01 سبتمبر 2025

هل تعلم ماذا يحصل لطفلك عندما تصرخ فيه؟

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

يمكن أن يكون الصراخ في الأطفال ضارّاً مثل ضربهم، لأن الصراخ مع الإهانات اللفظية، يُعد إساءة عاطفية. قد تشعر بالغضب في مواقف ربما تجعلك تفقد أعصابك، مثلاً، عندما تعود من العمل وتفاجأ بفوضى طفلك في كل مكان من المنزل، من أوساخ، إلى بقع على السجاد والأثاث.. ولكن على الرغم من كل هذا، فإن الصراخ في طفلك ليس بالشيء الصحيح أبداً، وستعرف في ما يلي السبب.

لماذا يصرخ الآباء في أطفالهم؟

قد يصرخ الآباء في أطفالهم عندما يشعرون بالتعب، والإرهاق، والغضب. وربما يجدون في هذه الثورات من الغضب والإحباط، متنفساً يجعلهم أكثر راحة. ولكن يجب أن تفهم أن الصراخ هو حل قصير المدى للتعامل مع السلوك السيئ للطفل. صحيح أن الطفل سيتوقف عن السلوك السيئ، ما يمنح الأب ، أو الأم، بعض الراحة، ولكنها راحة مؤقتة، وعلى المدى الطويل سيستخدم الطفل سلوكاً مغايراً في الشكل، ولكن مشابهاً في التعبير.

لا يصرخ معظم الآباء عن قصد، إذ يفقدون أحياناً السيطرة على أعصابهم وكلماتهم، عندما يشعرون بالتعب، أو يرون أن هناك مزيداً من العمل بانتظارهم بسبب سلوك أطفالهم. في مثل هذه الأوقات، قد يبدو الصراخ في الأطفال هو الحل السهل، لأنهم صغار، ولن يجادلوا، أو يردّوا.

مجلة كل الأسرة

الآثار السلبية للصراخ في طفلك

وفقاً للأطباء المختصين ، فإن الصراخ يؤثر في الأطفال على مستويين: الوعي واللاوعي. ففي الوعي قد يشعر الطفل بأنك لا تحبه، أو لا تهتم به، وفي اللاوعي قد يعتقد أنه «طفل سيئ»، بدلاً من أن يفهم أنه فعل شيئاً خاطئاً.

الصراخ في الطفل هو أسلوب قاسٍ لتأديبه، ويمكن أن يكون له تأثير نفسي سلبي عميق فيه. وفي ما يلي بعض الآثار السلبية للإساءة اللفظية بحق الطفل:

1- يجعله يتصرف بشكل أسوأ

في حين أن الصراخ يمكن أن يجعل طفلك يتوقف عن أي شيء يفعله، فإنه سيخلق المزيد من المشاكل، لك وله، في المستقبل. يبحث الأطفال دائماً عن طرق جديدة لاستكشاف الأشياء. لذا، إذا صرخت فيهم لمنعهم من القيام بشيء معين، فقد يلتقطون شيئاً أكثر خطورة في المرة القادمة، ما سيجعلك تصرخ أكثر، وبالتالي سيصبح الوضع حلقة مفرغة. كما أن احتمالية استماع الطفل إليك بعد بلوغ سنّ معينة سيكون أقلّ بكثير، وربما يؤدي الصراخ في الطفل أيضاً، إلى إثارة العدوانية حيث سيسعى للدفاع عن أفعاله، ما يؤدي إلى المزيد من السلوك السيئ.

2- يغيّر في الدماغ

الصراخ هو نتيجة لعدة مشاعر سلبية. وتقصف هذه الأفكار السلبية كيمياء دماغ طفلك. بشكل عام، يعالج الدماغ البشري الأفكار السلبية، ويتمسك بها أكثر من الأفكار الإيجابية. ويمكن أن يسبب الصراخ المتكرّر تغييرات كبيرة في دماغ طفلك النامي.

3- يسبب الاكتئاب

الأطفال الذين يتعرضون للصراخ بشكل متكرّر يصابون بانخفاض احترام الذات، ويعانون نقص الثقة، ما قد يؤدي إلى ضعف الأداء. ويعتقدون أنهم غير أكفاء في أداء الأنشطة المختلفة، ويطورون صورة ذاتية سيئة. نتيجة لذلك، هم أكثر عرضة لانخفاض احترام الذات، والمعاناة من الاكتئاب، حتى مرحلة البلوغ، وربما يؤدي إلى مشاعر مستمرة من انعدام الأمن، والانسحاب، والعزلة عند البلوغ.

