

وقد تشمل أعراض المرحلة المتأخرة انضغاط الأعصاب، ما قد يسبب خدراً، أو وخزاً، أو ضعفاً، و/أو انخفاضاً في نطاق حركة العمود الفقري القطني، أو الرقبة.

قد يحيلك طبيبك إلى أخصائي علاج طبيعي متخصص في الجهاز العضلي الهيكلي، والذي يمكنه ترتيب المزيد من الفحوصات. كما يمكن للأشعة السينية أن تكشف عن أي تضيق بين المفاصل، بينما يمكن للتصوير بالرنين المغناطيسي أن يكشف عن أي تضرّر عصبي، أو تنكّس في أقراص العمود الفقري.

لا يوجد علاج لالتهاب المفاصل، ولكن بالإمكان التحكم في أعراضه، فإنقاص الوزن يمكن أن يقلل الضغط على المفاصل.

حاول ممارسة تمارين خفيفة بانتظام، مثل السباحة والمشي، إضافة إلى تمارين تحمّل الوزن لزيادة قوة العضلات.

وعندما تعاني نوبة، يمكن أن يساعد العلاج بالحرارة أو الثلج على تخفيف التيبّس والألم، ويمكن أن يساعد الإيبوبروفين والنابروكسين على تقليل الألم والالتهاب.

الجراحة نادرة، وعادة ما تجرى في الحالات الشديدة المعيقة التي تُسبب ضغطاً على جذر العصب، أو الحبل الشوكي.

مجلة كل الأسرة

3. عرق النّسا

عرق النّسا ليس حالة مَرضية بحد ذاته، بل هو عرضٌ لتهيّج أو انضغاط العصب الوركي، أكبر عصب في الجسم. وعادة ما ينتج عن مشكلات في أسفل العمود الفقري. والسبب الأكثر شيوعاً هو الانزلاق الغضروفي.

وألم عرق النّسا هو ألم حاد، حارق، شبيه بالكهرباء. يبدأ في أسفل الظهر، أو الأرداف، ويمتد إلى أسفل ساق واحدة، ويمكن أن يمتد إلى أسفل القدم. كما يمكن أن يصاحبه خدر، أو وخز مؤلم، أو ضعف عضلي في الساق، أو القدم، وقد يزداد سوءاً عند الجلوس، أو السعال، أو العطس.

يعاني ما بين 13% و40% من الناس عرق النّسا في مرحلة ما من حياتهم.

وهناك بعض العلاجات الذاتية المؤقتة التي يمكنك تجربتها.. خلال أول 24 إلى 48 ساعة، جرّب الكمادات الباردة، ثم انتقل إلى العلاج الحراري. يمكن أن يساعد الإيبوبروفين والنابروكسين، إضافة إلى يوم أو يومين من الراحة، ولكن تجنب الراحة في الفراش لفترات طويلة، فالمشي القصير والمتكرّر أفضل من الجلوس من دون حركة.

وحاول تمديد أوتار الركبة والعضلة الكمثرية برفق، وهي عضلة صغيرة تقع بالقرب من مفصل الورك. كما يمكن أن يساعد الانحناء إلى الأمام أثناء الجلوس على تقوية أوتار الركبة. اجلس على الأرض مع فرد ساقيك ومدّ أصابع قدميك.

تساعد تمارين تقوية عضلات الجذع أيضاً على تثبيت العمود الفقري. وإذا لم يحدث أي تحسن بعد أربعة إلى ستة أسابيع، عليك بزيارة الطبيب.

4. شدّ العضلات

يحدث شد العضلات عند تمدّد أو تمزق العضلة، أو الوتر.

يحدث هذا عادة في الحياة اليومية، عند الانحناء، أو الالتواء أثناء الأعمال المنزلية، أو حمل أكياس التسوق. كما قد يكون السبب الإفراط في التدريب من دون راحة كافية، وحتى نقص التدريب.

