بفضل بريقها ومظهرها المثالي الذي يجذب الكثير من الفتيات، اجتاحت عالم الجمال صيحات جديدة، مثل «البشرة الزجاجية»، و«بشرة الدونات»، و«بشرة الدلافين» التي عادة ما تعتمد على أنظمة روتينية، ومكوّنات فعّالة، وتقنيات مبتكرة للعناية بالبشرة.
د. أوليفيرا نيكوليك
لكن ما مدى أمان استخدام هذه المكوّنات بشكل مستمر؟ وهل يمكن أن تحقق الجمال المطلوب من دون أن تكون لها أضرار على صحة البشرة؟ هذه الأسئلة تجيبنا عنها الدكتورة أوليفيرا نيكوليك، أخصائية طب الأمراض الجلدية في مستشفى ميدكير للنساء والأطفال.
مكوّنات «البشرة الزجاجية»
تذكر د. نيكوليك، أهم المكوّنات المستخدمة للبشرة الزجاجية:
- حمض الهيالورونيك: من خوّاصه جذب الرطوبة والاحتفاظ بها، ما يمنح البشرة مظهراً ممتلئاً ونديّاً.
- النياسيناميد: يعمل على تحسين قوام البشرة ويوحّد لونها ويعزّز ترطيبها.
- السكوالين: عامل مرطّب يساعد على الحفاظ على حاجز البشرة.
- فيتامين «سي»: بخواصه الفريدة يعمل على تفتيح البشرة وتقليل فرط التصبّغ.
- مواد تقشير البشرة (أحماض ألفا هيدروكسي AHAs وأحماض البيتا هيدروكسي BHAs) التي تساعد على إزالة خلايا الجلد الميّتة لتعزيز سطح أكثر نعومة للبشرة.
وعن مدى سلامة تلك المكوّنات للبشرة، توضح:
- يعد حمض الهيالورونيك آمن بشكل عام لجميع أنواع البشرة، بما في ذلك البشرة الحساسة، وهو مكوّن طبيعي جيد للبشرة.
- النياسيناميد آمن أيضاً لمعظم الأشخاص، ويمكن أن يساعد على حلّ مشاكل البشرة المختلفة من دون آثار جانبية كبيرة.
- السكوالين غير مهيّج وهو مناسب لأنواع البشرة الجافة والدهنية.
- فيتامين «سي» فعّال، ولكن يمكن أن يصبح مزعجاً مع معظم أنواع البشرة، إذا ما تم استخدامه بتركيزات عالية، أو مع المكوّنات النشطة الأخرى.
كما تنبّه «يجب مراعاة استخدام مواد تقشير البشرة (أحماض ألفا هيدروكسي AHAs وأحماض البيتا هيدروكسي BHAs) بحذر، حيث إن الإفراط في استخدامها يمكن أن يؤدي إلى التهيّج والحساسية، كما يُعد من المهم الاستمرار في استخدام واقي الشمس، لأن مقشرات البشرة يمكن أن تزيد من حساسيتها للشمس».
مكوّنات «بشرة الدونات»
في ما يتعلق ببشرة الدونات، تكشف د. نيكوليك، أهم مكوّناتها:
- زيت جوز الهند، أو زيت الجوجوبا: يمنح ترطيباً مكثفاً، وتأثيراً لامعاً وأملسَ للبشرة.
- الجليسرين: مرطب يجذب الرطوبة إلى البشرة.
- الأمصال المرطبة: تحتوي في الأغلب على مكوّنات مثل حمض الهيالورونيك، والصبّار.
- البرايمر لبشرة متألقة: يمكن أن يضيف لمسة نهائية مشرقة إلى البشرة.
وعن مدى سلامة استخدامها على البشرة، تشير:
- يمكن أن يتسبب زيت جوز الهند بانسداد المسامّ لبعض الأشخاص، ما يؤدي إلى ظهور البثور، لذا من الأفضل استخدامه لأنواع البشرة الجافة.
- لا يتسبب زيت الجوجوبا بشكل عام، بانسداد المسام ويحاكي الزيوت الطبيعية للبشرة، ما يجعله مناسباً لمعظم أنواع البشرة.
- الجليسرين مرطب آمن وفعّال لجميع أنواع البشرة.
- يجب اختيار الأمصال المرطبة بناء على نوع البشرة وحساسيتها. كما يجب أن تكون المكوّنات منظمة بشكل جيد لتفادي تهيّج البشرة.
مكوّنات بشرة «الدلافين»
توضح د. نيكوليك، المكوّنات التي تستخدم للحصول على بشرة الدلافين:
- مرطّبات عالية الأداء: تحتوي على السيراميد والببتيدات لتعزيز الترطيب، ووظيفة حاجز البشرة.
- معززات التوهّج: منتجات تحتوي على مسحوق الميكا، أو اللؤلؤ الذي يعكس الضوء للحصول على لمسة نهائية نديّة.
- مستحضرات التونر والخلاصات المرطبة: التي تحتوي في الأغلب على مكوّنات مثل ماء الورد، أو بندق الساحرة.
وعن مدى سلامة تلك المكونات للبشرة، تشير د. أخصائية طب الأمراض الجلدية:
- السيراميد والببتيدات آمنة ومفيدة بشكل عام، للحفاظ على ترطيب البشرة، ووظيفة حاجز البشرة.
- معزّزات التوهّج التي تحتوي على مسحوق الميكا، أو اللؤلؤ آمنة عادة، ولكنها قد تكون مزعجة لبعض أنواع البشرة، بخاصة إذا كانت تحتوي على عطور، أو ألوان صناعية إضافية.
