
هل سبق لك أن عانيت من ألم غريب جعلك تتردد في حجز موعد مع الطبيب؟ أو تساءلت عما إذا كان هذا الأمر بسيط أو إنه بحاجة إلى فحص على الأرجح؟
حياتنا العصرية المليئة بالإفراط في العمل، وقلة النوم، وضغوط الحياة العامة، لذلك تتفاقم مجموعة واسعة من الأعراض والعلامات غير العادية. ومع ذلك، هناك بعض الأمور التي، وإن بدت بسيطة، قد تتطلب استشارة طبية.
يحذر الكثير من الأطباء من تجاهل مجموعة واسعة من الأعراض ، نبرز هنا أبرزها وأكثرها شيوعا، التي إذا ما شعرت بها فعليك الانتباه لها ومراجعة الطبيب كي تشخص طبيعتها أو على الأقل تطمئن بخصوصها:
1- كثرة الذهاب إلى الحمام
يقول الأطباء إن الاستيقاظ في منتصف الليل للتبول أمر طبيعي تماما. ولكن إذا كنت تفعل ذلك مرتين أو ثلاث مرات في الليلة، كل ليلة، فقد يكون ذلك مؤشرا على مشكلة أكثر خطورة.
قد يكون كثرة التبول أحد أعراض مرض السكري، فعندما يكون مستوى السكر في الدم مرتفعا، فإن إحدى الطرق التي يحاول بها الجسم التخلص من السكر هي طرحه عبر البول، فخلال النهار تذهب إلى الحمام أكثر، ولكن في الليل غالبا ما تضطر إلى الاستيقاظ.
ومن العلامات الأخرى المرتبطة بهذه المشكلة والمثيرة للقلق، الشعور بالعطش وزيادة كبيرة في الشهية، لذلك فهي من الحالات التي تحتاج إلى فحص عاجلاً وليس آجلاً.

2- ألم في الليل
أي ألم يوقظك أثناء الليل قد يكون مشكلة. في حين أن الشد العضلي، أو الإصابات الجسدية، أو غيرها من المضايقات قد تعيق الشخص عن النوم، إلا أنه لا ينبغي أن تُزعجك أثناء النوم.
إذا كنت تستيقظ في منتصف الليل وأنت تعاني من صداع، فهناك مشكلة... لأننا عادةً لا نستيقظ مصابين بالصداع في منتصف الليل. إذا كان هذا هو ما يوقظك في الليل، فيجب أن تشعر بقلق أكبر حيال ذلك.
3- أعراض أخرى مع الصداع
الصداع شائع جدا، ولا ينبغي بالضرورة اعتباره مثيرا للقلق. ومع ذلك، إذا كان الصداع مصحوبا بأعراض أخرى مثل تغيرات في الرؤية، أو غثيان، أو وخز في الأطراف، أو ضعف، فقد تكون هذه علامة على وجود مشكلة عصبية.
يحذر بعض الخبراء من المسارعة إلى وصف الصداع المفاجئ والشديد بالصداع النصفي، ويوضحون أن الصداع النصفي هو في الواقع تشخيص ونمط محدد للغاية من الصداع، ويتطلب تقييما عصبيا، ومن الجيد أن تخضع للتقييم إذا كنت تعاني من صداع غير معتاد، شديد جدا.
هذه النوبات شديدة الشدة، والتي تأتي بسرعة وبشكل مفاجئ، قد تُعرف باسم "صداع الرعد"، وتتطلب زيارة قسم الطوارئ.
4- ضيق التنفس أو التعب
ضيق التنفس المفاجئ من الأعراض التي تظهر بشكل متكرر ولا ينبغي تجاهلها، خاصةً إذا لم تكن قد عانيت منه من قبل.
إذا شعرتَ بأن هذا غريب، بحيث كنت تمارس أنشطتك المعتادة وأصبحت تعاني فجأة من ضيق شديد في التنفس، فافحص ذلك. وأيضا، إذا أخذت نفسا عميقا وشعرت بألم في صدرك أو ظهرك لم تشعر به من قبل، فقد يكون ذلك أحيانا علامة خفيفة على وجود جلطة دموية في الرئتين، تُسمى الانسداد الرئوي، وهو أمر يجب بالتأكيد تشخيصه في أقرب وقت.
