تُعد التغذية عاملاً مهماً للغاية للمرضع من ناحيتين، أولاً لأنها بحاجة في هذه المرحلة إلى عناصر تقويها وتجعلها تدر كمية حليب أكثر وأفضل، وثانياً لأن الغذاء يمكن أن يكون له تأثير على صحة الرضيع على اعتبار أن ما تأكله الأم يمكن أن يتأذى منه المولود.
الأسماك
مصدر جيد للبروتين، كما أن بعضها مثل السلمون والتونة، تمنحك أحماض أوميجا 3 الدهنية، التي يحتاجها جسمك، ولكن حذارٍ من الزئبق والمواد الملوثة الأخرى، يمكنك تناول المأكولات البحرية المطبوخة مرتين في الأسبوع، وأن يصل وزن كل وجبة إلى 6 أونصات..
ولكن اختاري الأنواع التي تحتوي على نسبة أقل من الزئبق، مثل السلمون والبلطي والسلمون المرقط، تجنبي سمك أبو سيف والماكريل الملكي وسمك البلاط، والتي تحتوي على مستويات عالية من الزئبق.
الأطعمة الحارة
هل تحبين الصلصة الحارة؟ يمكن لمعظم الصغار تحملها، وبعض الأطعمة الحارة الأخرى في نظامك الغذائي، لكن إذا كان طفلك يعاني من الغازات أو المغص ويصاب بالإسهال في كل مرة ترشين فيها الفلفل الأحمر على البيتزا مثلاً، فقللي من الأطعمة المتبلة لبضعة أسابيع لتَرَيْنَ ما إذا كان ذلك مفيداً له.
النعناع والبقدونس والمريمية
إنها نباتات مليئة بالنكهة، ولكن بعض الأعشاب قد تؤثر على كمية الحليب التي ينتجها جسمك، على سبيل المثال تناول الكثير من البقدونس يمكن أن يحد من الرضاعة، وقد يؤدي تناول الكثير من المريمية والنعناع إلى تقليل إدرار الحليب، وبالنسبة لبعض الأمهات المرضعات، فإن معجون الأسنان والحلوى بنكهة النعناع تسبب مشكلة.
الحليب
نادراً ما يكون مشكلة، ولكن انظري إلى رد فعل طفلك، أخبري طبيب الأطفال إذا كان طفلك يعاني من مشاكل جلدية، أو يعاني من صعوبة في التنفس بعد الرضاعة الطبيعية، أو يعاني من أعراض مشابهة أخرى.
الشاي
على الرغم من أن كوب الشاي قد يكون منعشاً، إلا أن له بعض الجوانب السلبية، فهو يحتوي على الكافيين، والذي يمكن أن يؤثر على نومك ونوم طفلك، وقد يجعل أيضاً من الصعب على جسمك امتصاص الحديد، الذي تحتاجينه للحصول على الطاقة.
إذا كنت تشربين الشاي الساخن أو المثلج، فحاولي ألا تشربيه عندما تأكلين أطعمة غنية بالحديد، مثل اللحوم الخالية من الدهون؛ والخضروات الورقية الداكنة؛ والحبوب المدعّمة للإفطار.
البيض والفول السوداني والمكسرات
ماذا لو لم تكوني تعانين من الحساسية، وترغبين في منع طفلك من الإصابة بالحساسية؟ هذا ما تفكر فيه بعض الأمهات، ولكن في الحقيقة لا يوجد دليل على أنه يمكنك القيام بذلك عن طريق تخطي أطعمة معينة أثناء الرضاعة، قد يؤدي حذف بعض الأطعمة من نظامك الغذائي إلى تقليل احتمالية إصابة طفلك بحالة الإكزيما الجلدية، اسألي طبيبك أو طبيب الأطفال للحصول على المشورة.
