تزامناً مع «الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي»، وبهدف الوصول إلى أكبر عدد من النساء، انطلقت حملة (القافلة الورديّة) لتواصل رسالتها في تعزيز الوعي بأهمية الكشف المبكّر عن سرطان الثدي، وتقديم الفحوصات المجانية، وتنظيم جلسات توعوية لمساعدة المصابات، وتمكينهنّ من مواجهة المرض، والتعامل معه.
خصّصت الحملة، التي أطلقتها (جمعية أصدقاء مرضى السرطان)، على مدى أيام شهر أكتوبر، 8 عيادات ثابتة، وأكثر من 100 عيادة متنقلة تابعة للقافلة الورديّة، لتوفير مجموعة متنوّعة من الفحوص الطبيّة المجانيّة للكشف المبكّر عن سرطان الثدي، لكل من النساء والرجال، منها الفحوصات السريرية، والإشعاعية «الماموغرام»، والتصوير بالأمواج الصوتية.
كما تضم الحملة برنامجاً متكاملاً من ورش العمل، التثقيفية والتوعوية، بأهمية الكشف عن المرض والوقاية منه، إضافة إلى مجموعة من الأنشطة الترفيهية والعائلية، التي تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي حول سرطان الثدي، وأهمية الكشف المبكّر عنه بين المواطنين والمقيمين، من جميع الجنسيات، والفئات العمرية، في إمارة الشارقة، ودولة الإمارات العربية المتحدة.
بدءاً من 11 أكتوبر إلى 30 أكتوبر 2024، تغطّي «العيادات الثابتة» التابعة للقافلة مناطق مختلفة من الدولة، منها «واجهة المجاز المائية» في إمارة الشارقة، و«مشرف مول» في أبوظبي، و«سيتي ووك» في دبي، وعيادتان في «السوق الصيني»، بعجمان، الأولى للسيدات، والثانية للرجال، إلى جانب «المنار مول» في رأس الخيمة، و«لولو مول» في الفجيرة، و«أم القيوين مول» في أم القيوين.
عن أهم إنجازات (القافلة الورديّة)، يشير بدر الجعيدي، مدير البرامج في جمعية أصدقاء مرضى السرطان «حققت الحملة منذ انطلاقها في عام 2011 العديد من الإنجازات البارزة في مجال التوعية بمرض سرطان الثدي، سواء من خلال زيادة الوعي المجتمعي، أو من خلال توفير الفحوصات المجانية للكشف المبكر عن المرض»..
ويوضح «الارتفاع في مستوى الوعي المجتمعي هو أحد أبرز مؤشرات النجاح الذي حققته الحملة، فقد تمكنت منذ بداية انطلاقها من إجراء ما يزيد على 80 ألف فحص سريري، وهو إنجاز كبير يُظهر مدى اتساع نطاق الحملة، وتأثيرها في مستوى الدولة، ومن خلال هذه الفحوصات، تم اكتشاف أكثر من 100 حالة إصابة بسرطان الثدي في مراحل مبكّرة، ما أسهم في زيادة فرص علاجها، وشفائها».
يضيف الجعيدي «الدعم النفسي والمعنوي للمريضات وعائلاتهنّ، أحد الجهود التي توليها الجمعية اهتماماً كبيراً، من خلال الورش والأنشطة التي تقدمها الحملة لدعمهن نفسياً، إضافة إلى توعية العائلات بكيفية التعامل مع المريضة بطريقة إيجابية، فنحن لا نركّز على المريضة فقط..
بل نسعى لأن تمتلك العائلة ثقافة التعامل مع مريضة السرطان بطريقة تمنحها القوّة، كما نحرص على إيصال رسالة مهمّة، مفادها أن اكتشاف المرض ليس نهاية المسار، بل هو بداية مشوار جديد نحو التعافي».
وعن أبرز ما يميّز الحملة عن نِسخها السابقة، يكشف الجعيدي «شهدت الحملة في هذا العام مجموعة من التحديثات البارزة التي تهدف إلى تعزيز حضورها، والوصول إلى عدد أكبر من الجمهور، مقارنة بالأعوام السابقة، فالتركيز انصبّ في هذا العام على التواجد الميداني بشكل أكبر، وفي مناطق أكثر، ما يمنح الحملة مرونة، وقدرة أكبر على الوصول إلى مختلف شرائح المجتمع..
إضافة إلى زيادة عدد الأيام التي تقضيها في المناطق المستهدفة، حيث تمتد الفعالية لمدة 30 يوماً متواصلة، مع وجود عيادات ثابتة تعمل لمدة 20 يوماً بشكل مستمر، كما تشهد الحملة في منطقة الجادة تشغيل ثلاث عيادات في موقع واحد، لمدة ثلاثة أيام متتالية، وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ الحملة».
فيما كشفت الكوتش، ياسمينا شاميمي «أشارك في الحملة من منطلق إيماني بأهمية مساعدة الآخرين على تجاوز تحدّي المرض، حيث ساعدتني تجربتي كناجية من مرض السرطان، على فهم مشاعر المرضى، وخلق مجتمع داعم، وإتاحة المساحة لهم للتعبير عن مشاعرهم، وأحاسيسهم»..
وتشير ياسمينا «تلعب (القافلة الوردية) دوراً كبيراً في رفع الوعي، وتقديم الدعم النفسي للمصابين، ما يساعدهم على اتخاذ القرارات الصحيحة، ومواجهة هذه المرحلة الصعبة من حياتهم، إضافة إلى توجيه الأسر لأهمية الدعم العائلي، ووجود الأشخاص المقرّبين، ومجموعات الدعم التي تساعد المريضة على تجاوز هذه المرحلة الصعبة من حياتها بنجاح».
* تصوير: السيد رمضان