13 مايو 2025

خبراء يحذّرون من الاختبارات الطبية التي يروّج لها مؤثرو مواقع التواصل الاجتماعي

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

أشارت دراسة جديدة إلى أن منشورات المؤثرين حول الاختبارات الطبية الموجّهة للمستهلك غالباً ما تكون مضلّلة، وتقلّل من مخاطرها.

من المرجح أنكم شاهدتم منشورات مؤثرين يروّجون لاختبارات طبية موجّهة للمستهلك، مثل فحوصات الرنين المغناطيسي لكامل الجسم، أو تقييمات الخصوبة «بتوقيت البويضات»، وغيرها الكثير.

وقام باحثون بفحص نحو 1000 منشور من مؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، بإجمالي أكثر من 194 مليون متابع، روّجوا لفوائد هذه الأنواع الخمسة المبيّنة أدناه من الفحوصات الطبية التي يُمكنك إجراؤها، في دول غربية، من دون الحاجة إلى استشارة الطبيب أولاً:

  • فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لكامل الجسم
  • الاختبارات الجينية التي تزعم تحديد العلامات المبكرة لـ 50 نوعاً من السرطان
  • فحوصات الدم لمستويات هرمون التستوستيرون
  • اختبار هرمون مضاد مولر (AMH)، المعروف أيضاً باسم اختبار «مؤقت البويضات»، والذي يُفترض أنه يُجري مسحاً لعدد بويضات المرأة
  • اختبار ميكروبيوم الأمعاء

بشكل عام، روّج 85% من هذه المنشورات على «إنستغرام»، و«تيك توك»، بذكر الفوائد من دون ذكر أيّ مخاطر، وفقاً لنتائج دراسة نُشرت في مجلة علمية. تقول بروك نيكل، الباحثة الرئيسية في الدراسة، الحاصلة على درجة الدكتوراه، والماجستير في الصحة العامة الدولية، وزميلة باحثة أولى في الصحة العامة بجامعة سيدني في أستراليا «هذه الاختبارات مثيرة للجدل، إذ تفتقر جميعها إلى أدلة على فائدة صافية للأشخاص الأصحاء، وقد تؤدي إلى أضرار، بما في ذلك الإفراط في التشخيص، والإفراط في استخدام النظام الطبي». وتضيف «إذا بدت المعلومات المتعلقة بالاختبارات الطبية على وسائل التواصل الاجتماعي جيدة جداً لدرجة يصعب تصديقها، فمن المحتمل أنها فعلاً غير صادقة».

مجلة كل الأسرة

مؤثرون يتلقون أموالاً للترويج للاختبارات الطبية

وجدت الدراسة أن 68% من المؤثرين لديهم مصالح مالية في الترويج للاختبارات الطبية، مثل الشراكات، أو الرعاية، أو حصة من عائدات المبيعات.

ويشير بعض الخبراء إلى أن المؤثرين في مواقع التواصل يلحّون على المبالغة في تقدير الفوائد، وتقليل الأضرار، وكثير منهم يفتقرون إلى التدريب اللازم لفحص العلوم الكامنة وراء المنتجات. ونظراً لأن معظم المؤثرين لديهم حقوق رعاية، أو يحققون إيرادات من خلال نقر المستهلكين على الروابط وآليات مماثلة، فلا بد أن نشعر بناقوس الخطر فوراً، مع كل نوع من هذه المنشورات.

المخاطر المحتملة للفحوصات الطبية المباشرة

في الوقت نفسه، ذكر 6% فقط من المنشورات اثنين من المخاطر المحتملة الرئيسية للفحوصات الطبية المباشرة على المستهلك: الإفراط في التشخيص والإفراط في العلاج.

ولكن الأشخاص الذين يتأثرون بما يروّج له هؤلاء المؤثرون، ويبادرون إلى تجربة هذه الاختبارات، قد يعانون ألماً، وقلقاً، ومعاناة لا داعي لها، بخاصة إذا أشارت النتائج إلى مشاكل صحية خطرة، تدفعهم إلى إجراء المزيد من الاختبارات، والفحوصات.

كما قد تؤدي النتيجة الإيجابية الخاطئة إلى الكثير من القلق، وقد تتطلب اختبارات لاحقة، ربما تكون مؤلمة، أو مكلفة، أو حتى تُسبب ضرراً دائماً، وقد تُطمئن النتيجة السلبية الخاطئة الشخص بشكل زائف.

مجلة كل الأسرة

كيف تغربل هذه المنشورات لمعرفة حقيقتها؟ 

لتجنّب الوقوع ضحية منشورات المؤثرين، يوصي الخبراء باستخدام نفس الطريقة المستخدمة لاكتشاف الأخبار الكاذبة، والتي تُسمى طريقة «الغربلة»:

  • توقف: راقب ردود أفعالك العاطفية قبل مشاركة المنشورات، واحذر من المحتوى المُصمّم لجذب النقرات.
  • تحقق من المصدر: حاول البحث عن كاتب، أو مُنشئ المنشور، وتحقق ممّا إذا كان لديه أي حوافز مالية للترويج لشيء ما، أو مؤهلات تُشير إلى خبرته.
  • ابحث عن تغطية أفضل للموضوع: ابحث عن مصادر معلومات موثوقة تستخدم مُدققي الحقائق، ويمكنها دعم ادعاءاتها بأدلة علمية، ومن بينها المواقع الإلكترونية التي يُمكنها المساعدة على تدقيق المعلومات.
  • تتبّع الادعاءات إلى مصدرها الأصلي: إذا لم تتمكن من العثور على مصدر موثوق للادعاءات في منشور ما، فهذه علامة تحذيرية على أنها معلومات مضللة.

في نهاية المطاف، غالباً ما تحتوي منشورات وسائل التواصل الاجتماعي على القليل من الحقائق للتحقق منها، وتستند أكثر إلى أفكار مبالغ فيها، ومناشدات عاطفية. لذلك، فإن أفضل طريقة لتمييز الحقيقة عن الخيال دائماً ما تكون التحدث إلى الطبيب الذي يعرفك جيداً، وتاريخك الطبي.

وهناك الكثير من المعلومات المضللة على الإنترنت، بخاصة على مصادر وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن لأي شيء أن يبدو برّاقاً في مقاطع الفيديو المحرّرة، والقصص المنسقة. ونتيجة لذلك، فإن المصادر الأكثر مصداقية هي الأطباء الذين لا يروّجون بالضرورة لهذه الاختبارات.

مراجعة سريعة

وجدت دراسة أجريت على ما يقرب من 1000 منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، حول الاختبارات الطبية المباشرة للمستهلك، أن معظمها قلّل من مخاطرها، وبالغ في فوائدها.

غالباً ما يكون لدى مؤثري مواقع التواصل حافز مالي للترويج لهذه الاختبارات الطبية غير المثبتة. لذلك، فإن جرعة معقولة من الشك قد تساعدك على تجنب الاختبارات الطبية غير الضرورية، والقلق، والمبالغة في التشخيص.

اقرأ أيضاً: بين الإلهام والتضليل.. ما مدى خطورة مؤثري الـ«سوشيال ميديا»؟