الشعور بالبرد طوال الوقت يمكن أن يكون علامة على وجود مشكلة طبيّة كامنة. صحيح أن الشعور بالبرد جزء من طبيعة البشرية، ولكن عندما يحدث ذلك طوال الوقت، فإنه يمكن أن يجعل الحياة اليومية صعبة، فيتساءل الشخص عمّا إذا كان هناك خطبٌ ما.
تختلف عتبة الشعور بالبرد من شخص لآخر، ويؤكد الأطباء أن بعض الأشخاص يكونون بشكل طبيعي أكثر حساسية تجاه البرد من غيرهم. ويشيرون إلى أن المثال الكلاسيكي هو الزوجين، حيث يكون للزوجين إعدادات مختلفة لدرجة الحرارة في، السيارة والسرير. وغالباً ما تكون هناك «حروب» بين الموظفين، بسبب درجة حرارة تكييف الهواء في المكاتب.
ولكن عندما يشعر الناس بالبرد باستمرار، فإنهم يبدأون بالبحث عن إجابات، لأنه يزعج تفكيرهم فقط من حيث «ما هذا؟»، «ماذا يحدث لجسدي؟»، «لماذا أشعر بالبرد؟»، عندها يبدأ عمل الأطباء في التفكير: هل هناك أسباب يمكن عكسها نحتاج إلى اكتشافها من خلال التاريخ، والاختبارات المعملية؟
وفي ما يلي 9 أسباب طبية محتملة لشعورك بالبرد طوال الوقت:
1- فقر الدم
هذه حالة لا يحتوي فيها الجسم على ما يكفي من خلايا الدم الحمراء السليمة. ومن بين الأعراض برودة اليدين والقدمين.
يبين الأطباء أنه عندما يكون لديك انخفاض في تعداد الدم، فإنه لا يسمح للأوكسجين بالانتقال بكفاءة إلى بقية الجسم، لذلك تظهر بعض العلامات على أعضاء الجسم، مثل الأطراف، حيث يشعر الناس بهذا المستوى من البرودة. وقد يشعر الشخص أيضاً بالتعب، أو الإرهاق، وأن معالجة الدماغ للمعلومات لديهم تكون أبطأ.
النوع الأكثر شيوعاً هو فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، حيث لا يكون لدى الشخص ما يكفي من الحديد، ويمكن أيضاً أن يكون سببه نقص فيتامين ب12.
تشمل الأسباب الأكثر خطورة لفقر الدم مشاكل الكلى، وبعض أنواع السرطان، مثل سرطان القولون.
ويتم اكتشاف فقر الدم عن طريق فحص تعداد الدم الكامل. ويمكن لاختبارات أخرى قياس مستويات الحديد، وفيتامين ب 12 في الدم. وبعد استبعاد الأسباب الأكثر خطورة لفقر الدم، قد يوصي الطبيب بمكملات الحديد، أو فيتامين ب12.
2- انخفاض عمل الغدّة الدرقيّة
يُعرف أيضاً باسم قصور الغدّة الدرقيّة، ويحدث عندما لا تنتج الغدة الدرقية - الغدة الموجودة حول الجزء الأمامي من الرقبة - ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية، وصعوبة تحمّل البرد هي أحد الأعراض. ويشبّه الأطباء الأمر بدواسة الوقود في سيارتك، إذا كانت كل الأمور تسير على ما يرام مع الغدة الدرقية لديك، فسوف تسير بسرعة 100 كيلومتر في الساعة، في منطقة تكون هذه هي حدود السرعة القصوى، وكل شيء على ما يرام. لكن في بعض الأحيان يكون لديك قصور في الغدة الدرقية، لذلك تشعر وكأنك تسير بسرعة 50 كيلومتراً في المنطقة نفسها، وفجأة تشعر بالركود الشديد، والبرد.
واختبار الدم يمكن أن يكشف عن قصور الغدة الدرقية. ويتضمن العلاج تناول دواء مماثل للهرمون الذي تنتجه الغدّة الدرقيّة السليمة.
3- انخفاض وزن الجسم
يمتلك الشخص الذي يعاني نقص الوزن مخزوناً أقلّ من الدهون، ما قد يساهم في الشعور بالبرد طوال الوقت.
ويمكن أن تكون الدهون مفيدة، فنحن نستخدمها بشكل أساسي لعزل أجسامنا، لذلك إذا كنت نحيفاً، ولديك مؤشر كتلة جسم منخفض، فقد يؤدي ذلك إلى شعورك بالبرد.
