
نسمع أحياناً عن تسمية الجوارب الضاغطة، وهي جوارب يصفها الطبيب للمرضى في حالات معيّنة.. فما هي هذه الجوارب؟ وما هي فوائدها بالضبط؟
ما مهمة الجوارب الضاغطة؟
الجوارب الضاغطة هي جوارب خاصة، أضيق من الجوارب العادية، تُلبس على أسفل الساقين. تُسمى أحياناً جوارب الضغط «المتدرّج»، لأنها تُطبّق أكبر قدر من الضغط حول القدمين والكاحلين، وضغطاً أقلّ قليلاً على عضلات الساق، هذا يُحسّن تدفق الدم في الساقين، ويُعزز التصريف اللمفاوي، ويمنع تجمع الدم في القدمين.
يمكن شراء الجوارب الضاغطة من دون وصفة طبية من العديد من الصيدليات، ومتاجر الأدوية، ومتاجر التجزئة عبر الإنترنت. أما جوارب الضغط الطبية، المعروفة باسم جوارب منع الانسداد، فمتوفرة في متاجر اللوازم الطبية، وبموجب وصفة طبية. تُطبّق هذه الجوارب ضغطاً أقوى، الأمر الذي قد يكون مفيداً إذا كنت معرّضاً لخطر الإصابة بجلطات الدم.

استخدامات الجوارب الضاغطة
للجوارب الضاغطة فوائد صحية عدّة، بدءاً من تحسين تدفق الدم إلى تقليل التورّم، وتسكين الألم، ومنع الدوخة بعد الوقوف مباشرة.
1- تحسين الدورة الدموية
من أهم فوائد ارتداء الجوارب الضاغطة تحسين الدورة الدموية، فهي تضغط باستمرار على قدميك وساقيك، طوال اليوم، ما يشجع تدفق الدم الغني بالأوكسجين عبر أوردة ساقيك. وهذا يساعد على تقليل احتمالية تجلط الدم، وتسريع عملية الشفاء للأشخاص المعرّضين للتقرحات الناتجة عن الضغط، والجروح الأخرى.
كما قد يستفيد الأشخاص المصابون بأمراض مثل السكري، وتجلط الأوردة العميقة، والدوالي، من ارتداء الجوارب الضاغطة لتحسين الدورة الدموية في أسفل الساقين.
2- تقليل التورّم
يمكن أن تحسن الجوارب الضاغطة التصريف اللمفاوي في قدميك، وكاحليك، وساقيك. التصريف اللمفاوي هو عملية تساعد على دوران سائل اللمف، أو سائل الأنسجة، حول أعضاء وأوعية الجهاز اللمفاوي، ويمكن أن يساعد هذا على تقليل ومنع التورّم لدى الأشخاص الذين يعانون حالات معينة، مثل الوذمة اللمفية. وقد تكون مفيدة أيضا للحوامل، بخاصة خلال الثلث الثالث من الحمل.
3- تخفيف الألم
بتحسين تدفق الدم والدورة الدموية، يمكن للجوارب الضاغطة تخفيف الألم، والانزعاج، والشعور بالثقل في أسفل الساقين. وقد يكون هذا مفيداً بشكل خاص لأشخاص معينين، مثل:
- الذين يقفون كثيراً في العمل، على غرار العاملين في قطاع التجزئة، والرعاية الصحية.
- الذين يضطرون للجلوس لفترات طويلة، مثل الطيارين، والمسافرين الدائمين، ومستخدمي الكراسي المتحركة.
- العاملين من المنزل.
- الذين يعانون من ألم أو إرهاق مزمن.
- الذين خضعوا أخيراً لعملية جراحية.
4- منع الدوار عند الوقوف
تشجع الجوارب الضاغطة الدم الغني بالأوكسجين على التدفق إلى الأعلى عبر الساقين، والعودة إلى القلب. كما أنها تمنع الدم والسائل اللمفاوي من التجمع والركود حول القدمين، والكاحلين.
قد يساعد هذا على تخفيف بعض الأعراض، مثل الدوار، والدوخة، وانخفاض ضغط الدم مباشرة بعد الوقوف للأشخاص الذين يعانون حالات معينة، مثل:
- خلل التوتر العضلي اللاإرادي (اضطراب في الجهاز العصبي اللاإرادي).
- انخفاض ضغط الدم الانتصابي (انخفاض ضغط الدم عند التحرك للوقوف).
- الإغماء الوعائي المبهمي (الإغماء الناتج عن انخفاض مفاجئ في معدل ضربات القلب وضغط الدم).
- متلازمة تسارع نبضات القلب الانتصابي الوضعي.
5- تحسين الأداء الرياضي
غالبا ما يستخدم الرياضيون جوارب الضغط لتحسين أداء التمارين وقدرتهم على التحمّل، وتقليل ألم العضلات والتعب، وتقليل وقت التعافي بعد التمارين الشاقة، أو الإصابة.