ويمكن أن تؤدي العضلات غير المرنة، أو ضعيفة القوّة بسبب قلة الاستخدام، إلى شدّ عضلي عند الاستخدام العادي، مثل المشي. وربما يؤدي كل من شدّ العضلات وتمزقها إلى كدمات، وتورم، وتشنجات عضلية. وقد تشعر أيضاً بـ«فرقعة» أو تمزق أثناء الإصابة، وألم. حتى في حالة الراحة، قد تشعر بألم في العضلة.

ويوصي الأطباء بتقنية: الحماية، الراحة، وضع الثلج، الضغط، الرفع، والتي يُمكن أن تُساعد على تخفيف الألم والالتهاب خلال الأيام الأولى من التعافي. يمكنك أيضاً تجربة منتج مثل جل التجميد العميق.

مع بدء تحسّن العضلة، من الهام تحريكها. ويتولى أخصائي العلاج الطبيعي تقديم المساعدة والمشورة.

5. هشاشة العظام

هشاشة العظام هي حالة تصبح فيها العظام أضعف وأكثر هشاشة، ويمكن أن تؤدي إلى كسور انضغاطية في الفقرات، بخاصة في العمود الفقري، ما قد يؤدي إلى ألم مفاجئ، أو مستمر، في الظهر.

قد تحدث هذه الكسور نتيجة للسقوط الطفيف، أو رفع الأشياء الثقيلة، أو حتى السعال أو العطس.

وهشاشة العظام، هي أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعاً في العالم، وغالباً ما تتطور بصمت، وقد لا تُشخَّص إلا بعد حدوث كسر.

ويُعد اختبار كثافة العظام أمراً أساسياً للكشف المبكر، بخاصة إذا كنت أكثر عُرضة للخطر، مثل النساء بعد انقطاع الطمث، أو من لديهن تاريخ عائلي للإصابة بهذه الحالة.

وعلى الرغم من أنه لا يمكن الشفاء تماماً من هشاشة العظام، إلا أنه بالإمكان إبطاء تفاقمها، ما يقلل من خطر الإصابة بالكسور.

ويوصي الأطباء بزيادة تناول الكالسيوم، والمغنيسيوم، وفيتامين د، وفيتامين ج، والمعادن النزرة مثل النحاس، والزنك، والمنغنيز، والتي تعزز جميعها صحة العظام.

وتُعد تمارين المقاومة أيضاً من أفضل الطرق لتحسين كثافة العظام. والحركة العامة، كالمشي، مفيدة، أيضاً.

مجلة كل الأسرة

6. وضعية الجسم السيئة

قد تُسبب وضعية الجسم السيئة ضغطاً كبيراً على العضلات والأنسجة الرخوة، مثل الجلوس مُنحنياً على المكتب، أو النظر إلى الشاشة لفترات طويلة، فيؤدي هذا إلى توتر في أعلى وأسفل الظهر، والرقبة، والكتفين.

كما أن الاستناد على ساق واحدة، أو تقوّس الكتفين قد يؤدّيان إلى اختلالات في التوازن مع مرور الوقت، ما يُسهم في الشعور بعدم الراحة.

عند الجلوس، استخدم كرسيا مزوداً بدعامة ظهر جيدة للحفاظ على الانحناء الطبيعي لأسفل ظهرك.

اجلس في وضع مستقيم وتجنب الانحناء أو الميل إلى جانب واحد.

وحافظ على قدميك مسطحتين على الأرض، ومرفقيك بزاوية 90 درجة، مع جعل ساعديك موازيين للأرض.

انهض وتحرك كل ساعة، وقم ببعض تمارين التمدّد البسيطة لتجنب التيبّس والحفاظ على حركة المفاصل.

عند الوقوف، قف مستقيماً مع إرجاع كتفيك للخلف. وتجنب الانحناء؛ بدلاً من ذلك، شغّل عضلات جذعك، مع شدّ أسفل بطنك برفق.

حافظ على قدميك متباعدتين بعرض الكتفين، ووزنك متوازناً على مقدمة قدميك، مع ثني ركبتيك قليلاً.

اقرأ أيضاً: 16 عادة خطرة في حياتك اليومية تدمر مفاصلك من دون أن تدري