01 مايو 2025

أمراض اللثة وعلاقتها الخفية بصحة القلب

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

هل تعلم أن صحة فمك قد تؤثر، بشكل مباشر، في صحة قلبك؟ إذ تشير بعض الأبحاث إلى وجود رابط قوي بين أمراض اللثة وأمراض القلب، وتؤثر البكتيريا الفموية في صحة القلب، بخاصة أن هذه البكتيريا تسهم في زيادة مستويات الالتهاب في الجسم، ما يضّر بالأوعية الدموية، وزيادة خطر الإصابة بتصلب الشرايين، وأمراض القلب.

فكيف نجعل العناية الجيدة بصحة الفم من الأولويات، ونتجنب مشاكل الأسنان، لحماية قلبك وأوعيتك الدموية؟

في هذا الصدد، نرصد الأبحاث الطبية الحديثة التي تكشف العلاقة الخفية بين صحة الفم وسلامة القلب، ونتعرّف إلى منحى تأثير التهاب اللثة في القلب والأوعية الدموية، إضافة إلى استراتيجيات الوقاية للحفاظ على صحة القلب والفم:

مجلة كل الأسرة

تؤكد الدكتورة أسماء عبداللطيف، أخصائية طب الأسنان في برايم ميديكال سنتر - المزهر، أنّ «الأبحاث تشير إلى وجود صلة قوية بين أمراض اللثة، مثل التهاب اللثة والتهاب دواعم السن، وأمراض القلب، ويرتبط هذا بالعوامل الالتهابية المزمنة التي تسببها بكتيريا اللثة، حيث يمكنها الانتقال عبر مجرى الدم لتؤثر سلباً في الأوعية الدموية، والقلب. وثمة دراسات داعمة لهذا المنحى، منها «دراسة من Journal of the American Heart Association عام 2019 أشارت إلى أن أمراض اللثة تزيد من خطر تصلب الشرايين، ودراسة أخرى في Circulation أوضحت أن البكتيريا الفموية، مثل Porphyromonas gingivalis قد تعزز الالتهاب الجهازي، ما يؤدي إلى أمراض القلب».

وتوضح د. أسماء أثر التهاب اللثة في الجسم بشكل عام «ثمة أبحاث حديثة أظهرت أن التهاب اللثة لا يؤثر في الفم والأسنان فقط، بل يمكن أن يكون له تأثيرات بعيدة المدى في الجسم ككل. وعندما تصبح اللثة ملتهبة، يمكن للبكتيريا أن تنتقل إلى مجرى الدم، وتسبب التهاباً في مناطق أخرى من الجسم».

وترصد آثار البكتيريا الفموية مثل Porphyromonas gingivalis بحيث تؤدي إلى:

1. التهاب جهازي: ترفع مستوى بروتين الالتهاب (CRP) الذي يضر ببطانة الأوعية الدموية.
2. تصلب الشرايين: تدخل البكتيريا، أو منتجاتها مجرى الدم، ما يؤدي إلى تراكم اللويحات الدهنية.
3. تجلط الدم: تحفز بعض البكتيريا تكوين جلطات قد تسبب نوبات قلبية، أو سكتات دماغية.

مجلة كل الأسرة

الفحوصات والتحاليل التي تكشف عن التأثير المشترك بين صحة الفم وصحة القلب

تتوقف د. أسماء عبد اللطيف عند هذه الفحوصات، وهي:

  • تحاليل دم، مثل CRP والبروتينات الالتهابية.
  • الفحص السريري والأشعة السينية لتقييم صحة اللثة.
  • تخطيط القلب والفحوصات الدموية لمراقبة صحة القلب.

أما العلامات التحذيرية، فتتبيّن عبر:

  • نزيف متكرّر في اللثة.
  • رائحة فم مستمرة.
  • احمرار أو تورّم اللثة.
  • تعب عام مصحوب بألم في الصدر، أو صعوبة في التنفس.
مجلة كل الأسرة

الوقاية من التهاب اللثة للحفاظ على صحة القلب

وعن كيفية الوقاية من التهاب اللثة لتجنب المخاطر الصحية على القلب، ترصد أخصائية طب الأسنان آليات الوقاية عبر:

  • تنظيف الأسنان مرتين يومياً بمعجون يحتوي على الفلورايد.
  • استخدام الخيط المائي من بين الأسنان.
  • استخدام غسول فم مضاد للبكتيريا.
  • زيارة دورية لطبيب الأسنان.

كيف نعلّم أبناءنا الحفاظ على صحة اللثة والأسنان؟

تتوقف د.أسماء عبد اللطيف عند أهمية:

  • توفير أدوات تنظيف تناسب أعمارهم.
  • تحويل تنظيف الأسنان إلى نشاط ممتع عبر الأغاني أو القصص.
  • شرح أهمية صحة الفم بشكل مبسط.
  • تقديم مكافآت لتحفيزهم على الالتزام بالنظافة اليومية.

وبخصوص تناول الأطعمة التي تعزز صحة اللثة والقلب، تذكر أبرزها:

  • الفواكه والخضراوات: تحتوي على مضادات الأكسدة التي تساعد على تقليل الالتهابات.
  • الأسماك الدهنية مثل السلمون: غنية بالأحماض الدهنية أوميغا-3 التي تسهم في صحة القلب.
  • الأطعمة الغنية بالألياف: مثل الحبوب الكاملة والمكسرات التي تحسّن من صحة اللثة.
  • الأطعمة الغنية بفيتامين C: مثل البرتقال والفراولة، التي تساعد على تقوية الأنسجة اللثوية.