4- يؤثر سلباً في الصحة

يسبب الصراخ التوتر لدى الأطفال، ويؤثر في صحتهم البدنية. وفي بعض الحالات، يمكن أن يسبب الصراخ مشاكل صحية طويلة الأمد. قد يعاني بعض الأطفال التهاب المفاصل، ومشاكل الظهر والرقبة، والصداع الشديد، وما إلى ذلك. وقد تستمر هذه الأعراض حتى مرحلة البلوغ، ما يجعل الحياة صعبة بالنسبة إليهم.

5- يخلق عقداً اجتماعية

يمنع الصراخ المتكرّر التواصل الجيد، مما يجعل من الصعب على الأطفال التعبير عن المشاعر، والتطور اجتماعياً. وقد يؤدي هذا إلى صعوبات في تحديد الاحتياجات والمشاعر، ما يؤدي إلى التعامل غير السليم، أو غير الصحي، مثل الانسحاب، أو العدوانية. وتستمر هذه التحدّيات حتى مرحلة البلوغ، ما يؤثر في العلاقات الشخصية، والمهنية، ويعيق التواصل الفعال والتفاعلات الاجتماعية.

6- يخلخل روابطهم العاطفية

يؤدي الصراخ المنتظم إلى إتلاف الرابطة بين الوالدين والطفل، ما يؤدي إلى انعدام الأمان الذي يستمر حتى مرحلة البلوغ، ويعيق تكوين علاقات صحية. قد يجد البالغون، الذين لديهم تاريخ من التنشئة المضطربة، صعوبة في إقامة علاقات مرضية. ويمكن أن يؤدي هذا إلى نمط من الدخول بشكل متكرر في علاقات غير صحية، حيث تستمر أنماط التعلق المضطربة في وقت مبكر من الحياة في التأثير بقدرتهم على تكوين، والحفاظ على روابط عاطفية ذات مغزى.

ماذا يمكنك أن تفعل بدلاً من الصراخ في طفلك؟

إذا شعرت بثقل الشعور بالذنب بعد الصراخ في أطفالك، وأنت في نوبة غضب، فهناك طرق يمكنك من خلالها تعديل سلوكك، والبحث عن بدائل. ونظراً لأنك شخص بالغ، ولديك سيطرة أكبر على عواطفك، مقارنة بأطفالك، فيمكنك تحقيق هذه البدائل باليقظة، والممارسة المستمرة. وبينما تمارس هذه الأشياء، يتعلم أطفالك أيضا كيفية إدارة غضبهم.

1- عدّ حتى 10

كلما شعرت بارتفاع مستوى غضبك، خذ نفساً عميقاً، واستدر بعيداً عن طفلك، وعدّ حتى 10. هذه واحدة من أكثر الطرق فعالية لكسر سلسلة أفكارك، والتحكم في غضبك.

2- تحدث عن الغضب

الغضب هو عاطفة شائعة جداً، ويجب أن تتحدث مع أطفالك عنها. أخبرهم كيف يأتي، وماذا يفعلون عندما يحدث. يمكنك أيضاً مناقشة المشاعر السلبية الأخرى، بما في ذلك الخجل، والحزن، والغيرة، والتي غالباً ما تصاحب الغضب.

3- كن هادئاً ولكن حازماً

عدم الصراخ في الأطفال لا يعني أنه يجب عليك التوقف عن تأديبهم. إنهم ما زالوا صغاراً جداً لمعرفة الصواب من الخطأ. بدلاً من الصراخ فيهم، يمكنك اختيار أن تكون هادئاً، ولكن حازماً أثناء إعطائهم التعليمات الصحيحة.

4- العواقب بدل العقاب

بدلاً من تهديد أطفالك بالعقاب، استخدم العواقب لإعادة السلوك الجيد. ستضمن العواقب الصغيرة، ولكن العادلة، مثل حرمانهم من الألعاب أو تقييد وقت الشاشة، سلوكاً أفضل في المستقبل من دون الحاجة إلى اللجوء إلى الصراخ. سيعلّم هذا أيضاً الأطفال أن السلوك السيئ له عواقب.

