15 يونيو 2025

علامات على أن ابنك المراهق مدمن على الهاتف

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

تظهر الدراسات أن المراهقين أكثر عرضة لإظهار علامات الاكتئاب إذا كانوا مدمنين على هواتفهم المحمولة. نستعرض في ما يلي العلامات التي يجب البحث عنها، وكيف يمكن للوالدين مساعدة ابنهما المراهق على التخلص من الإدمان على الهاتف.

الهواتف المحمولة هي جزء حيوي من المشهد الاجتماعي للمراهقين. في الواقع، تظهر الأبحاث أن نحو 95% من المراهقين لديهم إمكانية الوصول إلى الهاتف الذكي، من مواكبة الأصدقاء على منصات التواصل والمراسلة الجماعية، إلى متطلبات استخدام التطبيقات المتعلقة بالمدرسة، ووظائف الآلة الحاسبة، ومواقع الويب، بحيث  يبدو أن المراهقين لا يستطيعون الحصول على استراحة من أجهزتهم. ولكن ماذا يحدث عندما يصبح استخدام الهاتف مشكلة حقيقية للمراهق بسبب إدمانه عليه؟

نتعرف هنا إلى المزيد حول العلامات التي تشير إلى أن ابنك المراهق مدمن على الهاتف، والرابط بين استخدام الهاتف وقضايا الصحة العقلية، وما يمكن للوالدين فعله للمساعدة:

مجلة كل الأسرة

ما هو إدمان الهاتف؟

يمكن القول إن إدمان الهاتف الذكي يعني أيضاً خوفاً من عدم الاتصال بالإنترنت، أو الحصول على خدمة الهاتف الخلوي، وقد ربطه الخبراء بالعديد من مشاكل الصحة العقلية. ولكن على الرغم من وجود ارتباط راسخ بين إدمان الهاتف والاكتئاب، والقلق، والشعور بالوحدة، إلا أنه حتى وقت قريب كان الأمر أشبه بمشكلة البيضة والدجاجة.

هل تسبب الهواتف هذه الأعراض، أم أن الأشخاص الذين يعانون هذه الأعراض أكثر عرضة للاعتماد على هواتفهم؟ وفي كلتا الحالتين، يتضح من الأبحاث الهامة مدى أهمية وضع حدود زمنية منطقية للشاشة بالنسبة إلى مراهقك للمساعدة على منع، أو إدارة هذه الأعراض، ​​ومساعدتهم على التعامل مع أي مشاكل ذهنية قد تظهر.

مجلة كل الأسرة

استخدام الهواتف الذكية والصحة العقلية

أجرى باحثون من جامعة أريزونا دراسة جديدة لاستكشاف العلاقة بين استخدام الهواتف الذكية والصحة العقلية، شارك فيها مجموعة من الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 18 و20 عاماً. هذه الفئة العمرية، التي أطلق عليها الباحثون «المراهقون الأكبر سناً»، هامة لأنها من بين أوائل الذين نشأوا مع توفر التكنولوجيا الذكية بسهولة، إذ لم يتم إصدار أول هاتف iPhone حتى عام 2007.

عند إجراء الدراسة، ركز فريق البحث على الاعتماد النفسي للشخص على الجهاز، وليس الاستخدام العام. أجاب المشاركون على أسئلة محدّدة مثل «أصاب بالذعر عندما لا أستطيع استخدام هاتفي الذكي»، إضافة إلى أسئلة مصممة لقياس الشعور بالوحدة والاكتئاب على مقياس من أربع نقاط. ومن ذلك، تمكن الباحثون تحديد أن إدمان الهاتف هو في الواقع مؤشر لأعراض الاكتئاب.

وقال ماثيو لابيير، الأستاذ المساعد في قسم الاتصالات في كلية العلوم الاجتماعية والسلوكية، بجامعة أريزونا، في بيان صحفي بخصوص الدراسة «الخلاصة الرئيسية هي أن الاعتماد على الهاتف الذكي يتنبأ بشكل مباشر بأعراض الاكتئاب اللاحقة. هناك مشكلة عندما يعتمد الناس بشكل كامل على الهاتف، من حيث الشعور بالقلق إذا لم يكن في متناولهم، وهم يستخدمونه على حساب حياتهم اليومية».