ويتم تشجيع هؤلاء المرضى على الوصول إلى وزن صحي.
4- فقدان الشهيّة العصبي
يرتبط اضطراب الأكل، الذي يتميز بالخوف الشديد من زيادة الوزن، والقيود الغذائية الشديدة، بانخفاض وزن الجسم. ولكن الأمر يذهب إلى أبعد من ذلك عندما يبدأ الشخص بالشعور بالبرد، لأن المرضى الذين يعانون فقدان الشهية لا يحصلون ببساطة على ما يكفي من السعرات الحرارية للحفاظ على وظائف الجسم الطبيعية.
فعندما لا تأكل ما يكفي، أو تعاني الجفاف، فقد يتسبب ذلك بشعورك بالبرد، لأنك تحتاج إلى الطعام والسعرات الحرارية للمساعدة على توليد تلك الحرارة في جسمك، للتأكد من بقائك في درجة حرارة منتظمة تضمن حماية أعضاء الجسم.
5- مشاكل في الدورة الدموية
قد يكون هذا بسبب تصلّب الشرايين، تراكم اللويحات، والكوليسترول في الشرايين إلى درجة يصبح فيها تدفق الدم أقلّ فعالية إلى الأطراف، علاوة على أسباب أخرى لمرض الشريان المحيطي. كما قد يكون لدى الأطباء أيضاً مخاوف بشأن القلب نفسه، حيث يعني هذا إمكانية حدوث مشاكل في وظيفة «المضخة».
وإذا كنت كبيراً في السّن، ومدخناً منذ فترة طويلة، وغير نشط، وتميل إلى الشعور بالبرودة في يديك وقدميك، فسينتاب الطبيب القلق بشأن الدورة الدموية.
ويمكن لاختبار الدم التحقق من ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، في حين يمكن للموجات فوق الصوتية فحص تدفق الدم إلى الأطراف.
6- السكّري
يمكن أن يسبب مرض السكّري مشاكل في الأعصاب، وفي بعض الأحيان قد يؤدي ذلك إلى شعور المرضى بالبرد.
إذ من الممكن أن يسبب مرض السكّري بالتأكيد بعض الاعتلال العصبي المحيطي. ويمكن أن يسبب خللاً في التنظيم بشكل عام، ما يعني أن جسمك ليس جيّداً في تنظيم نفسه بسبب مرض السكّري.
7- مرض رينود
تتسبب هذه الحالة بتضييق الأوعية الدموية استجابة للبرد، أو التوتر، بحيث لا يتدفق سوى القليل من الدم، أو لا يتدفق، على الإطلاق، إلى أجزاء الجسم المصابة، وغالباً ما تكون أصابع اليدين والقدمين. وعادة ما يرى المرضى أن أجزاء الجسم المصابة تتحول إلى اللون الأبيض الشاحب.
قالت إحدى النساء المصابات بداء رينود لأحد مواقع الإنترنت، إن الإحساس يشبه الوخز عندما تنام على يدك، لكن قم بتضخيم ذلك الإحساس ألف مرة.
يشجع الأطباء المرضى الذين يعانون نوبات خفيفة لهذا المرض بالحفاظ على درجة حرارة الجسم الأساسية، بحيث يكون دافئاً، واستخدام القفازات، وأجهزة تدفئة الأيدي.
8- الآثار الجانبية للدواء
يبيّن الأطباء إن حاصرات بيتا تبطئ معدل ضخ القلب، ما قد يجعل الناس يشعرون بالبرد.
9- القلق المزمن
إذا كنت متوتراً طوال الوقت، فقد تلاحظ برودة قدميك ويديك باستمرار، وهو جزء من رد الفعل تحسباً للقتال، أو الهروب من الخطر.
ويوضح الخبراء أن التهديد المتصور يدفع الجسم إلى تضييق الشرايين في الأطراف، وحماية الأعضاء الحيوية، مع الحد من تدفق الدم إلى الأطراف.
متى يجب أن تزور الطبيب بسبب برودة أطرافك؟
إذا كان الشعور بالبرد طوال الوقت لا يتحسن من خلال التدابير الداعمة، مثل ارتداء الملابس الدافئة، أو كنت تعيش في بيئة دافئة وتشعر بالبرد طوال الوقت، فإن عليك زيارة طبيبك.
كيف أتوقف عن الشعور بالبرد طوال الوقت؟
في كثير من الأحيان تعمل بعض التدابير الأساسية على تحسين الحالة.. إليك هذه النصائح: