25 أغسطس 2025

5 مفاهيم شائعة خاطئة عن مضادات الاكتئاب

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

تُعدّ مضادات الاكتئاب من أكثر الأدوية الموصوفة شيوعاً لعلاج مشكلات الصحة النفسية، حيث تقدم راحة بالغة الأهمية لملايين الأشخاص حول العالم. ومع ذلك، وعلى الرغم من انتشار استخدامها، لا تزال هذه الأدوية موضع تضليل واسع النطاق.

قد تؤدي المفاهيم الخاطئة المتعلقة بمضادات الاكتئاب إلى الخوف، أو التردّد، أو تجنب العلاج، ما يمنع المحتاجين إليها من الحصول على الراحة من الحالة التي يعيشون فيها.

نتعرف هنا إلى المزيد حول بعض أكثر الخرافات شيوعاً حول مضادات الاكتئاب، ونكشف عن الحقائق العلمية وراء آلية عملها، ونسلط الضوء على أهمية اتخاذ قرارات مستنيرة في ما يتعلق برعاية الصحة النفسية:

الخرافة الأولى: مضادات الاكتئاب تزيد ببساطة من مستويات السيروتونين

من أكثر التفسيرات شيوعاً، وتبسيطاً لكيفية عمل مضادات الاكتئاب هي فكرة أنها «تعزز السيروتونين» في الدماغ. ومع أن العديد من مضادات الاكتئاب، بخاصة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، تؤثر في السيروتونين، إلا أن هذا ليس كل شيء.

تشير الأبحاث إلى أن مضادات الاكتئاب تؤثر في أنظمة نواقل عصبية متعدّدة، ويمكن أن تعزز اللدونة العصبية (قدرة الدماغ على التكيّف والتغيير)، وتكوين الخلايا العصبية (نمو خلايا دماغية جديدة).

هذا يعني أن مضادات الاكتئاب تساعد على خلق بيئة دماغية أكثر ملاءمة للشفاء من الاكتئاب، بدلاً من مجرّد تصحيح خلل محدّد.

مجلة كل الأسرة

الخرافة رقم 2: مضادات الاكتئاب ستغيّر شخصيتك

من المخاوف الشائعة أن مضادات الاكتئاب ستغيّر هوية الشخص، أو تضعف نطاقه العاطفي. وفي الواقع، يهدف العلاج الفعال بمضادات الاكتئاب إلى تقليل أعراض الاكتئاب، مثل الحزن المستمر، والتعب، واليأس، وليس إلى تغيير شخصية المصاب.

ووجدت الأبحاث القديمة أنه عندما تخفف هذه الأعراض، يشعر العديد من الأشخاص بتحسن حالتهم النفسية مرة أخرى.

مع ذلك، من الآثار الجانبية المحتملة، الشعور بـ«تبلّد المشاعر»، حيث يكون لدى الشخص مشاعر أقلّ حدّة. وفي حال حدوث ذلك، من المهم استشارة طبيبك بشأن تعديل دوائك لإيجاد علاج يلبي احتياجاتك.

الخرافة رقم 3: مضادات الاكتئاب تسبب الإدمان

غالباً ما تمنع المخاوف من الإدمان الناس من التفكير في تناول مضادات الاكتئاب. ومع ذلك، فإن هذا القلق يخلط بين مفهوم «الاعتماد» و«الإدمان».

على عكس المواد المسببة للإدمان، لا تسبب مضادات الاكتئاب الرغبة الشديدة، أو السلوك القهري. لا «يشعر الناس بالنشوة» عند تناولها، ولا يسعون لتناولها بجرعات متزايدة للحفاظ على تأثيرها.

صحيح أن بعض الأفراد يعانون أعراضاً شبيهة بأعراض الانسحاب، تعرف باسم «متلازمة التوقف»، إذا توقفوا فجأة عن تناول بعض مضادات الاكتئاب، ولكن، لهذا السبب يوصي أخصائيو الرعاية الصحية بالتوقف التدريجي عن تناول الدواء، وأن يكون تحت إشراف طبي، لكن هذه العملية عموماً لا تشبه التخلّص من الإدمان.

مجلة كل الأسرة

الخرافة رقم 4: مضادات الاكتئاب علاج سريع أو دواء «منقذ»

يفترض الكثيرون أن مضادات الاكتئاب توفر راحة فورية، لكن في الحقيقة معظمها يستغرق وقتاً، غالباً عدة أسابيع، حتى يصبح فعالاً تماماً. إنها ليست محسّنات مزاجية طارئة، أو مثبتات فورية للمزاج، بل هي جزء من استراتيجية علاجية أوسع، وطويلة الأمد.

عادة ما تتضمن خطة التعافي المستدام من الاكتئاب عناصر عدّة، منها:

  • العلاج
  • تعديلات نمط الحياة
  • الدعم الاجتماعي

باختصار، مضادات الاكتئاب ليست علاجاً شاملاً، ولكن، عند استخدامها كجزء من نهج شامل، يمكنها تحسين جودة الحياة بشكل كبير.

مجلة كل الأسرة

الخرافة رقم 5: يعاني الجميع الآثار الجانبية نفسها

غالبا ما تُناقش الآثار الجانبية بشكل عام، يشمل جميع المصابين، وهذا الأمر قد يكون مضللاً. ففي الواقع، تختلف تجارب الناس مع مضادات الاكتئاب بشكل كبير، من شخص إلى آخر. فهناك عوامل عدّة، مثل الوراثة، والعمر، والتمثيل الغذائي، والأدوية الأخرى، تؤثر جميعها في كيفية تفاعل الشخص مع دواء معين.

وقد يعاني بعض الأفراد آثاراً جانبية، مثل الغثيان، أو تغيّرات الوزن، أو اضطرابات النوم، بينما لا يلاحظها آخرون على الإطلاق.

إذا لم يُجدِ أحد مضادات الاكتئاب نفعاً، أو تسبب بآثار جانبية، فهناك العديد من الخيارات الأخرى التي يمكن تجربتها، ويمكن إدارة معظم الآثار الجانبية بمساعدة أخصائي رعاية صحية.

مراجعة سريعة

كثيراً ما يُساء فهم مضادات الاكتئاب، لكنها قد تكون أدوات قيّمة في إدارة الاكتئاب. فمن خلال تصحيح المفاهيم الخاطئة الشائعة، والاعتماد على معلومات مثبتة علمياً، يمكننا المساعدة على الحدّ من الوصمة المرتبطة بالاكتئاب، وتسهيل الخيارات العلاجية المناسبة.

علاج الصحة النفسية ليس حلاً واحداً يناسب الجميع، وفهم الدور الحقيقي لمضادات الاكتئاب يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في كيفية تعاملنا مع العلاج.

فإذا كنت تعاني الاكتئاب، فمن الهام ألّا تدع المعلومات المضللة تعيقك عن استكشاف خياراتك المتاحة. قد يكون التحدث مع أخصائي الخطوة الأولى نحو إيجاد الدعم المناسب.

اقرأ أيضاً: هل تؤثّر مضادات الاكتئاب في الجنين؟.. علماء يتوصلون للإجابة