5- حدّد المحفزات الخاصة بك

عادة ما تغضب عندما يحفزك شيء ما. قد يكون التعب، أو يوم عمل سيئ، أو قلة النوم، أو بكاء طفل مستمراً، أو قائمة طويلة من الأعمال المنزلية، أو حتى غرفة معيشة غير مرتّبة. الأمر متروك لك للتعرف إلى ما يحفز غضبك، وإبعاد نفسك عن أطفالك عندما تشعر بالانزعاج. انسحب واقضِ بعض الوقت الهادئ بمفردك للاسترخاء.

6- انتظر حتى تهدأ

لن يوصلك الصراخ إلى أيّ مكان، قد يثير غضب أطفالك فقط. بدلاً من ذلك، هدئ نفسك أولاً، وتحدث معهم عندما تكون مشاعرك تحت السيطرة فقط. بهذه الطريقة، يمكنك إيصال رسالتك بشكل أكثر فعالية، وسيتعلم أطفالك أيضاً أن الصراخ لا ينجز الأشياء.

7- كن واقعياً

أحيانا تتجاوز توقعاتنا الواقع، وينتهي بنا الأمر إلى الغضب والصراخ في أطفالنا. ومع ذلك، من الأفضل أن تكون توقعاتك واقعية مع الأطفال. لا يمكنك أن تتوقع من طفلك المندفع أن يتصرف بشكل جيد عندما يكون في الخارج، ثم تغضب لأنه لم يفعل ذلك.

8- اجعل الأمر أسهل عليهم

يحدث أحياناً، مثلاً، أن يحاول طفلك رفع كوب ماء أو شاي، من الطاولة فينتهي الأمر بحادث، حيث ينسكب على الأرض، أو السجادة. بدلاً من الصراخ في الطفل، حاول التفكير من وجهة نظر طفلك، وترتيب الأمور بحيث يسهل عليه التعامل معها، من دون صعوبة كبيرة.

9- فكّر في صفاته الإيجابية

عندما يفعل طفلك شيئاً يثير غضبك، فكّر في صفاته الإيجابية، التي ربما تكون صفات بسيطة، مثل قوله لك «صباح الخبر»، عند استيقاظه، أو محاولته مساعدتك كلما رآك تؤدي عملاً ما. سيساعدك تذكّر هذه الأشياء الإيجابية الصغيرة على التخلص من حدة غضبك، وستتمكن من التعامل مع الموقف بموضوعية.

10- اعرف من هو المخطئ

أحياناً، ينزعج الآباء من مشاكلهم الخاصة، إلى الحد الذي يجعلهم ينفثون غضبهم على أطفالهم. وهذا ما يسمى بالغضب غير المبرّر، وقد لا يفهم أطفالك حتى سبب صراخك فيهم. وعادة ما يمكن التعرف إلى هذا النوع من الغضب عندما تشتعل غضباً لأتفه الأسباب، وتصرخ لفترة طويلة جداً. حدّد أسباب غضبك، وسيطر على مشاعرك، واعرف المذنب الحقيقي.

11- أنشئ روتيناً

يحب الأطفال الروتين. إذا لم يكن لديك روتين بعد، فقد حان الوقت لوضع روتين في أقرب وقت ممكن. يمكنك تضمين تعليمات خطوة بخطوة للمهام حتى يتمكن أطفالك من إنهائها بسهولة. أصعب جزء في إنشاء روتين هو الالتزام به. ومع ذلك، إذا كنت مثابراً عليها فستقل فرص وقوع أطفالك في الأخطاء، وبالتالي صراخك فيهم.

12- قلل من الاحتكاك

عندما تكون هناك مشكلة مزمنة تحيط بموقف معيّن، فالأمر متروك لك لتقليل الاحتكاك. على سبيل المثال، إذا استغرق طفلك وقتاً طويلاً للاستعداد للمدرسة، وتسبب ذلك بصراخك فيه، حينذاك يمكنك التصرف وإيجاد حل. رتب ملابسه في الليلة السابقة كي يصل إليها بسرعة، اجعله يفرز ويرتب كتبه مسبقاً أيضاً. مثل هذه الأشياء الصغيرة تضع حداً للاحتكاك بينكما.

اقرأ أيضاً: طرق تساعد الأم على احتواء غضبها وصراخها