10 يوليو 2025

ما علاقة قوة قبضة يدك بمخاطر إصابتك بأمراض مزمنة؟

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

نعرف جميعاً أن قوة قبضة اليد دليل على تمتع الشخص بصحة جيدة عموماً، ولكن هل هذا صحيح دوماً؟ يقول الخبراء إنه يمكن التنبؤ بخطر إصابتك بمجموعة من المشكلات الصحية ببساطة عن طريق اختبار مدى إحكام قبضتك.

يُشير مصطلح قوة القبضة إلى القوة التي تُولّدها عضلات اليد والساعد لأداء حركات معينة مثل الإمساك بشيء ما، أو عصره، أو حتى المصافحة. يتضمن هذا الفعل تفاعلاً مُعقّداً بين مجموعات العضلات المختلفة الموجودة في الساعد، إضافة إلى عضلات اليد نفسها.

تُعدّ قوة القبضة مقياساً سهلاً وبسيطاً لقوة العضلات، وقد استُخدم هذا الاختبار منذ منتصف خمسينات القرن الماضي كمقياس للصحة العامة. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا الاختبار البسيط مؤشراً موثوقاً به لمختلف جوانب الصحة، حتى أن بعض الباحثين اقترحوا إمكانية استخدام قوة القبضة لتحديد خطر إصابة الشخص بجميع الأمراض، من داء السكري من النوع الثاني إلى الاكتئاب.

مجلة كل الأسرة

كيف تقاس قوة قبضة اليد؟

الطريقة القياسية لقياس قوة قبضة اليد هي استخدام مقياس قوة اليد المحمول، وهو جهاز يقيس قوة قبضة الشخص. يُجرى هذا الاختبار عادةً أثناء الجلوس، مع ثني الساعد بزاوية 90 درجة وتثبيت المعصم في وضعية محايدة، حينذاك يضغط الشخص على مقياس القوة بأقصى ما يستطيع، عادةً ثلاث مرات منفصلة لمدة دقيقة واحدة لكل مرة.

يُسجل هذا المقياس متوسط ​​أعلى القراءات لكل يد، أو أحياناً اليد المسيطرة فقط، كقوة قبضة الشخص. يمكن قياس ذلك بالكيلوجرام أو بالرطل. عادةً ما تُعتبر قيمة قوة القبضة منخفضة إذا قلت عن 29 كيلوجراماً للرجال و18 كيلوجراماً للنساء. في بريطانيا مثلاً، يمكنك شراء مقياس قوة قبضة اليد بأقل من 5 جنيهات إسترلينية إذا كنت ترغب في إجراء الاختبار في المنزل.

مجلة كل الأسرة

فائدة قوة قبضة اليد

يقول الخبراء إنه لا تُعد قوة القبضة مؤشراً موثوقاً للصحة العامة فحسب، بل ترتبط ارتباطاً وثيقاً أيضاً بقوة العضلات الكلية وكتلة الجسم النحيل على مدار عمر الشخص.

علاوة على ذلك، كلما كانت قبضة الشخص أقوى زادت استقلاليته في حياته اليومية مع تقدمه في السن. هذا يعني أنه سيكون قادراً على أداء الأنشطة اليومية العادية دون مساعدة، مثل النهوض من الكرسي والتحرك في أرجاء المنزل.

كما تُظهر مجموعة كبيرة من الأدلة أن ضعف قوة القبضة لا يرتبط فقط بزيادة قابلية الإصابة بمجموعة واسعة من الأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، بل يرتبط أيضاً بزيادة خطر الوفاة المبكرة بسبب هذه الأمراض المزمنة.

كما لاحظ باحثون في دراسة وجود روابط بين ضعف قوة القبضة وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق ومرض السكري، على سبيل المثال لا الحصر.

وهناك أيضاً ارتباط كبير بين قوة القبضة وطول عمر الشخص. في هذه الدراسة، كان الأشخاص الذين ماتوا قبل سن 79 عاماً أقل ترجيحاً بمقدار 2.5 مرة من أولئك الذين عاشوا حتى سن 100 ليكونوا ضمن أفضل 33% من حيث قوة القبضة عندما كانوا في منتصف العمر.

ومع ذلك، في دراسة استشرافية استمرت 12 عاماً ونُشرت في عام 2022، أفاد المؤلفون بأن قوة قبضة اليد الأساسية كانت هي نفسها لدى المشاركين الذين ماتوا بين بداية الدراسة ونهايتها، كما هو الحال لدى أولئك الذين ظلوا على قيد الحياة. لكن سرعة المشي، وسرعة النهوض من الكرسي، وقوة ضغط الساق كانت جميعها أسوأ لدى المتوفين منها لدى الناجين. هذا يدل على وجود مؤشرات أفضل لطول العمر من قوة القبضة، مثل كتلة عضلات الجسم الكلية وقوة الساق.

ما السر في مقياس قوة قبضة اليد؟

لماذا يُمكن لمقياس بسيط كهذا أن يُخبرنا بخطر الإصابة بالعديد من الأمراض، وفي النهاية الموت؟ الإجابة هي أن قوة القبضة مقياس بديل لقوة العضلات الكلية وحجمها. هذا يعني أن قوة القبضة وحدها ليست سبباً للوفاة المبكرة أو المرض، بل ترتبط بأحد أسباب الوفاة المبكرة أو المرض (مثل انخفاض كتلة العضلات أو قوة عضلات الساقين).

كتلة العضلات ضرورية للصحة العامة، فهي تلعب دوراً أساسياً في عملية الأيض. على سبيل المثال، تساعد العضلات على تنظيم سكر الدم عن طريق إزالة الجلوكوز من الدورة الدموية. قد يُفسر هذا سبب حماية كتلة العضلات من الإصابة بمرض السكري.

تطلق العضلات أيضاً مواد كيميائية تُسمى الميوكينات، تؤثر على أنسجة وأعضاء أخرى في الجسم، مثل الدهون، والعظام، والأمعاء، والكبد، وحتى الجلد، والدماغ. ويبدو أن هذه الميوكينات لها تأثير وقائي على جميع هذه الأنسجة. يشير هذا إلى أن العضلات تُوفر أكثر من مجرد القوة اللازمة لتحريك أجسامنا.

مجلة كل الأسرة

تحسين قوة قبضتك

ما لم تكن متسلق صخور أو تحتاج إلى قبضة قوية، فلا جدوى من التركيز على تحسين قوة قبضتك تحديداً. على الرغم من أن قوة القبضة ترتبط بطول العمر والإصابة بالأمراض، إلا أن ذلك يعود إلى أنها تُمثل تقديراً لقوة الجسم الكلية.

لذا، إذا كنت ترغب في تحسين صحتك وقوتك فعليك التركيز على تقوية ساقيك. تُعد قوة الساق مهمة بشكل خاص للصحة واللياقة البدنية، إذ تسمح بالحركة وتساعدك على مواصلة أداء مهامك اليومية بشكل مستقل. كما تُظهر الأبحاث وجود علاقة بين قوة الساق وخطر الإصابة بالأمراض المزمنة وطول العمر.

يمكنك أيضاً إضافة حركات أخرى مثل رفع الأثقال، وتمارين الضغط، والسحب، لبناء قوة عضلات الجذع، والظهر، والذراعين.

مراجعة سريعة

تُعدّ قوة القبضة مقياساً سهلاً ورخيصاً جداً للصحة العامة للشخص. إنها أداة فعّالة من حيث التكلفة لقياس الصحة، ولكن هناك طرق أفضل لتحسين الصحة مثل التمارين الرياضية.