- يجب اختيار مستحضرات التونر، والخلاصات المرطبة بعناية، وتجنب الكحول، أو الأدوية القابضة التي قد تجفف الجلد.
يرافق اتّباع هذه الصيحات الكثير من الآثار الجانبية التي يمكن أن تتسبب بمشاكل للبشرة، لذلك تضع د. نيكوليك، بعض النصائح العامة:
- إجراء اختبار تشخيص الحساسية الجلدية، وبشكل خاص، مع المنتجات الجديدة، للتحقق من ردود الفعل السلبية.
- الحماية من الشمس، يمكن أن يجعل استخدام بعض المكوّنات النشطة والمقشرات، البشرة أكثر حساسية للشمس، لذا يكون الاستخدام اليومي لواقي الشمس ضرورياً.
- على الأشخاص من أصحاب البشرة الحساسة، أو الذين يعانون حالات مرَضية معينة، استشارة طبيب الأمراض الجلدية قبل البدء بنظام جديد.
ترصد د.نيكوليك، الآثار الجانبية، أو الأضرار الناجمة عن الاستخدام غير المناسب، أو المفرط، للمواد المعتمدة في صيحات الجمال:
- للحصول على البشرة الزجاجية تتسبب التركيزات العالية لحمض الهيالورونيك تهيّجاً، أو احمراراً، كما ينجم عن استخدام، النياسيناميد، في حالات نادرة احمراراً، أو تهيجاً، ويُشعر بالوخز، أو الحساسية، فيما تظهر البثور لدى الأشخاص من أصحاب البشرة الدهنية عند استخدام السكوالين، بينما يكون التهيّج والاحمرار والتحسس لأشعة الشمس، نتائج ناجمة عن الاستخدام المفرط لـفيتامين سي، أو المقشرات (أحماض ألفا هيدروكسي -أحماض بيتا هيدروكسي).
- قد يتعرّض الراغبون في الحصول على بشرة الدونات لظهور حب الشباب، أو البثور نتيجة انسداد المسام بسبب استخدام زيت جوز الهند، أو التهيّج بعد استعمال زيت الجوجوبا لأصحاب البشرة الحساسة، أو الإحساس باللزوجة بسبب اعتماد الجليسرين بتركيزات عالية، وفي بعض الأحيان، التهيّج أو ردود الفعل التحسسية مع تطبيق الأمصال المرطبة.
- بينما يكون من النتائج الضارّة لاستخدام المواد المتبعة للحصول على بشرة الدلافين، تهيّج البشرة، وردود فعل تحسسية نتيجة اعتماد المرطبات العالية الأداء (سيراميد وببتيدات)، أو معززات التوهّج، ومستحضرات التونر، والخلاصات المرطّبة، بسبب احتوائها على العطور، والمواد الحافظة، أو خلاصات الكحول.
تضيف د.نيكوليك «يمكن أن يؤدي استخدام الكثير من المكوّنات النشطة، أو تطبيقها بشكل متكرر إلى إرباك الجلد، ومشاكل أخرى، مثل التهيّج أو الاحمرار، أو الجفاف، أو التقشير، كما يمكن أن يتسبب الجمع بين منتجات متعدّدة ومكوّنات نشطة (مثل المقشرات والأحماض) من دون تباعد مناسب أو حذر، بتفاقم الحساسية والتهيّج، إضافة إلى أهمية استخدام واقي الشمس، بشكل يومي، لحماية البشرة من أضرار الأشعة فوق البنفسجية، ومنع فرط التصبّغ».
توصيات لاستبعاد الآثار الجانبية
لتجنّب الآثار الجانبية، وتحقيق أقصى قدر من الأضرار المحتملة المرتبطة بصيحات الجمال بمختلف أنواعها، تضع د. نيكوليك، توصيات عدّة:
- استخدام منظف لطيف يناسب نوع البشرة، وتجنب استخدام الصابون والمنظفات التي تجرّد البشرة من زيوتها الطبيعية.
- اختيار مرطّب يناسب نوع البشرة (جِلّ للبشرة الدهنية، كريم للبشرة الجافة)، للحفاظ على وظيفة حاجز البشرة، وترطيبها.
- استخدام واقي شمس مع عامل حماية SPF 30، أو أعلى بشكل يومي، للوقاية من أضرار الأشعة فوق البنفسجية ومنع الشيخوخة المبكرة.
- اتّباع آليات التطبيق الصحيحة لضمان تغلغل المنتج في البشرة بشكل مناسب، وتجنب الأفراط في استخدام المكوّنات النشطة، مثل مواد التقشير، أو الأحماض، بما يؤدي إلى تهيّج البشرة، وتلف حاجز البشرة.
- الحرص على مراقبة استجابة البشرة، وضبط الكمية بناء على ردود الفعل التحسّسية للبشرة.
- استخدم المقشرات 1-3 مرات في الأسبوع، حسب تحمّل البشرة. وتجنّب استخدامها في اليوم نفسه، مع غيرها من المواد النشطة القوية الأخرى، مثل الرتينوئيدات، أو فيتامين سي.
- الحفاظ على رطوبة الجسم، ونمط حياة صحي، مع التركيز على شرب الكثير من الماء لدعم ترطيب البشرة من الداخل، واتّباع نظام غذائي متوازن غني بمضادات الأكسدة، والفيتامينات، والدهون الصحية، لدعم صحة الجلد، والحصول على 7-9 ساعات من النوم الجيّد، كل ليلة، للمساعدة على إصلاح البشرة والصحة العامة للجسم.
- زيارة طبيب الأمراض الجلدية بشكل منتظم، لاكتشاف المشكلات المحتملة مبكراً، والحفاظ على الروتين المتّبع.