إذا كنت تتبع نمط حياة صحياً ولكن مستوى الكوليسترول لديك لا يزال مرتفعاً، فقد تكون العوامل البسيطة والمدهشة التي نستعرضها هنا هي السبب، لذلك من الهام للغاية التعرف إليها، من أجل تعلّم كيفية السيطرة على ارتفاع الكوليسترول.
يعاني الملايين في العالم ارتفاع الكوليسترول، والنسبة تبدو في ارتفاع لأسباب عدّة، منها وأبرزها أسلوب الحياة العصرية الذي يتبعه الكثيرون. وإذا كنت واحداً منهم، فلا شك في أنك سمعت بأهمية اتّباع عادات صحية، مثل اتّباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة. ويمكن أن يساعد ذلك على خفض مستوى الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL أو الضار)، والدهون الثلاثية، وهي نوع من الدهون الموجودة في الدم، إضافة إلى المساعدة على رفع مستويات الكوليسترول عالي الكثافة (HDL أو الجيد).
أهم أربعة أشياء يمكنك القيام بها لخفض الكوليسترول، هي:
- ممارسة الرياضة
- النظام الغذائي
- تجنب التدخين
- الحفاظ على وزن صحي
وعلى الرغم من أهمية هذه التغييرات في نمط الحياة للمساعدة على إدارة ارتفاع الكوليسترول، إلا أنها ليست كافية دائماً للجميع. إضافة إلى ذلك، قد تكون هناك بعض الأسباب غير المتوقعة التي تُعيق جهودك.
أسباب غير واضحة لارتفاع الكوليسترول
إذا كنت تبذل قصارى جهدك لخفض مستوى الكوليسترول لديك، ولكن لا تزال مستوياته مرتفعة، فاعلم أنك لست وحدك.. إليك بعض الأسباب الأكثر شيوعاً لارتفاع مستوى الكوليسترول والتي يجهلها الكثيرون:
لديك خطر وراثي للإصابة بارتفاع الكوليسترول
إذا كنت من الأشخاص الذين يتّبعون نمط حياة صحياً نسبياً، وكانت مستويات الكوليسترول لديك مرتفعة، فمن المحتمل أن يكون لديك عامل وراثي يؤدي إلى ارتفاع الكوليسترول. ويُعد فرط كوليسترول الدم العائلي حالة وراثية تؤدي إلى تراكم الكوليسترول في مجرى الدم.
وبمجرد تشخيص إصابتك بارتفاع الكوليسترول، قد يصف لك طبيبك دواء يُسمى الستاتين، وهو دواء يُعيق إفراز مادة يستخدمها جسمك لإنتاج الكوليسترول. وتُساعد أدوية الستاتين على خفض كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، ما يُقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، أو الوفاة بسبب نوبة قلبية. ولدى الأشخاص المصابين بفرط كوليسترول الدم العائلي، يُمكن أن يُقلل العلاج بالستاتين من خطر الوفاة بأمراض القلب بنسبة 76%، وفقاً للأبحاث.
اتّباع نظام غذائي عصري
ينبغي على الأشخاص الذين يُعانون ارتفاع الكوليسترول تجنب اتبّاع نظام الكيتو الغذائي، وهو نظام غذائي غني بالدهون، ومنخفض الكربوهيدرات، ويُروّج له لفقدان الوزن. كما قد يؤدي الإفراط في تناول اللحوم في نظامك الغذائي إلى زيادة تناولك للدهون المشبعة، ما قد يرفع مستويات الكوليسترول لديك، وفقاً لجمعية القلب الأمريكية. ويقول الخبراء إن أكثر الأنظمة الغذائية فعالية لخفض الكوليسترول هو اتّباع نظام غذائي نباتي، حيث تُقلل من تناول الكوليسترول في نظامك الغذائي. ووجد تحليل تلوي لـ 30 دراسة سابقة نُشرت في مايو 2023 في مجلة القلب الأوروبية، أن الأنظمة الغذائية النباتية، أو النباتية الصرفة، يمكن أن تخفض الكوليسترول السيئ بنسبة 20%، ما يعادل ثلث تأثير تناول أدوية خفض الكوليسترول، مثل الستاتين، وفقاً للجمعية الأوروبية لأمراض القلب. وإذا كنت لا تزال ترغب في تضمين اللحوم في نظامك الغذائي، فالتزم بالبروتينات الخالية من الدهون، مثل الدجاج، والديك الرومي، والأسماك.
لديك دهون مخفية في نظامك الغذائي
مع أن خفض الكوليسترول أمر منطقي، إلا أن هذا ليس الجانب الوحيد لاتّباع نظام غذائي صحي للقلب. من المهم أيضاً الحد من الدهون المشبعة، والدهون المتحولة، وكلتاهما ترفع الكوليسترول السيئ. قلل من هذه الدهون غير الصحية بتناول كميات أقل من اللحوم الحمراء، والمصنعة (مثل النقانق)، والزبدة، ومنتجات الألبان كاملة الدسم. وللشعور بالشبع، أضف أطعمة تحتوي على دهون «جيدة»، مثل الزيوت النباتية، والمكسرات، والبذور، والأسماك إلى نظامك الغذائي.
