سرطان البروستاتا هو أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الرجال، في العديد من الدول، ففي بريطانيا مثلاً، يصيب نحو واحد من كل ثمانية رجال خلال حياتهم.
وعلى الرغم من أن هذه الحالة أكثر شيوعاً بين الرجال الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً، إلا أنه يمكن تشخيصها في سِن أصغر.
نستعرض في ما يلي بعض المعلومات الهامّة للغاية، من الأعراض إلى العلاج، في سبيل الوقاية من هذا المرض الخبيث، أو على الأقل تشخيصه في مرحلته الأولية:
ما هو سرطان البروستاتا؟
كما يوحي الاسم، يحدث سرطان البروستاتا في غدّة البروستاتا، التي تقع في قاعدة المثانة.
الوظيفة الرئيسية لغدة البروستاتا هي إفراز سائل البروستاتا، الذي يمتزج مع الحيوانات المنوية لتكوين السائل المنوي.
وغدّة البروستاتا بحجم حبة الجوز تقريباً، لكنها تتضخم مع تقدم الرجال في السن. وتحيط بالجزء الأول من مجرى البول، وهو الأنبوب الذي يحمل البول، والسائل المنوي. وعندما يتطور سرطان البروستاتا في غدّة البروستاتا، يحدث ذلك عادة في الخلايا الخارجية للبروستاتا، وفقاً لأبحاث السرطان التي قام بها العلماء، وتُسمّى هذه الخلايا سرطانات غدّية عنيبية.
ويحدث السرطان عندما تبدأ الخلايا غير الطبيعية بالانقسام والنمو بشكل لا يمكن السيطرة عليه. ووفقاً للخبراء، فإن أغلبية حالات سرطان البروستاتا تنمو ببطء، ولا تنتشر عادة إلى أجزاء أخرى من الجسم.
ولكن عندما ينتشر سرطان البروستاتا إلى جزء آخر من الجسم، يُعرف بسرطان البروستاتا المتقدم.
ما هي أعراض سرطان البروستاتا؟
يشير الأطباء المتخصصون إلى أن أعراض سرطان البروستاتا قد تشمل الحاجة إلى التبوّل بشكل متكرّر؛ والتوجّه بسرعة إلى المرحاض؛ والإجهاد في سبيل التبوّل؛ والشعور بأن المثانة لم تُفرغ بالكامل أثناء الذهاب إلى المرحاض؛ ووجود دم في البول، أو السائل المنوي.
ويضيف هؤلاء، أن هذه الأعراض قد لا تشير، بالضرورة، إلى سرطان البروستاتا، إذ قد يعاني الرجال من كبار السّن، أعراضاً مماثلة بسبب تضخم البروستاتا، وهي حالة غير سرطانية.
وتشير جمعية سرطان البروستاتا في المملكة المتحدة، على سبيل المثال، إلى أن علامات انتشار سرطان البروستاتا إلى مناطق أخرى من الجسم، قد تشمل ألماً في الظهر، أو الورك، أو الحوض؛ وضعف الانتصاب؛ ووجود دم في البول، أو السائل المنوي؛ وفقدان الوزن غير المبرر.
ما هي أسباب سرطان البروستاتا؟
في حين أن أسباب سرطان البروستاتا غير معروفة، إلا أن عدّة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة به.
وتشمل هذه العوامل تجاوز سِن الخمسين؛ أو وجود أخ، أو أب مصاب بسرطان البروستاتا قبل بلوغه سِن الستين؛ أو زيادة الوزن؛ أو اتّباع نظام غذائي غير صحي.
ما مدى شيوع الإصابة بسرطان البروستاتا؟
يُعتبر سرطان البروستاتا أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الرجال في العديد من المجتمعات، بخاصة الغربية. ففي جميع أنحاء المملكة المتحدة على سبيل المثال، يتم تشخيص نحو 47500 رجل بهذا المرض، سنوياً. ونحو 35% من الحالات الجديدة، كل عام، تكون بين الرجال الذين تبلغ أعمارهم 75 عاماً، فأكثر.
كيف يُمكن علاج سرطان البروستاتا؟
يبيّن الأطباء أن بعض المصابين بسرطان البروستاتا لا يحتاجون إلى أيّ علاج على الإطلاق. إذ قد يعتمد علاج الشخص على ما إذا كان سرطان البروستاتا متمركزاً في غدّة البروستاتا، أم أنه انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
ويوضح الخبراء أن مريض السرطان يجب أن يحظى برعاية فريق من المتخصصين، يُسمى فريقاً متعدّد التخصصات، ربما يشمل أطباء أورام، وأخصائيي أشعة، وممرضين متخصصين، من بين آخرين.
كما أن علاج سرطان البروستاتا يُجرى إما لعلاج المرض، وإما للسيطرة على الأعراض حتى لا تُقصّر من متوسط العمر المتوقع للمريض.
وقد يُنصح بعض الرجال الأكبر سنّاً الذين يتم تشخيص إصابتهم بسرطان البروستاتا، بالخضوع لما يسمى بـ«المراقبة اليقظة»، أي مراقبة حالتهم عن كثب، لمعرفة ما إذا كانوا يُعانون أيّ أعراض سرطانية متقدمة، أو لا. وربما يُطلب منهم أيضاً إجراء «مراقبة نشطة»، التي تتضمن الخضوع لاختبارات، مثل فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي، والخزعات، مع تجنب العلاجات الأخرى التي تُعتبر غير ضرورية.
وتشمل العلاجات الأخرى التي قد يخضع لها مرضى سرطان البروستاتا استئصال البروستاتا الجذري، وهو الإزالة الجراحية لغدة البروستاتا؛ والعلاج الإشعاعي؛ والعلاج الهرموني. وإذا أصبح سرطان البروستاتا لدى الشخص متقدماً جداً، قد لا يكون من الممكن علاجه. ومع ذلك، فإن العلاجات مثل العلاج الإشعاعي، والعلاج الهرموني، والعلاج الكيميائي قد تؤدي إلى إبطاء تقدم المرض.
اقرأ أيضاً: أفضل 10 أطعمة لمكافحة السرطان