25 مايو 2025

التصفح السلبي للإنترنت.. ما هو؟ وكيف يمكنك التوقف عنه؟

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

يشير مصطلح «التصفح السلبي» إلى قضاء وقت طويل في قراءة الأخبار السلبية على الإنترنت، من دون توقف. بيد أن لهذا الفعل آثاراً سلبية عدّة، ينبغي التعرّف إليها، وإلى كيفية التوقف عن هذا التصفح الضار.

ظهر مصطلح «التصفح السلبي» عام 2020، واكتسب شعبية خلال جائحة «كوفيد-19»، عندما كان الجميع في أمسّ الحاجة إلى الوصول إلى أحدث المعلومات والأخبار، وتراهم يتصفحون الصفحات تلو الصفحات، من اجل العثور على غاياتهم.

ويقول الخبراء إنه خلال حالات الطوارئ، العالمية أو الوطنية، مثل الكوارث الطبيعية أو الأزمات الصحية، قد يصعب عليك، في كثير من الأحيان، الانفصال عن دورة الأخبار المتواصلة. وقد تشعر بالقلق من تفويت إعلان هام، أو قد تشعر بمزيد من السيطرة على الأمور من خلال متابعة أكبر قدر ممكن من الأخبار.

ووجدت الأبحاث أن «التصفح السلبي» يمكن أن يكون له، وهو أمر متوقع، تأثير سلبي في صحتك، العقلية والجسدية. قد يكون شيئاً تفعله من دون وعي في البداية عند استخدام هاتفك، ولكن مع مرور الوقت، يمكن أن يصبح عادة قهرية وضارة.

ما هو تصفح الأخبار السلبية؟

تصفح الأخبار السلبية هو فعل قهري يتمثل في مشاهدة الأخبار السلبية على الإنترنت، بخاصة على منصات التواصل الاجتماعي، التي سهّلت استهلاك كميات هائلة من المعلومات بضغطة زر.

وقد يكون له آثار ضارة في صحتك النفسية، ورفاهيتك، ويؤدي إلى مشاعر القلق، والضيق، وعدم اليقين. بمعنى آخر، يمكن أن يخلق شعوراً بـ«الهلاك الوشيك».

وقد أبرزت مراجعة أدبية عام 2021 أنه خلال جائحة «كوفيد-19» غيّر الكثير من الناس سلوكهم المتعلق باستخدام التكنولوجيا. فقد بدأوا بالسهر، والبحث عبر الإنترنت عن أعراض وحالات جديدة.

كما أشار مؤلفو المراجعة إلى أن الحاجة إلى سد فجوات المعلومات يمكن أن تؤثر في تصفح الأخبار السلبية. على سبيل المثال، قد يؤدي العثور على معلومة واحدة إلى مزيد من البحث عبر المنصات الرقمية لتأكيد المعلومات الأولية، أو البناء عليها.

مجلة كل الأسرة

كيف يمكن أن يؤثر تصفح الأخبار السلبية في صحتك؟

يمكن أن يُنشئ تصفح الأخبار السلبية حلقة مُدمّرة من استهلاك الأخبار والمعلومات السلبية، وتأكيدها. وقد يُؤدي إلى سلوكات قهرية، ويجعل من الصعب التوقف عنها.

وقيّمت دراسة أُجريت عام 2024 الآثار النفسية لتصفح الأخبار السلبية في بعض الدول، وأشارت الدراسة إلى أن السلوك المُرتبط بالتعرض الإعلامي يُمكن أن يُؤثر، بشكل كبير، في الصحة النفسية، ويُؤدي إلى قلق وجودي، ونظرة تشاؤمية متزايدة للعالم.

كما أظهرت دراسة نُشرت عام 2023، وقيّمت آثار تصفح الأخبار السلبية في الناجين في تركيا عقب زلزالين، أن هذه العادة يُمكن أن تزيد من مستويات الاكتئاب، والتوتر.

يمكن أن يؤثر تصفح الأخبار السلبية في صحتك الجسدية أيضاً، ويُؤدي إلى: الصداع، انخفاض الشهية، توتر العضلات، آلام الرقبة والكتف، اضطرابات النوم..

علاوة على ذلك، فإن محاولة البقاء على اطّلاع دائم على الأخبار عبر الإنترنت يُمكن أن تُسبب لك شعوراً بالتحفيز المُفرط، وتُدخلك في حالة قلق مُتزايدة قبل استخدام جهازك. وقد يعني هذا أنك تقضي وقتاً أطول وأنت في حالة تأهب قصوى، أو في حالة ذعر.