ولم يتضح تماماً سبب فائدة جوارب الضغط أثناء، وبعد التمارين الشاقة. ومع ذلك، يرى بعض الباحثين أن جوارب الضغط يمكنها نقل حمض اللاكتيك بكفاءة أكبر عبر العضلات، ما يُسرّع عملية التعافي.

هل جوارب الضغط فعّالة؟
تُظهر الأبحاث أن ارتداء جوارب الضغط يُعزز تدفق الدم في الجزء السفلي من الجسم، ويُقلل التورّم، بخاصة لدى مرضى السكّري، وغيره من الأمراض المزمنة.
وفي ما يلي بعض النتائج التي تدعم فعالية جوارب الضغط في تخفيف أعراض متنوّعة:
- أظهرت دراسة أن جوارب الضغط تُحسّن تدفق الدم في الأطراف السفلية، والأداء البدني لدى رياضيي الرجبي المُحترفين على الكراسي المتحركة.
- أشارت إحدى التجارب السريرية العشوائية إلى أنها وجدت أن طلاب التمريض أفادوا بانخفاض ملحوظ في الألم والتورم عند ارتداء جوارب ضغط بطول الركبة أثناء العمل.
- أظهرت دراسة أن الأشخاص المُصابين بمتلازمة عدم انتظام دقات القلب الانتصابي الوضعي، كانوا أقلّ عُرضة لانخفاض ضغط الدم - وخفقان القلب عند ارتداء جوارب الضغط على الجزء السفلي من الجسم.
- أظهرت دراسة أخرى أن جوارب الضغط يُمكن أن تُسرّع عملية التعافي بعد التمرين لدى البالغين غير النشطين عادة، وكذلك الرياضيين.
هل هناك سلبيات من ارتداء جوارب الضغط؟
جوارب الضغط آمنة وفعالة لمعظم الناس. ومع ذلك، هناك بعض الآثار الجانبية المحتملة، بما في ذلك:
- الانزعاج، خاصة عند ارتداء الجوارب الضيقة جداً.
- ظهور بثور.
- تفاعلات جلدية، مثل التهاب الجلد التماسي والطفح الجلدي.
- نادراً ما تحدث تقرّحات ضغط، أو تلف في الأعصاب، أو نخر (موت الأنسجة)، بسبب الجوارب غير الملائمة.
ولتجنب هذه الآثار الجانبية، من المهم التأكد من أن الجوارب الضاغطة مناسبة تماماً لك. فالجوارب غير الملائمة قد تطوى وتتجعد، ما يؤدي إلى توزيع غير متساوٍ للضغط، وهذا قد يزيد من خطر حدوث تفاعل جلدي.
كيفية استخدام جوارب الضغط
عادة، من الآمن ارتداء جوارب الضغط لمدة ثماني ساعات يومياً. مع ذلك، يُنصح بتجنّب النوم بها.
إليك بعض النصائح حول استخدام جوارب الضغط بأمان وفعالية:
- ارتدِ الجوارب الضاغطة مباشرة بعد الاستيقاظ صباحاً. بعد رفعها إلى ما دون الركبة بقليل، تأكد من تنعيم أيّ طيّات، أو تجاعيد.
- إذا واجهت صعوبة في ارتداء الجوارب الضاغطة، ربما يُسهّل عليك وضع لوشن، أو نشا الذرة على ساقيك. يمكنك أيضاً استخدام دعامة الجوارب الضاغطة، المتوفرة عبر الإنترنت، وفي العديد من الصيدليات.
- اغسل جواربك وجفّفها يومياً.
- لا تستخدم نفس الجوارب الضاغطة لأكثر من ستة أشهر.
- أخبر طبيبك إذا كانت جوارب الضغط تُسبب لك ألماً، أو انزعاجاً. قد يتمكن من مساعدتك على إيجاد زوج من الجوارب يناسبك أكثر.
يجب تجنب ارتداء الجوارب الضاغطة إذا كنت تعاني:
- داء الشرايين المحيطية
- وذمة رئوية شديدة
- اعتلالاً عصبياً طرفياً شديداً
- هشاشة الجلد، أو رقته، أو تلفه بسبب عمليات ترقيع الجلد الحديثة، أو التهاب النسيج الخلوي، أو التهاب الجلد، أو حالات أخرى.
مراجعة سريعة
توفر الجوارب الضاغطة ضغطاً لطيفاً ومستمراً على أسفل الساقين، والقدمين. يرتديها الكثيرون لتقليل التورم، ومنع تجلط الدم، وتخفيف الألم، وتحسين الدورة الدموية. كما يستخدمها البعض لتحسين أداء التمارين الرياضية، ومنع الدوار بعد الوقوف مباشرة. وعلى الرغم من أن المخاطر الصحية للجوارب الضاغطة قليلة نسبياً، إلا أنه لا يجب عليك استخدامها إذا كنت تعاني حالات معيّنة، مثل داء الشرايين الطرفية، أو إذا كان جلدك هشّا للغاية.