النظام الغذائي وحده
اتّباع نظام غذائي صحي ضروري، ولكنه قد لا يكون كافياً، بخاصة إذا كنتَ مُهيأ وراثياً لارتفاع الكوليسترول، أو إذا شُخِّصتَ بفرط كوليسترول الدم الوراثي. إذ مع التغييرات الغذائية، يُمكنك توقع انخفاض بنسبة 5 إلى 10% في مقدار خفض الكوليسترول لديك، ولكن النتائج مُتفاوتة. كما أن ممارسة الرياضة، وربما الأدوية، هامّة أيضاً.
أنت لا تُحضّر طعامك بنفسك
عندما تتناول الطعام في الخارج، فأنت لا تتحكم تماماً في نظامك الغذائي، وحتى لو كنتَ تحاول اتخاذ خيارات صحية، فأنت لا تعرف كيفية طهو هذا الطعام، أو المكونات المُستخدمة فيه. إضافة إلى ذلك، قد يكون التحكم في الكميات أكثر صعوبة. وتقول جمعية القلب الأمريكية إن أسهل طريقة لضمان التزامك بنظام غذائي صحي للقلب، هي تحضير الطعام بنفسك، وجعل وجبات المطاعم مُتعة بين الحين والآخر.
أنت لا تُمارس النوع الصحيح من التمارين الرياضية
مع أن أيّ نشاط بدني مفيد، إلا أن التمارين الهوائية، أو تمارين القلب والأوعية الدموية هي ما ثبتت فعاليتها في خفض مستوى الكوليسترول السيئ، ورفع مستوى الكوليسترول الجيد، وفقاً للكلية الأمريكية للطب الرياضي. فكّر في المشي، أو ركوب الدراجات، أو السباحة، أو الأنشطة الخفيفة، أو أيّ أنشطة أخرى مفيدة لصحة القلب يمكنك ممارستها بكثافة معتدلة. يمكنك أيضاً تجربة التدريب المتقطع عالي الكثافة.
تتناول أدوية ترفع الكوليسترول
بعض الأدوية المستخدمة لعلاج حالات أخرى، بما في ذلك الستيرويدات، والريتينويدات، والبروجستين، يمكن أن ترفع مستويات الكوليسترول. تأكد من أن جميع أخصائيي الرعاية الصحية على دراية بجميع الأدوية التي تتناولها. قد تكون هناك علاجات بديلة لن تؤثر في مستوى الكوليسترول لديك.
لا تتناول دواء الستاتين كما هو موصوف
لأدوية الستاتين تأثير كبير في إنقاذ الأرواح. ولكن لكي تكون فعالة، يجب تناولها بالضبط كما هو موصوف. إذا وُصفت لك أدوية الستاتين، فتأكد من معرفة موعد تناولها، والجرعة المناسبة.
قد لا تكون أدوية الستاتين فعّالة
هناك فئة من الأشخاص لا يستطيعون تحمّل أدوية الستاتين. وبالنسبة إلى الأشخاص الذين سبق لهم الإصابة بأمراض القلب، أو السكتة الدماغية، يمكن إضافة دواء يُسمى إيزيتيميب. كما تُعدّ الفايبرات، والراتنجات، والنياسين، خيارات للأشخاص الذين لا يستطيعون تناول الستاتين، وفقاً لدار نشر هارفارد الصحية، وكذلك حمض البيمبيدويك، وفقاً لعيادة كليفلاند. كما أن هناك فئة أخرى من الأدوية يُمكن استخدامها أيضاً للمساعدة على خفض مستوى الكوليسترول الضار (LDL)، وهي مثبطات PCSK9، ولكن يُنصح بها عموماً فقط للمرضى المعرضين لخطر كبير للإصابة بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية.
توقع ظهور النتائج مبكراً جداً
إذا أجريتَ، أخيراً، تغييرات في نمط حياتك، أو بدأتَ بتناول دواء، فقد يكون من السابق لأوانه رؤية النتائج. وتذكّر أن ارتفاع مستوى الكوليسترول لم يحدث بين عشية وضحاها، لذلك قد يستغرق الأمر بعض الوقت لخفضه إلى مستويات صحية. استمر في استشارة طبيبك واتباع خطة العلاج الخاصة بك لرؤية النتائج.
أنت تعتمد على الأدوية دون تغيير نمط حياتك
وجدت دراسة نُشرت في مجلة جمعية القلب الأمريكية، أن الأشخاص الذين يعانون ارتفاع الكوليسترول يميلون إلى زيادة الوزن، وممارسة الرياضة، بشكل أقل بعد وصف الستاتين لهم. وعلى الرغم من فعالية الستاتين وغيرها من أدوية خفض الكوليسترول، إلا أنها ليست الطريقة الوحيدة للتحكم في ارتفاع الكوليسترول. إذا كنت بحاجة إلى مساعدة على تغيير نمط حياتك، يمكن للطبيب تقديم التوجيه والدعم لك.
مراجعة سريعة
إذا كنت تبذل قصارى جهدك لخفض الكوليسترول لديك، بما في ذلك تغيير نمط حياتك، أو تناول الستاتين، ولكن وجدت أن هذا ليس كافياً، فتحدث إلى طبيبك. هناك العديد من العلاجات التي تساعد على التحكم في ارتفاع الكوليسترول، وتقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، ما يضمن لك التمتع بصحة جيدة لسنوات مقبلة.
اقرأ أيضاً: 6 أطعمة تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول