
التهاب الجيوب الأنفية الفطري، هو التسمية التي تطلق على الالتهاب الذي يصيب الجيوب الأنفية بسبب الفطريات. والجيوب الأنفية هي تجاويف مملوءة بالهواء تُنتج مخاطاً يُصرف عبر الممرّات الأنفية. إذ من الضروري أن تُنظف الجيوب الأنفية بشكل صحيح للحفاظ على الممرّات الأنفية خالية من البكتيريا، والجراثيم، ومسبّبات الحساسية.
وعادة ما تظهر الأعراض كردّ فعل للفطريات التي تُسبب ردّ فعل تحسسي، أو بعد التعرّض للفطريات التي تُصيب الجيوب الأنفية، أو الممرّات الأنفية.

الأعراض الشائعة لالتهاب الجيوب الأنفية الفطري
هناك أربعة أنواع مختلفة من أعراض التهاب الجيوب الأنفية الفطري، وهي:
- الصداع
- احتقان الأنف
- ألم أو ضغط في الوجه
وقد يُصاب الأشخاص الذين يعانون ضعفاً في جهاز المناعة بأعراض أكثر حدّة، مثل تنميل الوجه، وتغيّرات في لون البشرة (قد يصبح الجلد أفتح أو أغمق)، وتوّرم في الخدين، أو الجفون.
الأعراض حسب النوع
بعض الأعراض أقل شيوعاً، أو تشير إلى نوع محدّد من التهاب الجيوب الأنفية الفطري. والأنواع الرئيسية لالتهاب الجيوب الأنفية الفطري هي التهاب الجيوب الأنفية الفطري التحسسي، والتهاب الجيوب الأنفية الفطري الرخوي، والتهاب الجيوب الأنفية الفطري الكروي، والتهاب الجيوب الأنفية الفطري الغازي.
بعض التهابات الجيوب الأنفية الفطري حادة (قصيرة الأمد)، بينما يكون بعضها الآخر مزمناً (طويل الأمد). تتطور بعض الأنواع ببطء مع مرور الوقت، بينما تتطور أنواع أخرى بسرعة.
التهاب الجيوب الأنفية الفطري التحسسي
يُعد التهاب الجيوب الأنفية الفطري التحسسي أكثر أنواع التهابات الجيوب الأنفية الفطري شيوعاً. ويحدث هذا المرض نتيجة رد فعل تحسسي لأنواع مختلفة من الفطريات، ويُعدّ فطر الرشاشيات السبب الأكثر شيوعاً.
وتشمل الأعراض عادة ما يلي:
- احتقان الأنف
- العطس
- سيلان الأنف
ومع تطور التهاب الجيوب الأنفية الفطري، تُسد الجيوب الأنفية بمخاط كثيف، ما يؤدي إلى زيادة حجمها، وتضخم مظهر العينين، والوجه. وعادة ما يتطلب هذا النوع جراحة ، يتبعها علاج طبي للوقاية من عودة الالتهاب.
التهاب الجيوب الأنفية الفطري الرمي
يظهر التهاب الجيوب الأنفية الفطري الرمي في البداية من دون أيّ أعراض. ومع تطوّر العدوى، تتجاوز العدوى الغشاء المخاطي (الأنسجة الرطبة التي تُبطن الجيوب الأنفية وتجويف الأنف)، وتدخل الأعصاب، والأوعية الدموية، والعظام...
يمكن أن يؤدي هذا إلى أعراض مثل:
- الصداع
- ألم الوجه
- سيلان (مخاط متراكم ينزل إلى الجزء الخلفي من الحلق، أو من الأنف)
- جحوظ العينين
التهاب الجيوب الأنفية الفطري
غالباً ما ينتج التهاب الجيوب الأنفية الفطري عن استنشاق جراثيم فطرية، أو عن إصابة في الغشاء المخاطي (تلف أو التهاب في البطانة الداخلية للجيوب الأنفية).
وتكون العدوى من دون أعراض في البداية. ومع نمو الفطر، يُشكل كتلاً من المواد المكونة للبكتيريا، والتي تكون في النهاية على شكل كرة صغيرة. في هذه المرحلة، قد تصبح الأعراض أكثر وضوحاً، وتسبب:
- تقشراً داخل الأنف
- ألم الوجه
- إفرازات أنفية خلفية (مخاط من الجيوب الأنفية والممرات الأنفية يقطر عائداً إلى الحلق)
وعادة ما تصيب هذه العدوى الجيب الفكي، وهو تجويف في العظام المحيطة بالأنف. وغالباً ما يتطلب علاج هذه العدوى إجراء جراحة لفتح الجيوب الأنفية وشطفها.

التهاب الجيوب الأنفية الفطري الغازي
التهاب الجيوب الأنفية الفطري الغازي هو عدوى فطرية حادة تُصيب بطانات الجيوب الأنفية والممرّات الأنفية. ومع مرور الوقت، يُمكن أن يُدمّر أنسجة الأنف والجيوب الأنفية.
وينقسم التهاب الجيوب الأنفية الفطري الغازي إلى ثلاثة أنواع فرعية: التهاب الجيوب الأنفية الحاد الغازي، والتهاب الجيوب الأنفية المزمن الغازي، والتهاب الجيوب الأنفية الحبيبي الغازي.
التهاب الجيوب الأنفية الغازي الحاد
في التهاب الجيوب الأنفية الغازي الحاد ، يُدمّر الفطر الأوعية الدموية المُبطنة للأنف، مُسبباً موت الأنسجة. والأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة هم المصابون بداء السكّري، والأشخاص الذين خضعوا لزراعة أعضاء، والأشخاص المصابون بالورم اللمفاوي، أو سرطان الدم.
وقد تشمل الأعراض سيلان الأنف مع مخاط شفاف، واحتقان الأنف، والحمى، وألماً أو ضغطاً في الوجه. وقد تحدث تغيرات في الرؤية لدى ما يصل إلى 50% من الأشخاص، وقد يُصاب بعض المصابين بتضخم في محجر العين (نمو غير طبيعي في تجويف العين).
وفي بعض الحالات المتقدمة من هذه الحالة، قد لا تظهر أي أعراض، أو تظهر أعراض قليلة. ولأن العدوى ربما تُهدد الحياة، يتطلب العلاج جراحة طارئة، وأدوية مضادة للفطريات.
التهاب الجيوب الأنفية الغازي المزمن
يؤثر التهاب الجيوب الأنفية الغازي المزمن في أنسجة الجيوب الأنفية، ويتطور عادة ببطء شديد، ويستغرق من شهور إلى سنوات. ويصيب التهاب الجيوب الأنفية الغازي المزمن مرضى السكري.
وتشمل أعراض هذا الالتهاب إفرازات أنفية دموية، ووجود كتلة في تجويف الأنف، أو الجيوب الأنفية (فراغات مملوءة بالهواء في العظام المحيطة بالأنف)، وتشوهات في حاسة الشم، وانسداداً في أحد جانبي الأنف. وقد يسبب التهاب الجيوب الأنفية الغازي المزمن أعراضاً عصبية أيضاً، أو يؤثر في الجيب الفكّي، ما يسبب تغيّرات في الجلد.
وكما هو الحال مع التهاب الجيوب الأنفية الغازي المزمن، يتطلب العلاج أدوية مضادة للفطريات. وقد يلزم أحياناً إجراء استئصال جراحي للأنسجة المصابة.
التهاب الجيوب الأنفية الغازي الحبيبي
التهاب الجيوب الأنفية الغازي الحبيبي هو التهاب فطري نادر في الجيوب الأنفية، يسبب استجابة مناعية شديدة. هذه الاستجابة تُلحق الضرر ببطانة الأنف، وتُدمرها. ولا تنتشر هذه الحالة عادة في الدول المتقدمة بل هي أكثر شيوعاً في شمال إفريقيا، وآسيا، والشرق الأوسط.
وتشمل الأعراض تكوّن أورام حبيبية غير مُتَجَبِّبة، وهي كتل خلوية التهابية من دون منطقة مركزية من الأنسجة الميتة. وقد يشمل العلاج أدوية مضادة للفطريات واستئصال الأنسجة المصابة جراحياً.
متى يجب زيارة الطبيب؟
عليك طلب الاستشارة الطبية إذا كنت تعاني:
- تفاقم الأعراض
- التهابات الجيوب الأنفية المتعدّدة
- حمى تستمر من ثلاثة إلى أربعة أيام
- أعراضاً تستمر لأكثر من عشرة أيام من دون تحسن
وعليك زيارة الطوارئ إذا كنت تعاني أعراضاً أكثر شدة. وتشمل بعض الأعراض التي تشير إلى حالة طبية طارئة ما يلي:
- خدراً في الوجه
- تورماً شديداً
- تغيّرات في لون الجلد
ويمكن للطبيب المختص تشخيص عدوى الجيوب الأنفية الفطري من خلال الفحص البدني، وفحوصات التصوير، والتحاليل المخبرية، أو خزعة بالمنظار مع فحص الأنسجة.
مراجعة سريعة
تحدث عدوى التهاب الجيوب الأنفية الفطري بسبب دخول فطر إلى الجيوب الأنفية والممرّات الأنفية. وهناك أربعة أنواع رئيسية من عدوى الجيوب الأنفية الفطرية: التهاب الجيوب الأنفية الفطري الرمي، والتهاب الجيوب الأنفية الفطري الكروي، والتهاب الجيوب الأنفية الفطري التحسسي، والتهاب الجيوب الأنفية الفطري الغازي.
وتشمل الأعراض الشائعة لعدوى الجيوب الأنفية الفطري: الصداع، واحتقان الأنف، وألماً أو ضغطاً في الوجه. مع ذلك، قد تختلف الأعراض باختلاف نوع عدوى التهاب الجيوب الأنفية الفطري.
ويُعد علاج عدوى الجيوب الأنفية الفطري ضرورياً للوقاية من المزيد من المضاعفات الصحية، وفي بعض الحالات، لمنع تفاقم الأعراض التي قد تُهدّد الحياة.