لماذا نشعر بالحاجة إلى «التصفح السلبي»؟

قد يتحوّل تصفح الأخبار السلبية إلى إدمان، من دون أن ندرك ذلك، إذ توفر الهواتف الذكية تدفقاً مستمراً من المعلومات، والتحديثات الجديدة، عبر التنبيهات والإشعارات. وقد لا يلاحظ الكثيرون أن هذه العادة قد تضر بصحتهم، إذ أصبح تصفح الوسائط المتعددة جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية.

ويُسلّط مقال إخباري حديث، صادر عن الجمعية الأمريكية لعلم النفس، الضوء على بحث يُشير إلى أن هذا السلوك قد يُؤدي إلى إفراز كمية ضئيلة من الدوبامين، وهي مادة كيميائية في الدماغ تُشعرنا بالمتعة. كما يُمكن أن يزيد من دافعيتنا، ويحفزنا على استيعاب المزيد من المعلومات.

مجلة كل الأسرة

كيفية التوقف عن تصفح الأخبار السلبية؟

غالباً ما يُولّد تصفح الأخبار السلبية شعوراً زائفاً بالسيطرة، ويدفعك إلى تجاهل الإشارات الداخلية التي تُشير إلى أن فعلاً مُعيّناً يُسبب ضرراً. كما أن تلقي سيل من الأخبار، سواء كانت إيجابية أو سلبية، قد يحرمك من الوقت الكافي لاستيعاب ما حدث.

إذا وجدت نفسك تتصفح باستمرار صفحاتك على مواقع التواصل الاجتماعي، أو تطبيقات الأخبار، فقد يكون الوقت قد حان للتفكير في إضافة بعض الاستراتيجيات التالية إلى روتينك اليومي:

  • استخدام حدود زمنية: يُمكن أن يُساعدك وضع حدود زمنية على أن تكون أكثر وعياً بالمدة التي تقضيها في استخدام المعلومات عبر الإنترنت. ومُعظم الهواتف الذكية مُزودة بوظائف تُتيح لك اختيار المُدة التي تُريد قضاءها، يومياً، على أيّ تطبيق. وإذا تجاوزت الحد المُحدد، فسيتم قفله، ويتطلب رمزاً لاستئنافه. وقد يكون تخصيص الوقت لفتح التطبيق كافياً، أحياناً، لتجاوز الحاجة إلى التصفح من جديد.
  • حذف تطبيقات الأخبار: في بعض الأحيان، قد يكون من الأسهل حذف تطبيقات الأخبار. يُمكن أن يُزيل هذا الرغبة في استخدام هاتفك، ويُسهّل عليك الحفاظ على حدودك.
  • طلب المساعدة ممّن حولك: قد يكون من المفيد أن تطلب المساعدة ممن يعيشون معك، أو يقضون معك وقتاً طويلاً من حولك، لتذكيرك بالابتعاد عن دورة الأخبار اليومية. قد لا تدرك مقدار الوقت الذي تقضيه في تصفح الأخبار السلبية. ويمكن لأحد أحبائك مساعدتك في التعرف إلى هذا السلوك عند حدوثه.
  • التفكير في أخذ استراحة من التكنولوجيا: إذا وجدت أن الطرق المذكورة سابقاً لا تُجدي نفعاً، ولا يمكنك التوقف عن تصفح الأخبار السلبية، ففكر في أخذ استراحة من التكنولوجيا. قد يكون من المفيد تذكير نفسك بأنك تبتعد حفاظاً على صحتك. وإذا كنت قلقاً بشأن تفويت شيء مهم، ففكّر في طلب المساعدة من صديق، أو فرد من العائلة، لإبلاغك بأيّ تحديثات مهمة.

إذا كان تصفح الأخبار السلبية يؤثر في صحتك، العقلية أو الجسدية، ولا تستطيع التوقف، فقد يكون الوقت قد حان للتحدث مع أخصائي يمكنه تقديم الدعم والتوصية باستراتيجيات التكيّف، لمساعدتك على استهلاك الأخبار بطريقة صحية.

مراجعة سريعة

يشير مصطلح «التصفح السلبي» إلى قضاء وقت طويل جداً في قراءة الأخبار السلبية على الإنترنت، من دون توقف. واكتسبت هذه العادة رواجاً كبيراً خلال جائحة «كوفيد-19»، عندما كانت هناك حاجة ضرورية إلى تحديث المعلومات.

أظهرت الأبحاث أن تصفح الأخبار السلبية قد يؤثر سلباً في صحتك، نفسياً وجسدياً. وقد يكون هذا أمراً تفعله في البداية من دون وعي عند استخدام هاتفك، ولكنه مع مرور الوقت يصبح عادة ضارّة.

يمكن أن يكون وضع حدود للتكنولوجيا، مثل تحديد وقت استخدام أجهزتك، خطوة أولى مفيدة في إدارة الحاجة إلى البقاء على اطّلاع دائم.

اقرأ أيضاً: «الديتوكس الرقمي».. ضرورة لتحقيق التوازن النفسي والاجتماعي