كما أن التعب، على الرغم من شيوعه لدى كثير من الناس بسبب جداول العمل المزدحمة أو غيرها من التزامات نمط الحياة، لا ينبغي أن يؤثر بشكل كبير على الأنشطة اليومية مثل ممارسة الرياضة. ولكن في الحالات الشديدة جدا، يمكن أن يكون التعب من أعراض أمراض القلب وانقطاع النفس أثناء النوم، وحتى بعض أنواع السرطان.

5- عسر الهضم
هذا عرض واحد أقل وضوحا لأمراض القلب رغم أنه منتشر للغاية، فمن الشائع جدا أن يعتقد الأشخاص الذين يعانون من نوبة قلبية أنهم يعانون من عسر الهضم. إذا كنت تتمشى وفجأة شعرت بأنك تعاني من عسر هضم، ثم تتحسن حالتك عند التوقف عن المشي، فهذه مشكلة في قلبك. فالجمع بين التعب وعسر الهضم، غير المرتبط بتناول وجبة دسمة، أمرٌ يستدعي استشارة الطبيب. قد يكون ذلك بسبب نقص تدفق الدم إلى القلب.
إن نوبات أعراض عسر الهضم، مثل الشعور بضغط أو ضيق التي تستمر لمدة 15 أو 20 دقيقة، قد تكون مؤشرا، خاصةً لأولئك الذين لا يعانون عادةً من عسر الهضم أو حرقة المعدة.
فأحيانا تفكر قائلا "آه، لقد تناولت للتو شيئا ثقيلا ولا بد من وجود فقاعات غازات في صدري". إن الشعور بعسر الهضم قد يكون مؤشرا على مرض في القلب... بل قد يكون نذيرا لمشكلة أكثر خطورة.
6- دم في البراز
رغم أن الأمر قد يبدو بديهيا لدى البعض، إلا أن رؤية الدم في البراز أو البول أمر يستدعي استشارة الطبيب. ينصح الأطباء بمراقبة حركة أمعائك، لأن الإمساك أو الإسهال أمران مختلفان.
إذا لاحظت تغيرا في عادات التبرز، كأن ترى برازا أسودا أو الكثير من الدم عند استخدام الحمام، فاعرف أن هذه ليست علامة خفية، هذا أمر مثير للقلق، لذا يجب عليك مراجعة الطبيب.
غالبا ما يربط الناس وجود الدم في البراز بالبواسير، ولكن لا ينبغي تجاهله لأنه قد يكون عرضا شائعا لسرطان القولون.
بشكل عام، لا يُنصح برؤية الدم في البول أيضا. لكن هذا عادة ما يكون علامة على حصوات الكلى أو التهابات المسالك البولية.
7- أعراض مستمرة
ينصح الأطباء أيضا بضرورة الانتباه عندما لا تتحسن الأعراض من تلقاء نفسها.
فإذا استمر السعال لأكثر من أربعة أسابيع، فمن الأفضل استشارة طبيب مختص. هناك أسباب عديدة للسعال، ولكن عادة ما يزول السعال بعد نزلة برد في غضون بضعة أسابيع. لذا، إذا استمر لأكثر من شهر، فمن الأفضل معرفة السبب.
الأمور التي تحدث منذ أشهر والتي قد تبدو غير ضارة قد تستحق التحقق منها. إن فقدان الوزن غير المقصود أمر جدير بالاهتمام واستشارة الطبيب.
مراجعة سريعة
يلح الأطباء اليوم بضرورة الانتباه إلى الأعراض التي ترى أنها غريبة عليك وعلى جسمك، لذا كي تكون بمأمن وتحصل على تشخيص مناسب في بداية أي مشكلة صحية ، عليك بزيارة الطبيب فهو أكثر تأهيلا لملاحظة أي تغييرات، سواء كانت مقلقة أو غير ذلك.
من الأفضل متابعة بعض الأعراض والعلامات بحذر، بدلا من الاستهانة بها. ربما ينتابك الخجل أو تشعر بالغباء لأنك ، أو غيرك ممن حولك، تعتقد أنك تهول الأمر ، ولكن تذكر دوما أن كل هذا خير من الندم في ساعة لن ينفع فيها الندم على الإطلاق، لأنك حينذاك قد تكون غفلت عن مشكلة خطيرة ولم تكتشفها في الوقت المناسب.