10 خرافات حول انفصام الشخصية «الشيزوفرينيا» يفندها الأطباء فلا تصدقوها

عندما يرد ذكر انفصام الشخصية، أو الشيزوفرينيا، نجد انتشار المفاهيم الخاطئة، والأكاذيب الصريحة حول هذا المرض العقلي، ويحذّر الخبراء من أن مثل هذه المعلومات المضلّلة ضارّة بالأشخاص المصابين بانفصام الشخصية، ومحبيهم من حولهم.
يعاني المصابون بانفصام الشخصية معاناة مزدوجة، الأولى من المرض نفسه، والثانية من التمييز الذي يواجهونه بسبب نقص المعرفة عن المرض لدى الناس. ومع ذلك، فإن العديد من الأشخاص المصابين بانفصام الشخصية قادرون على عيش حياة طبيعية، إلى حد كبير، مع العلاج، والدعم، والكثير منهم يتحسن فعلاً.
نستعرض في ما يلي أهم الخرافات والحقائق حول مرض انفصام الشخصية:
الخرافة: يعاني المصابون بانفصام الشخصية وجود شخصيتين أو أكثر
الحقيقة: هذه الخرافة منتشرة بشكل واسع، حيث يعتقد الناس وجود شخصيتين، أو أكثر، لدى المريض بانفصام الشخصية. لكنها مجرّد خرافة. وفقاً للمعهد الوطني للصحة العقلية في أمريكا، يتميّز مرض انفصام الشخصية في الواقع بأعراض ذهانية، مثل الهلوسة، والأوهام، وطرق التفكير غير العادية، (أو اضطراب الفكر). ويعاني بعض الأشخاص المصابين بالفصام أيضاً، أعراضاً أخرى، مثل ضعف الإدراك، أو صعوبة التواصل الاجتماعي، أو انخفاض التعبير عن مشاعرهم. وفي الوقت نفسه، فإن اضطراب الشخصية المتعددة، والذي يُطلق عليه الآن اضطراب الهوية الانفصامية، هو تشخيص مختلف تماماً.
الخرافة: من السهل التعرف إلى مرض انفصام الشخصية
الحقيقة: قد يتساءل البعض عن مدى صعوبة التعرف إلى حالة الفصام، ويقول «ألا تكشف الهلوسة عن ذلك؟». في الواقع، يمكن أن تتطور علامات خفية للغاية في وقت مبكر، ولا تتم ملاحظتها لسنوات. وربما تتطور بعض السلوكات غير العادية، وبعض الاختلالات الإدراكية في مرحلة الطفولة، ولكن الأعراض الأخرى لا تتكشف حقاً، حتى سنّ المراهقة، أو حتى أوائل مرحلة البلوغ.
الخرافة: انفصام الشخصية مرض نادر للغاية
الحقيقة: يقول الأطباء إن هذا مرض شائع جداً. إذ يعاني أكثر من 20 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، انفصام الشخصية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. إذ يبلغ معدل انتشار المرض السنوي في الولايات المتحدة، وحدها، نحو 1.5 مليون حالة، على الرغم من صعوبة الحصول على أرقام دقيقة.

الخرافة: إنه خطأ المريض إذا أصيب بانفصام الشخصية
الحقيقة: لسوء الحظ، لا يزال الوصم المرتبط بالمرض العقلي منتشراً جداً، وهذا يشمل انفصام الشخصية، حيث يميل بعض الأشخاص إلى الاعتقاد بأن الشخص لا يصاب بالمرض فحسب، بل إنه مسؤول عنه بطريقة ما. ولكن الحقيقة هي أن العلماء لا يعرفون حقاً، ما الذي يسبب تطور انفصام الشخصية. قد يكون مزيجاً من العوامل الوراثية، والبيئية، وكيمياء الدماغ الفريدة للشخص. ويبدو أن التاريخ العائلي للمرض يزيد أيضاً من خطر إصابة الشخص.
الخرافة: لا يوجد علاج فعال لانفصام الشخصية
الحقيقة: صحيح أنه لا يوجد علاج شافٍ لانفصام الشخصية، ولكن يمكن علاجه وإدارته. ووفقاً للرابطة الوطنية لأطباء الأمراض العقلية في أمريكا، فإن أكثر أنواع العلاج شيوعاً تشمل العلاج النفسي، والأدوية المضادة للذهان، واستراتيجيات الإدارة الذاتية. فالعديد من المصابين يعملون بجد لتطوير مهارات التأقلم الفعالة. كما أن الالتزام بخطة علاج فعّالة قد يساعد على منع الانتكاسات، أو منع تفاقم الأعراض.

