14 أغسطس 2025

أسباب سلس البول بعد سن الستين.. وكيف تتعاملين معه؟

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

يُعد سلس البول مشكلة شائعة ومزعجة، في كثير من الأحيان، بخاصة بين البالغين فوق سِن الستين.

وعلى الرغم من أن هذه الحالة ليست جزءاً لا مفر منه بسبب التقدم في السّن، إلا أن احتمالية الإصابة به تزداد مع التقدم في السن، متأثرة بمجموعة من العوامل، الجسدية والطبية، ونمط الحياة.

ولكن لحسن الحظ، أنت لست مجبرة على تقبّل سلس البول مع التقدم في السّن، بل يمكنك التعامل معه بفعالية، أو حتى عكس مسار هذه الحالة.

نستعرض في ما يلي الأسباب الجذرية لسلس البول، وبعض الاستراتيجيات الفعالة لإدارة هذه المشكلة الشائعة، والوقاية منها.

ما هو سلس البول؟

سلس البول هو عدم القدرة على حبس البول فيخرج تلقائياً في الأوقات التي لا تكونين فيها بحاجة إلى التبول.

هناك العديد من العوامل التي قد تُسهم في ذلك، ولكنه غالباً ما يكون نتيجة لفرط نشاط المثانة، أو سلس البول الإجهادي.

وفرط نشاط المثانة هو انقباض عضلة المثانة في وقت الراحة، ما يُؤدي إلى خروج البول من دون رغبة الشخص في التبول.

أما سلس البول الإجهادي، فيحدث عندما تكون العضلات المحيطة بالإحليل ضعيفة، أو متضررة. والإحليل هو الأنبوب الذي يربط المثانة بالعالم الخارجي.

على سبيل المثال، عندما يكون هناك ضعف في قاع الحوض، لا يعمل «صمام الإيقاف» بكفاءة كما ينبغي. لذلك، في حالات زيادة الضغط على قاع الحوض، مثلاً عند السعال، أو الضحك، أو العطس، أو الجري، فقد يؤدي ذلك إلى تسرّب البول.

مجلة كل الأسرة

التغيّرات الفسيولوجية المُصاحبة للشيخوخة التي تُسهم في سلس البول

ترقق المثانة

عند النساء بعد انقطاع الطمث، ومع نقص هرمون الإستروجين، يصبح المهبل وقاعدة المثانة «ضامرين»، ورقيقين، وأكثر عرضة للتهيّج.

انخفاض سعة المثانة

تتناقص سعة مثانتنا مع التقدم في السّن، وينخفض ​​معها عدد مرات النوم. لذا، نواجه مشكلة مزدوجة، حيث لا تمتلئ مثانتنا كما كانت من قبل، وعندما تبدأ بالامتلاء، (وهو ما يحدث حتى أثناء الليل)، تقل جودة النوم، وهذا يدفع الكثيرات إلى الاستيقاظ عدّة مرات للتبول أثناء الليل.

الأدوية

ارتفاع ضغط الدم والسكّري يمكن أن يؤثرا في المسالك البولية، وكذلك الأدوية التي تتناولينها لعلاج هاتين المشكلتين الصحيتين. على سبيل المثال، العديد من أدوية خفض ضغط الدم (المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم) هي أيضاً مُدِرّات للبول، ما يزيد من التبول، ويجعلك تضطرين للذهاب إلى الحمام أكثر.

اضطراب الأمعاء

كبار السّن هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب الأمعاء والإمساك، والإمساك يُفاقم سلس البول بشكل ملحوظ.

5 طرق للتعامل مع سلس البول وأحياناً الوقاية منه

1. حافظي على لياقتك

من أفضل الطرق للوقاية من سلس البول هو الحفاظ على لياقتك البدنية، قدر الإمكان، عند الدخول في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث/انقطاع الطمث. واحرصي على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. فالحفاظ على لياقة بدنية عامة يساعد على تعزيز صحة الجهاز العضلي الهيكلي، وهذا يعني أيضاً عدم السماح لمشكلات الحركة بالتأثير في الوقت الذي يستغرقه الوصول إلى المرحاض.

2. جرّبي تمارين قاع الحوض

تمارين قاع الحوض ممتازة لجميع الفئات العمرية، بخاصة لمن يدخلن مرحلة انقطاع الطمث، وهي من أفضل الطرق لمنح أنفسنا وقتاً إضافياً للذهاب إلى الحمام. وينصح الأطباء بطلب الإرشاد في هذا الشأن من معالج مؤهل، بدلاً من مشاهدة فيديوهات على الـ«يوتيوب».

3. اطلبي مساعدة متخصصة

سلس البول حالة سيئة للغاية، ويمكن أن تؤثر سلباً في جودة حياتك. فهو يحدّ من أنشطتك ومتعتك، وقد يُسبب لكِ عزلة اجتماعية، ولكن يمكن القضاء على كل هذه الأمور تماماً من جذورها بالتدخل في الوقت المناسب.

استشيري طبيباً مختصاً في هذا المجال، ويمكنه مساعدتك في معرفة سبب المشكلة، وتقديم نصائح مخصصة لكِ حول الأدوية، وخيارات الجراحة، وتغييرات نمط الحياة. كما أن زيارة طبيب أمراض النساء والمسالك البولية بانتظام، تعني أيضاً إمكانية اكتشاف حالات مثل هبوط الرحم، والتي قد تُفاقم سلس البول، بشكل أسرع.

4. ناقشي تأثير دوائك

احرصي على مناقشة الطبيب حول إمكانية تأثير الأدوية التي تتناولينها في حالة سلس البول، ولا تتردّدي في سؤاله عن احتمالية تعديل هذا الدواء ليتناسب مع حالتك. وغالباً ما يُجدي هذا الأمر نفعاً، لأن من المفترض أن يبقي الطبيب تحسن حالة المريض في محور كل النقاشات.

5. تجنبي مُهيِّجات المثانة

يوصي الأطباء، بانتظام، النساء بضرورة الانتباه إلى تجنب الأطعمة والمشروبات التي تُسبب تهيّج المثانة. وعلى رأس القائمة المشروبات الغازية، والأطعمة الحامضة، والكافيين، والخل، والفواكه، والمشروبات الحمضية.