الحياة هِبة جميلة من الله، حقيقة يجب أن نحتفظ بها دائماً في أذهاننا. ولكن كبشر، لدينا دائماً عادة الميل إلى التركيز على الأشياء التي لا نملكها في حياتنا، بدلاً من التركيز على، أو إدراك كل الأشياء الإيجابية الموجودة في حياتنا، والتي تؤثر في جودة حياتنا. في النهاية، يحرم هذا الشعور السلبي الكثير من البشر تحقيق السعادة في حياتهم.
هل سمعت عن «متلازمة البلاط المفقود»؟ هذا شيء نميل جميعاً إلى القيام به. فنحن نركز عموماً على ما هو مفقود، بدلاً ممّا هو موجود، وما هو سلبي بدلاً ممّا هو إيجابي في حياتنا. وعلى الرغم من أن لدينا حياة مملوءة بالسعادة وكل البركات، إلا أننا غالباً ما نهتم بالأشياء المفقودة.
«متلازمة البلاط المفقود»، هو مصطلح صاغه دينيس براجر، حيث يركز الشخص ببساطة على الأشياء التي يفتقدها، وبالتالي يحرم نفسه السعادة. تخيّل أنك في متحف وتنظر إلى الأعلى وترى سقفا جميلاً مكوّناً من آلاف البلاطات، لكن عندما تنظر حولك، تلاحظ أن إحدى البلاطات مفقودة. وعلى الرغم من أن بقية السقف مثالي وجميل، ولكنك الآن غير قادر على الاستمتاع بجماله الكامل، بسبب قطعة البلاط المفقودة فقط. بناء على هذه البلاطة المفقودة، خرج إلينا مصطلح «متلازمة البلاط المفقود».
تمتد هذه السلبية إلى جميع جوانب حياتنا، وكيفية تعاملنا مع الآخرين. لدينا جميعاً عدد من الرغبات ولكننا لا نمتلكها جميعها، فنظل نفكر، ونلحّ في التفكير فيها مرات عدة.. هذه هي البلاطة المفقودة في حياتنا.
نحاول دائما تحقيق أقصى قدر من الكمال في حياتنا. هناك بعض الرغبات «البلاط المفقود» التي لا يمكننا تحقيقها (استبدالها / إصلاحها). على الرغم من إمكانية إصلاح البلاطة المفقودة في السقف، كي يبدو السقف مثالياً وجميلاً مرة أخرى، ولكن لسوء الحظ، لا يوجد حدّ للسعادة لدى البشر، ومن المؤسف أنه لا توجد حياة مثالية.
ستكون الصحة في خطر كبير عندما نركز على البلاطة المفقودة باستمرار. قد نختبر أعراضاً جسدية ونفسية مختلفة، مثل التعاسة، والقلق، والحزن، والندم، وعدم الامتنان.
1- كن شاكراً وممتناً: يجب أن نكون دائما شاكرين لله على البلاط الموجود في حياتنا، وأن نعيش حياة سعيدة وأفضل. قد لا نحصل على كل شيء في الحياة، ولكن يمكننا دائماً السعي للحصول على شيء ما، ونظل نتمسك بالقناعة.
2- املأ نفسك بالشعور بالرضا: سيجعلنا ذلك في النهاية راضين عن الأشياء التي لدينا في الحياة بدلاً من فقدان الأشياء.
3- لا تكن جشعاً: كما هو الحال في الحياة، لا يمكننا أن نملك كل شيء، ولكن يجب أن نملك شيئاً.
4- لا تكن طماعاً: يتسم الطمع بالرغبة المفرطة في الحصول على نفس الثروة التي يمتلكها شخص آخر. وكبشر، اعتدنا على التفكير في مثل هذه الأمور. هذه المشاعر تجعلنا نعاني أنواعاً مختلفة من السلوكات السلبية مثل السرقة، والسطو، والقتل، وما إلى ذلك.
1- انسَ في بعض الأحيان ما ينقصك: (إذا كان ما تريده غير واقعي).
2- إما أن تعمل للحصول على ما ينقصك (إذا كان ذلك ممكنا)، وإما حاول إيجاد طريقة معدلة للحصول على ما تفتقده.
3- حاول إيجاد بديل ( بديل مقبول)، في بعض الأحيان قد نتمكن من إيجاد ما هو أفضل.
4- تقبّل الأمر، أو انسَه. إذا لم يكن من الممكن تحقيق الشيء المفقود، فحاول قدر الإمكان أن تنساه، أو لا تفكر فيه كثيراً. إذا لم تتمكن من تغيير الشيء، فتقبّله على الأقل. سيمنحك ذلك الرضا في النهاية.
5- استبدل الشيء المفقود بشيء آخر. على سبيل المثال، إن التركيز دائماً على عدم القدرة على لعب كرة القدم لن يؤدي إلا إلى الاكتئاب، بينما الاستمرار في ممارسة مهنة ناجحة في مجال آخر، يجعلنا سعداء، وأصحاء.
6- قرر مع أو من دون. عليك أن تقرر أنك يجب أن تظل دائماً سعيداً، بغضّ النظر عن وجود هذا «البلاط المفقود»، أو عدم وجوده.
7- إذا كان «البلاط المفقود» هو مركز سعادتك، ودائرة قوتك، فركّز على كيفية الحصول عليه، أو تحقيقه. على سبيل المثال: العثور على شريك مناسب، أو تغيير الوظيفة، وما إلى ذلك.
معظم ما ينقصنا في حياتنا، أو ما نعتقد أنه ينقصنا، ربما لا يمكن تعويضه. إذ لا يمكن أحياناً جعل الحياة مثالية، مثلما نتمنى، ونرغب. ولهذا السبب، فإن التركيز على «البلاط المفقود» في حياتك يمثل مشكلة كبيرة، وهي تسرق سعادتك. فجميعنا لدينا حياة واحدة نعيشها. بدلاً من القلق بشأن ما لا يمكنك التحكم فيه، حوِّل طاقتك إلى ما يمكنك خلقه.
كن ممتناً لما لديك بالفعل أثناء متابعة تحقيق أهدافك. تذكّر أن الشيء الوحيد الذي يمكنك التحكم فيه هو موقفك العقلي. عندما يكون سقفك مملوءاً بالبلاط، خذ وقتك لتعيش، وتحب، وتضحك، بينما تستمتع بالحياة.
اقرأ أيضاً:
- كيف تصبح شخصاً إيجابياً؟ وما أهم مصادر الطاقة الإيجابية؟
- 8 نصائح للتخلص من المشاعر السلبية