تغسلين الأطباق باستمرار، تنظّفين الأسطح في المطبخ، تشعرين بالسعادة كلما وَجدت المكان لامعاً ونظيفاً، شيء مفرح حقاً، ولكن ماذا لو عرفت أن الإسفنجة التي تستخدمينها للتنظيف قد تكون عدوّاً مخيفاً ناقلاً للأمراض في الخفاء وبصمت... هذا طبعاً إن لم تكوني واعية، فتتخذي الإجراءات اللازمة لجعل الإسفنجة نظيفة دائماً، ومحل ثقة!
مرتع خصب للبكتيريا
إي كولاي.. سالمونيلا.. أسينيتوباكتر.. موراكسيلا.. الكريزوباكتيريوم.. وغيرها، أسماء جميلة؟ نعم، ولكن لبكتيريا مخيفة! العشرات منها، ومن أنواع أخرى من البكتيريا قد تتكاثر في الإسفنجة ليصل عددها إلى 50 ملياراً في السنتمتر المكعّب الواحد! وإذا كان معظمها غير ضارّ فإن بعضها قد يسبب العديد من الأمراض.
وعلى الرغم من أن الإسفنجة من الأدوات المستخدمة يومياً، لكننا نادراً ما نفكر في تعقيمها، لأنها قد تحوي عشرات المليارات من البكتيريا، فتشكل أكبر مكان في المنزل تتجمع فيه البكتيريا النشطة، وتتكاثر حتى أكثر من المرحاض! بناء على دراسة كان قد أجراها باحثون من جامعة فورتفانجن بألمانيا عام 2017.
ما الذي يجعل الإسفنجة المكان المفضل للبكتيريا؟
إسفنجة المطبخ دائماً رطبة، وغالباً ما تحتوي على بقايا طعام، ومواد أخرى تساعد على نمو البكتيريا، وتطوّرها بشكل سريع. ومجرّد نقع الإسفنجة في الصابون، أو غيره من منظفات الأطباق، لا يعني أن البكتيريا لن تنمو، أو ستتوقف عن التكاثر! لذا، يوصي خبراء الصحة والسلامة الغذائية بغسل الإسفنجة، وغيرها من أقمشة التنظيف المستخدمة في المطبخ، بالماء الحار، وتعقيمها باستمرار.
كيف تعتنين بالإسفنجة إلى أن يحين وقت استبدالها؟
تعتمد مدة استعمال الإسفنجة، بشكل أساسي، على درجة الحفاظ على نظافتها، فإذا أردتِ استخدامها لأطول فترة ممكنة قبل استبدال أخرى جديدة بها..
عليك اتباع النصائح التالية:
1- اشطفي الإسفنجة جيداً بالماء الحار بعد كل استخدام لإزالة رواسب الطعام.
2- قومي بتعقيمها وهي رطبة بوضعها في الميكروويف لمدة دقيقة واحدة، أو بنقعها لبضع دقائق في محلول الجافل المخفف، فإن ذلك يقلل من أعداد البكتيريا، ويضعفها، كما أثبت الباحثون في جامعة فورتفانجن.
3- وضع الإسفنجة في الغسالة على درجة حرارة 60 درجة مئوية قد يطهرها، لكنه في الوقت ذاته قد يتلفها ويجعلها ممزقة.
4- جففي الإسفنجة جيداً بعد استخدامها، ولا تتركيها منقوعة في محلول الصابون.
مدة استخدام الإسفنجة
يعتمد عمر الإسفنجة على عدد مرات استعمالها، ونوعيتها، ولإطالة عمرها يجب قبل استخدامها التخلص من بقايا الطعام، وفتات الخبز، وكذلك مسح المقلاة التي تحتوي على رواسب محترقة. مع ذلك، يفضل تبديل الإسفنجة كل أسبوع، وعلى الأكثر كل أسبوعين.
وفي حال صدرت عن الإسفنجة رائحة كريهة، أو تغيّر لونها، أو بدأت تتفتت، فلا بد من رميها حتى لو مر على استخدامها أقل من أسبوع!
من ناحية أخرى، يتعلق تبديل الإسفنجة بمهماتها، ومن الأفضل أن تخصّصي إسفنجة لتنظيف الأواني، وأخرى لتنظيف الثلاجة، وثالثة لتنظيف الفرن.
بدائل بيئية وسهلة الاستخدام
إذا أردت اعتماد حلول أكثر استدامة ونظافة، فإليك بدائل، مثل الإسفنج القماشي القابل للغسل، أو فرشاة الأطباق، أو الإسفنج السيليكوني، أو القماش السويدي، وهو نوع من المناديل القابلة للغسل، وهي بدائل للإسفنجة التقليدية، ويمكنها التمتع بعمر افتراضي أطول.
كما يمكنك أيضاً صنع «الطواشي» اليابانية، وهي إسفنجة مصنوعة من الأقمشة القديمة، تتميز بكونها بيئية، وتجف بسرعة، على عكس الإسفنج الصناعي، والفرشاة المصنوعة من ألياف تطلق جزيئات بلاستيكية دقيقة في المكان.