10 سبتمبر 2025

أمراض قد يسببها العمل المكتبي... كيف نتجنبها؟

رئيس قسم الشباب في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

سواء كان الأمر يتعلق بتنظيم الملفات، أو بالعمل طيلة النهار أمام الشاشات، أو بالاستجابة المتميّزة للتكليف بمهام إضافية، أو بالتنقل خارج المكتب بسبب متطلبات العمل... يبقى النشاط المكتبي عملاً مرهقاً، ويزداد خطورة كلما كان العمل يفتقد إلى التنظيم.

وللوقاية من هذه المخاطر، لا بد من تحديد أسبابها وتحليلها، واتّباع الإجراءات التي تمنع حدوثها.

نصائح لتجنب الأمراض المكتبية

إن للجلوس ثماني ساعات يومياً، عواقب على الصحة البدنية والنفسية للموظف. إليك نصائح لتجنب مختلف الآلام والأوجاع:

عادة، عندما يجري الحديث عن «مشكلات الصحة المهنية» نميل إلى التفكير في الأشخاص الذين يعملون في وظائف شاقة، مثل أولئك الذين يعملون في النوبات الليلية، أوالذين يعملون في مواقع البناء، صيفاً وشتاء، أو أولئك الذين يتعاملون مع مواد ومنتجات خطرة. وإذا كانت هذه المهن بالفعل تُشكل مخاطر صحية، فإن العمل المكتبي ليس استثناء. هذا ما توضحه الدكتورة «ماريانجيلا دي مورايس بيريس»، المفتشة الطبية ومنسقة استشارات الصحة المهنية في المكتب الكانتوني للتفتيش وعلاقات العمل (OCIRT)، في جنيف، إذ تقول: «أجسامنا ليست مهيأة للجلوس لساعات طويلة، بل للحركة، فالجسم لا يُحب الثبات في مكان واحد. والجلوس لفترات طويلة يسبب ضغطاً متزايداً على الفقرات، ويُضعف العضلات. كما يُمكن أن يُبطئ الدورة الدموية. وهذا يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بآلام الظهر، واضطرابات الجهاز العضلي-الهيكلي، والدورة الدموية، وغير ذلك».

مجلة كل الأسرة

تحرك قليلًا كل ساعة

يشكل نمط الحياة الخامل مدخلاً لزيادة الوزن، مع كل المخاطر التي قد يسببها ؛ مثل السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وحتى بعض أنواع السرطان. ومع الأسف، لا تساعد ممارسة الرياضة في عطلة نهاية الأسبوع وحدها، على تجنّب آثار الجلوس ثماني ساعات يومياً، والتي قد يزيدها ضرراً قضاء المساء أمام شاشة التلفزيون، أو متابعة السوشيال ميديا في الهاتف. وفي هذا الإطار، تقول الدكتورة دي مورايس بيريس: «يحتاج الجسم كي يُعوّض ما يفتقده من حركة بسبب ساعات الجلوس الطويلة، إلى ممارسة 60 دقيقة من النشاط البدني المُكثّف يوميًا! وهذا أمر صعب للغاية. مع ذلك، يُمكن أن نحرك أجسامنا قليلاً كل ساعة. ولهذه الغاية، يجب أن يكون مكان العمل مجهزاً بشكل صحيح، كالمكاتب القابلة للتعديل على سبيل المثال، من أجل الوقاية من اضطرابات الجهاز العضلي-الهيكلي. كما يجب على أصحاب العمل توعية الموظفين بأهمية الحركة، وكذلك تنظيم المساحات بشكل يسمح للجميع بالحركة بحريّة داخل المكاتب!».

مجلة كل الأسرة

المعدّات والعادات الجيدة

يتفق أخصائيو العلاج الطبيعي مع هذا الرأي، فهم يرون أنه من الجيد أن يوفر أصحاب العمل ما يؤمّن الراحة للموظفين، مثل كرات التمرين، أو المكاتب القابلة للتعديل، لكن على الموظفين أيضا أن يتعلموا كيف يهتمون بصحتهم، ذلك أن معظم الناس يظنون أن عليهم ممارسة الرياضة، وأن هذا يكفي، لكن الأهم من ذلك الحركة بانتظام. وهذا لا يعني بالضرورة الركض أو الهرولة، فالاعتناء بالزرع في الحديقة، مثلاً، أو مجرد التنزه مع الأصدقاء يفيد الجسم كثيراً.

الآثار النفسية للعمل المكتبي

قد يكون للعمل المكتبي آثاره السلبية في الصحة النفسية أيضاً، خصوصاً في المكاتب المفتوحة، حيث يزيد الضغط النفسي والضوضاء، كما قد يشعر بعض الموظفين بالحرج من المراقبة المستمرة. ولضمان الحماية الصحية في المكاتب، لا بد من مراعاة جوانب أخرى أيضاً، مثل مساحات سطح العمل، ودرجة الحرارة المحيطة، والإضاءة، والحماية من الأصوات العالية. ولتحقيق هذه الغاية، يتفق الخبراء على أنه على أصحاب العمل الاستعانة بالمتخصصين لضمان استفادة العامل من وسائل الراحة الممكنة، كلّ واحد وفق احتياجاته ومتطلبات عمله.

مجلة كل الأسرة

نصائح لزيادة الحركة في العمل

للحفاظ على لياقتك البدنية رغم العمل المستقر، يقدم أخصائيو العلاج الطبيعي نصائح بسيطة يمكن تطبيقها على كل حالة على حدة:

1- قف لمدة خمس دقائق على الأقل كل ساعة، وامشِ بضع خطوات، كأن تذهب مثلاً إلى آلة التصوير، أو لزيارة زميل في مكتب آخر.
2- استخدم الدرج بدلاً من المصعد عند التنقل في المؤسسة.
3- حرك كاحليك، ومدّد عضلاتك، ارفع ساقيك وقم ببعض الحركات، كثني الركبتين لتقوية العضلات وتنشيط الدورة الدموية.
4- ارتدِ جوارب ضاغطة عند الجلوس لفترات طويلة.
5- استخدم مكتباً قابلاً للتعديل، إن وجد، وبدّل وضعك بين الوقوف والجلوس.
6- استخدم كرة رياضية بدلاً من كرسي المكتب؛ فهذا يُجبرك على الحفاظ على وضعية جيدة ويحدُّ من توتر أسفل الظهر.
7- خصص 30 دقيقة للنشاط البدني ثلاث مرات أسبوعياً، وخصص وقتاً لنفسك. وأوقف سيارتك بعيداً عن موقع العمل.