المشروبات السكرية
يمكن أن تجعلك الرضاعة الطبيعية تشعرين بالعطش أكثر من المعتاد، إذا كانت هذه هي الحالة، اشربي كوباً من الماء في كل مرة ترضعين فيها طفلك، لكن بغض النظر عن مدى شعورك بالعطش، لا تتناولي المشروبات الغازية العادية أو مشروبات الفاكهة التي تمنحك سعرات حرارية بدون تغذية.
الأطعمة المسببة للغازات
تشمل الأطعمة الشائعة الفاصوليا والبروكلي والملفوف وبراعم بروكسل، الانتفاخ والتجشؤ وإخراج الغازات أمر طبيعي، لكن إذا كان طفلك يعاني من انتفاخ البطن أو المغص، تجنبي هذه الأطعمة لبضعة أسابيع لمعرفة ما إذا كانت ستخف الأعراض لديه أم لا.
الشوكولاتة والقهوة
يحتوي كلاهما على الكافيين، ستجدينه أيضاً في مشروبات الطاقة والكولا، إذا كنت تشعرين بالحيرة بسبب عدم تناولك للقهوة بالحليب، فاقتصري على 2-3 أكواب يومياً من القهوة المخمرة، أو يمكنك التحول إلى القهوة منزوعة الكافيين.
التحديات الشائعة في الرضاعة الطبيعية
هناك بعض المخاوف أو التحديات الشائعة التي قد تواجهينها أثناء الرضاعة الطبيعية، وتشمل:
ألم الحلمة
يمكنك توقع بعض الألم في الأسابيع الأولى من الرضاعة الطبيعية، تأكدي من أن طفلك يلتصق بالثدي بشكل صحيح، واستخدمي إصبعاً واحدة لكسر شفط فم طفلك بعد كل رضعة، سيساعد ذلك في منع ألم الحلمة، إذا كنت لا تزالين تعانين من الألم، فتأكدي من إرضاعه من كل ثدي بشكل كامل بما يكفي لتفريغ قنوات الحليب.
إذا لم تفعلي ذلك، فقد يصبح ثديك منتفخاً ومؤلماً، يمكنك أن تخففي من إزعاج الألم عن طريق وضع الثلج أو كيس من البازلاء المجمدة مثلاً على الحلمة المؤلمة مؤقتاً، كما يساعدك أيضاً الحفاظ على الحلمة جافة من خلال تركها «تجف في الهواء» بين الرضعات، حيث يميل طفلك إلى المص بنشاط أكبر في البداية، لذا ابدئي الرضاعة بالحلمة الأقل ألماً.
الحلمة الجافة والمتشققة
تجنبي الصابون أو الكريمات المعطرة أو المستحضرات التي تحتوي على الكحول، والتي يمكن أن تجعل الحلمات أكثر جفافاً وتشققاً، يمكنك وضع اللانولين النقي على حلمتيك بلطف بعد الرضاعة، ولكن تأكدي من غسل المنطقة برفق قبل الرضاعة الطبيعية مرة أخرى، سيساعد تغيير وسادات حمالة الصدر بشكل متكرر على إبقاء حلمتيك جافتين، وإذا أمكن استخدمي وسادات حمالة الصدر القطنية فقط.
زيادة در الحليب
القاعدة العامة هي أن الطفل الذي يبلل ست إلى ثماني حفاضات يومياً، من المرجح أنه يحصل على ما يكفي من الحليب، لا تعطي طفلك الماء العادي أبداً، يحتاج جسمك إلى أن يرضع طفلك بشكل متكرر ومنتظم للاستمرار في إنتاج الحليب.
تعتقد بعض النساء عن طريق الخطأ أنهن لا يستطعن إرضاع أطفالهن أو إنتاج ما يكفي من الحليب إذا كان لديهن ثدي صغير، لكن النساء ذوات الثدي الصغير يمكنهن إنتاج الحليب تماماً مثل النساء ذوات الثدي الكبير، حيث إن التغذية الجيدة، والراحة الوفيرة، وشرب الماء بشكل جيد.. كلها أمور تساعدك في زيادة در الحليب.
