23 أبريل 2025

ما تأكله الأم أثناء الحمل يؤثر في نوع الطعام الذي يحبه الطفل لاحقاً

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

تشير الأبحاث الحديثة إلى وجود صِلة بين ما تأكله الأمّهات وتفضيلات الأطفال الغذائية، في وقت لاحق. لذلك يجب على الأمهات اللواتي يأملن في تشجيع أطفالهن الصغار على تناول المزيد من الخضروات، أن يستهلكن هذه الأطعمة خلال المراحل اللاحقة من الحمل.

يأتي هذا الاكتشاف في أعقاب دراسة وجدت أن الأطفال حديثي الولادة يستجيبون، بشكل إيجابي، لرائحة الكرنب أو الجزر، إذا تعرّضوا لها في الرحم. أجري البحث في جامعة دورهام البريطانية، وراقب تعبيرات الوجه لـ 32 طفلاً في الأسبوعين 32 و36، وكذلك بعد ثلاثة أسابيع من الولادة، حيث تناولت أمّهات هؤلاء الأطفال بانتظام كبسولات الكرنب، أو الجزر.

ويبيّن الباحثون المشاركون في هذه الدراسة، أن تحليلاتهم لتعبيرات وجوه الأطفال أوضحت أنه يبدو أن الجنين يتفاعل بشكل أكثر إيجابية تجاه رائحة الأطعمة التي تناولتها الأم خلال الأشهر الأخيرة من الحمل.

ومن المحتمل أن يعني هذا أننا نستطيع تشجيع الأطفال على التفاعل بشكل أكثر إيجابية تجاه الخضراوات الخضراء، على سبيل المثال، من خلال تعريضهم لهذه الأطعمة أثناء الحمل.

مجلة كل الأسرة

متى وكيف يتذوّق الأطفال الطعام ويستشعرون النكهات في الرحم؟

الطريقة الرئيسية التي يستشعر بها الجنين النكهة هي من خلال السائل الأمنيوسي. ففي الرحم، يستقر الجنين في السائل الأمنيوسي. والسائل الأمنيوسي ينشأ من الأم، ويدخل إلى الرحم، وهناك في السائل يجد الجنين نكهات ما تأكله الأم.

وفي الدراسة التي أجريت، أعطى الباحثون الأمّهات قبل نحو 20 دقيقة من الفحص إما كبسولة مملوءة بمسحوق الجزر، وإما كبسولة مملوءة بمسحوق الكرنب، لتصل إلى الجنين بعد نحو 25 دقيقة.

وبما أن حاسة التذوق لدى الجنين تبدأ بالتطور في وقت مبكر جداً من الحمل، فقد علم الباحثون أنه في الأسبوع 32 والأسبوع 36، أو بحلول ذلك الوقت، كانت القدرة على استشعار النكهة قد تم تأسيسها بالتأكيد، لأنه في الثلث الأول من الحمل تبدأ براعم التذوق بالنمو والعمل، أي بنحو الأسبوع 12-14، وهذا مبكر جداً عن الوقت الذي عرّض الباحثون فيه الأجنّة لنكهات الأطعمة في دراستهم، لأنهم أرادوا التأكد من أنها ستكون متطورة بما يكفي للاستمتاع بها.

الأجنّة حساسة جداً للرائحة في وقت مبكر جداً

يشير الباحثون إلى أن حاسة الشم تحدث في وقت مبكر جداً لدى الجنين، حيث يكون لدى الأجنة حاسة شم أكثر تطوراً من البالغين عادة. ويمكنها اكتشاف الاختلافات الدقيقة في الرائحة أكثر بكثير مما يستطيع، غالباً، البالغون .

مجلة كل الأسرة

ما نوع النظام الغذائي الموصى به للأمّهات الحوامل؟

ما تأكله الأم له بالتأكيد تأثير في كيفية نمو الجنين. لذلك، يجب على الأمّهات تناول نظام غذائي، صحي ومتنوّع. وتتمثل إحدى الطرائق المحتملة لجعل الأطفال يحبون الخضراوات، في إعطاء الأمّهات بعض الكبسولات التي اعتمدت في هذه الدراسة، وقد يكون لها تأثير في كيفية تفاعل الأطفال معها بعد الولادة. حيث قام الباحثون باختبارها على الأطفال الصغار جداً فقط، لذا فإن الدراسة المتابعة ستكون مهمة مع الأطفال الأكبر سناً.

وعليه، يؤكد الخبراء أن اتّباع نظام غذائي متنوع ومتوازن هو مفتاح العلاقة بين ما تأكله الأم أثناء الحمل، وما يفضله الطفل لاحقاً، ويقترحون تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالبروتين. فالأطعمة الغنية بالبروتين تدعم توازن نسبة السكّر في الدم، كما أنها تشكل اللبنات الأساسية للطفل النامي. كما أن البروتين ضروري أثناء الحمل لأنه يستخدم للنمو والبناء.

لذلك يجب على النساء الحوامل الحرص على تضمين البروتين في كل وجبة، مثل المكسرات، والبذور، والبقول، والبيض، واللحوم، والأسماك، ومنتجات الألبان، وفول الصويا.

كيف تؤثر العوامل الأخرى في تفضيلات الأطفال للطعام بعد الولادة؟

هناك العديد من التأثيرات التي تدخل ضمن هذا النطاق، بما في ذلك ثقافة الطعام، أي، على سبيل المثال، إذا ما كانوا يأكلون معاً كعائلة. كما أن من الأمور التي تلعب دوراً هامّاً في هذا الشأن ما إذا كان الوالدان يعانيان مشاكل متعلقة بالطعام، وكذلك مدى توتر الأم، واكتئابها.

فإذا كانت الأم في حالة توتر شديد، واضطرت إلى إطعام الطفل ولم يرغب الطفل في تناول الطعام، فسيكون من الصعب جداً إدخال هذا الطعام إلى فم الطفل، ما قد يؤدي إلى زيادة توتر الأم أثناء أوقات الوجبات، وقد يؤدي إلى صعوبة تناول الطعام.

إذن، من المهم منح الطفل مجموعة متنوعة من النكهات بعد الولادة (على سبيل المثال من خلال حليب الثدي عندما تتناول الأم نفسها نظاما غذائياً متنوعاً)، ولكن ما وجده الباحثون أيضاً، هو أن البدء قبل الولادة قد يساعد. إضافة إلى ذلك، عندما تتعلم الأجنة ثقافة الطعام ـ من خلال النظام الغذائي للأم ـ ستكون مستعدة لها بعد الولادة.

اقرئي أيضاً: كيف تجعلين أطفالك يتناولون الأطعمة الصحية؟