الخرافة: يجب أن يبقى المصاب بانفصام الشخصية في المستشفى لفترة طويلة
الحقيقة: في الماضي، كان هناك أوقات يودع فيها المصابون بأمراض عقلية في مؤسسات صحية، أحياناً لفترات طويلة من الزمن، وفي بعض الحالات، حتى مدى الحياة. ولكن اليوم، ليس على الشخص الذي يتم تشخيصه بانفصام الشخصية ويبدأ العلاج، أن يخاف من احتمالية دخول المستشفى لفترة طويلة.
الخرافة: لا يستطيع المصابون بانفصام الشخصية أن يعيشوا حياة كاملة
الحقيقة: يعيش العديد من المصابين بانفصام الشخصية حياة كاملة، وذات معنى. لديهم عائلات، ومنازل خاصة بهم، ويعملون في مهن تلبي اهتماماتهم المهنية، وتوفر الدعم المالي. هناك محامون، وأطباء، ومعلمون، ورجال أعمال، يبلون بلاء حسنا في الحياة. وبمجرد حصول الشخص على العلاج، يمكن أن تكون حياته مثل حياة أي شخص آخر. يمكن أن يكون لديه عائلة وأطفال، مثل أيّ شخص آخر.

الخرافة: الأشخاص المصابون بانفصام الشخصية ليسوا أذكياء
الحقيقة: يؤثر انفصام الشخصية في الأشخاص من خلال مستويات متفاوتة من الذكاء. يمكنك، بالتأكيد، أن تكون ذكياً وموهوباً وأنت تعاني انفصام الشخصية أيضاً. ومن الأمثلة الرئيسية: فاز عالم الرياضيات الأمريكي جون إف ناش الابن، بجائزة نوبل للاقتصاد عام 1994 عن عمله في الرياضيات الخاصة بنظرية الألعاب، وكلنا نتذكر قصته من فيلم A Beautiful Mind، بطولة راسل كرو، الذي عرض في عام 2001.
الخرافة: لا يمكننا فعل الكثير لمساعدة شخص مصاب بانفصام الشخصية
الحقيقة: هناك في الواقع الكثير الذي يمكنك فعله لمساعدة أحد أحبّائك المصاب بانفصام الشخصية. على سبيل المثال، من المهم عدم تجاهل، أو استبعاد أحد أفراد الأسرة، أو الأصدقاء الذين يخبرونك أنهم يعانون بعض الأعراض. فكلما بدأوا العلاج مبكراً، كان ذلك أفضل، لأنه قد يساعدهم على درء بعض العزلة التي قد تتطور أثناء صراعهم مع المرض. يمكنك أيضاً إظهار حبك لهم، وأنك تقبلهم كما هم، وأنك على استعداد لمساعدتهم، وأنك تدعمهم في الحصول على العلاج.
الخرافة: الأشخاص المصابون بانفصام الشخصية عنيفون
الحقيقة: يفترض بعض الناس أن الأشخاص المصابين بانفصام الشخصية لديهم ميول نحو العنف، وهذا اعتقاد خاطئ، تمت تغذيته من خلال الأفلام والبرامج التي تشير إلى المرض العقلي كسبب محتمل لأعمال العنف. لكن الحقيقة هي أن الأشخاص المصابين بانفصام الشخصية هم أكثر عرضة لأن يكونوا ضحايا للعنف من الجناة، وفقاً لمقال علمي كتبه هايدي ويرينج، وهنري كاربنتر في مجلة Schizophrenia Bulletin. وتشير الأبحاث إلى أن التصور الخاطئ قد يكون السبب الرئيسي وراء استمرار وصمة المجتمعات المرتبطة بهذا الاضطراب.