ضخ وتخزين الحليب
يمكنك الحصول على حليب الثدي يدوياً أو ضخه بمضخة الثدي، قد يستغرق الأمر بضعة أيام أو أسابيع حتى يعتاد طفلك على حليب الثدي في زجاجة، لذا ابدئي في التدرب مبكراً إذا كنت ستعودين إلى العمل.
يمكن استخدام حليب الثدي بأمان خلال يومين إذا تم تخزينه في الثلاجة، لا تقومي بتسخين أو إذابة حليب الثدي المجمد في الميكروويف، سيؤدي ذلك إلى تدمير بعض خصائصه المعززة للمناعة، ويمكن أن يتسبب في أن تصبح الأجزاء الدهنية من حليب الثدي ساخنة للغاية، قومي بإذابة حليب الثدي في الثلاجة أو في وعاء من الماء الدافئ بدلاً من ذلك.
الحلمة المقلوبة
لا تبرز الحلمة المقلوبة إلى الأمام عند الضغط على الهالة، وهي الجلد الداكن حول الحلمة، يمكن لمستشارة الرضاعة الطبيعية أن تقدم نصائح تسمح للنساء ذوات الحلمات المقلوبة بالإرضاع بشكل طبيعي وناجح.
احتقان الثدي
امتلاء الثدي أمر طبيعي وصحي، يحدث عندما يمتلئ ثديك بالحليب، ويظل ناعماً ومرناً، لكن احتقان الثدي يعني أن الأوعية الدموية في ثديك أصبحت محتقنة، هذا يحبس السوائل في ثدييك فتشعرين أنهما صلبان ومؤلمان ومتورمان.
عليك في هذه الحالة اعتماد طريقة التناوب بين الحرارة والبرودة، على سبيل المثال، استخدمي أكياس الثلج والاستحمام بالماء الساخن لتخفيف الأعراض الخفيفة، كما يمكن أن يساعدك إخراج الحليب باليد أو باستخدام مضخة الثدي.
انسداد قناة الحليب
يمكن أن تكون هناك بقعة مؤلمة واحدة على ثديك، والتي قد تكون حمراء وساخنة، وهذا يشير إلى انسداد قناة الحليب، غالباً ما يمكن تخفيف ذلك عن طريق الكمادات الدافئة والتدليك اللطيف على المنطقة لإزالة الانسداد، كما يمكن أن تساعد الرضاعة الطبيعية بشكل متكرر على فتح القناة كلياً.
التهاب الثدي (التهاب الضرع)
يحدث هذا أحياناً عندما تدخل البكتيريا إلى الثدي، غالباً من خلال الحلمة المتشققة بعد الرضاعة الطبيعية، إذا كان لديك منطقة مؤلمة على ثديك مع أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا والحمى والتعب، فاتصلي بطبيبك.
عادة ما تكون المضادات الحيوية ضرورية لعلاج التهاب الثدي، ولكن من المرجح أن تستمرين في الرضاعة الطبيعية أثناء إصابتك بالعدوى وتناول المضادات الحيوية، لتخفيف ألم الثدي، ضعي الحرارة الرطبة على المنطقة المؤلمة أربع مرات في اليوم لمدة 15-20 دقيقة في كل مرة.
التوتر
جسمك يدفع الحليب بشكل طبيعي في قنوات الحليب، لكن يمكن أن يؤثر القلق أو التوتر المفرط على عملية إخراج الحليب، ويتم تحفيز التوتر بواسطة الهرمونات التي يتم إطلاقها عندما يرضع طفلك.
يمكن أن يحدث التوتر أيضاً بمجرد سماع بكاء طفلك أو التفكير فيه، حافظي على استرخائك وهدوئك قدر الإمكان قبل وأثناء الرضاعة، يمكن أن يساعد ذلك في نزول حليبك وتدفقه بسهولة أكبر، وهذا سيؤدي بالتالي إلى تهدئة طفلك واسترخائه.
اقرئي أيضاً: للأمهات الجدد.. أضرار الوجبات السريعة على حليب الأم