أصبحت المخاطر التي يفرضها إدمان الهاتف على المراهقين أكثر وضوحاً. ومع ذلك، قد يكون من الصعب على الآباء تحديد ما إذا كان طفلهم منخرطاً في استخدام عادي للهاتف، أو أنه تطور لديه اعتماد نفسي على هاتفه. ويقترح الخبراء النفسانيون أن يراقب الآباء العلامات التحذيرية التي تشير إلى أن استخدام أطفالهم للهاتف قد تجاوز الاستخدام المعتاد إلى ديناميكية أكثر إشكالية.

مجلة كل الأسرة

علامات إدمان المراهق على الهاتف

تتضمن العلامات الشائعة لإدمان الهاتف لدى المراهقين ما يلي:

• إبقاء الهاتف قيد التشغيل، ومعهم دائماً
• تغيّرات في السلوك
• صعوبة في التنظيم العاطفي
• ردود أفعال متطرفة عند فصلهم عن أجهزتهم
• نفاد الصبر، والتهيّج، والأرق، وعدم القدرة على التركيز في المدرسة عند فصلهم عن هواتفهم
• زيادة التحدّيات الاجتماعية
اضطرابات النوم
• قضاء المزيد والمزيد من الوقت على هواتفهم
• التبديل بين أجهزة وبرامج متعدّدة (الشبكات الاجتماعية، والرسائل النصية، والألعاب، وما إلى ذلك)

مجلة كل الأسرة

كيف يمكن للوالدين مساعدة ابنهما؟

على الرغم من أن حرمان الأطفال من الأجهزة تماماً قد يكون أمراً مغرياً للعديد من الآباء، إلا أن مراقبة الاستخدام وتكييفه قد يكون خياراً أفضل. توفر العديد من المنصات التكنولوجية خيارات لمساعدة الأسر على تحقيق التوازن في استخدام الهاتف، مثل Google Digital Wellness، وScreen Time for iPhone، والتي تعرض بيانات خاصة في الوقت الفعلي لاستخدام الجهاز، وتوفر أدوات للحد من استخدام الهاتف. وبالمثل، يسمح Android Family Link للوالدين بمراقبة استخدام الهاتف والتطبيقات عن بُعد، وتعيين حدود وقت الشاشة، وحتى قفل الأجهزة لفترات زمنية محددة.

وبعيداً عن القيود الجسدية، فإن تقديم مثال جيد للاستخدام الصحي للهاتف أمر مهم. ويجب على الآباء أن يكونوا على دراية بكمية الوقت الذي يقضونه على هواتفهم، وأن يكونوا قدوة في الاعتدال. فإذا كانت هواتفنا في أيدينا في كل لحظة فراغ، فسيتبع أطفالنا النهج نفسه.

إن قضاء الوقت معاً، وجهاً لوجه، من دون تشتيت الشاشات أمر مهم أيضاً في مساعدة الأطفال على تعزيز العلاقات الصحية خارج التكنولوجيا. ويعد تشجيع المنافذ الإبداعية، وممارسة الرياضة، والتواصل الاجتماعي الشخصي، والأنشطة العملية، جزءاً لا يتجزأ من الحفاظ على التوازن الصحي.

مراجعة سريعة

إن تطبيقات الهواتف الذكية، ووسائل التواصل الاجتماعي، والألعاب، والأنشطة الأخرى عبر الإنترنت، مبنية على تشجيع الاستخدام المستمر. وكثيراً ما لا تكون أدمغة المراهقين مجهزة لتنظيم استخدامها بطريقة صحية من دون قيود من الوالدين. لذا، فمن المهم أن يتدخل الآباء ، وحتى المعلمون، وكل من يقدم الرعاية للأبناء، لمساعدتهم على تعلّم هذه المهارة المهمة.

إذا شعرت بأن طفلك قد يكون مدمناً على الهاتف، أو يُظهر علامات الاكتئاب، أو القلق، فتواصل مع مقدم رعاية صحية مختص للحصول على اقتراحات حول كيفية مساعدته على تعلّم استراتيجيات التأقلم المناسبة.

اقرأ أيضاً: التأثيرات النفسية لـ«السوشيال ميديا» في المراهقين.. من الإدمان إلى الاكتئاب الرقمي