مع زيادة الاهتمام بمرض التوحّد، وتحوّل نظرة المجتمع إليه في الكثير من دول العالم، وزيادة الوعي بتشخيصه، والاهتمام بعلاجه، كشف بعض المشاهير في العالم عن إصابتهم باضطراب طيف التوحّد، وقدموا حكايات ومواقف عمّا تعنيه الإصابة بهذا المرض، كي يشجعوا الآخرين على الحذو حذوهم، وعدم الاستسلام لأعراضه.
يتكون اضطراب طيف التوحّد من العديد من الأعراض المختلفة التي تم تجميعها الآن معاً، وتقسيمها إلى تشخيصات مختلفة، وبالتالي، بات لدينا اليوم مصطلحات مختلفة، مثل متلازمة أسبرجر، واضطراب التوحّد، أصبحا في مصطلح واحد، أطلق عليه اسم «اضطراب طيف التوحّد»، على الرغم من أن البعض لا يزال يطلق متلازمة اسبرجر على التوحّد، لأنه يعتبره أكثر اعتدالاً من مرض التوحّد بشكل عام.
على أيّ حال، ما يهمّنا هنا هو ما أعلنه هؤلاء المشاهير السبعة عن تشخيصهم باضطراب طيف التوحّد، وما يعنيه العيش مع هذا المرض، ومن خلال النظر إلى الاسم فقط نعرف، من دون ذكر الكثير من التفاصيل، أنهم نجحوا في تخطّي الصّعاب، ووصلوا إلى هذه المرتبة من الشهرة.. وهذا يعني، أن مع الجهد والإصرار والاهتمام، يمكن لمريض التوحّد أن يحقق أهدافه.
1- إيلون ماسك.. متلازمة أسبرجر
كشف إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة Tesla ورئيس شركة X، المعروفة سابقاً باسم Twitter، خلال ظهوره ضيفاً في برنامج Saturday Night Live، أنه مصاب بمتلازمة أسبرجر، وقال لمقدم البرنامج حينذاك «لن أقوم بالكثير من التواصل البصري مع الممثلين الليلة. ولكن لا تقلق، أنا جيد جداً في تشغيل «الإنسان» في وضع المحاكاة»!!.
من المحتمل أن «ماسك» كان يشير إلى اثنين من الأعراض الشائعة لاضطراب طيف التوحّد: عدم التواصل البصري مع الآخرين، إضافة إلى «إخفاء التوحّد»، حيث يشير الأطباء عادة إلى السلوكات التي يستخدمها الأشخاص المصابون باضطراب طيف التوحّد لمحاولة إظهار سلوكات الأشخاص الطبيعيين، وإخفاء سلوكاتهم.
وفي مقابلة تم بثها سابقاً، تحدث ماسك بمزيد من التفاصيل عن الأعراض التي يعانيها، قائلاً «حسناً، أعتقد أن تجربة كل شخص ستكون مختلفة بعض الشيء، لكنني أعتقد أن الإشارات الاجتماعية لم تكن بديهية. لذلك كنت مولعا جداً بالكتب، ولكن لم أفهم... أعتقد أن الآخرين يمكنهم أن يفهموا بشكل حدسي ما هو المقصود بشيء ما. كنت أميل فقط إلى أخذ الأمور بشكل حرفي للغاية، كأن الكلمات، كما قيلت، كانت بالضبط ما تعنيه».
وأضاف ماسك أنه، بعد فوات الأوان، يعتقد أن إصابته بمتلازمة أسبرجر ربما ساعدته في حياته المهنية «أعتقد أنه ربما تكون هناك بعض القيمة أيضاً، من وجهة نظر التكنولوجيا، لأنني وجدت أنه من المفيد قضاء الليل كله في برمجة أجهزة الكمبيوتر بمفردي. وأعتقد أن معظم الناس لا يستمتعون بكتابة رموز غريبة في الكمبيوتر بأنفسهم طوال الليل».
2- المغنية الأسترالية سيا.. اضطراب طيف التوحّد
تشتهر المغنية الأسترالية، 49 عاماً، والمرشحة لجائزة جرامي مرات عدة، سيا، بأغانيها الناجحة، مثل «Titanium» و«Chandelier».، وكذلك بصراحتها الشديدة، على مرّ السنين، بشأن صراعاتها مع الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب، والإدمان، والأفكار الانتحارية.
ومؤخراً، كشفت سيا، أنها مصابة باضطراب طيف التوحّد. قالت سيا في إحدى حلقات برنامج Rob Has a Podcast التي تم بثها في مايو 2023 «أنا ضمن الطيف».
وقالت خلال البث الصوتي «لقد شعرت لمدة 45 عاماً، بأنني يجب أن أرتدي بدلتي البشرية، وفي العامين الماضيين فقط، أصبحت على طبيعتي بالكامل». ما وصفته سيا قد يكون أيضاً شكلاً من أشكال إخفاء التوحّد.
3- الممثل وينتوورث ميلر.. تشخيص إصابته بالتوحّد رسمياً
ذاع صيت الممثل وكاتب السيناريو الأمريكي البريطاني، وينتوورث ميلر، بعد تألقه في مسلسل Prison Break على قناة فوكس. وكشف ميلر عن تشخيص إصابته بالتوحّد في يوليو 2001 في منشور على Instagram ولكن تم حذفه بعدها.
كتب ميلر، البالغ من العمر الآن 52 عاماً، في منشوره «يصادف هذا الخريف مرور عام على تشخيصي غير الرسمي لمرض التوحّد. يسبقه تشخيص ذاتي. يليه تشخيص رسمي».
ووصف مرشح جائزة غولدن غلوب، تشخيصه بأنه «صدمة»، لكن «ليس مفاجأة».
والأهم من ذلك، أشار ميلر في المنشور إلى أن «الوصول إلى التشخيص هو امتياز لا يتمتع به الكثيرون». إذ وفقاً للأبحاث، فإن معظم الأشخاص الذين يعانون اضطراب طيف التوحّد لا يحصلون على الرعاية التي يحتاجون إليها، لأنه لا يمكن فحصهم، أو تشخيصهم.
وأضاف ميلر «لا أريد أن أخاطر بأن أصبح فجأة صوتاً مرتفعاً، وغير مطّلع في الغرفة، لطالما تحدث مجتمع التوحد (الذي أعرفه) المعاصر عن هذا. لا أرغب في إلحاق ضرر إضافي. فقط أنا أرفع يدي وأقول: أنا هنا».
4- الممثل أنتوني هوبكنز.. مرض أسبرجر خفيف
قال الممثل الويلزي السير أنتوني هوبكنز، البالغ من العمر الآن 87 عاماً، والذي فاز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل عن دوره في دور هانيبال ليكتر في فيلم The Silence of the Lambs، والذي لعب دور البطولة مؤخراً في مسلسل Westworld على شبكة HBO، إنه جرى تشخيص إصابته بمرض أسبرجر الخفيف.
في عام 2017، صرح هوبكنز قائلاً «لم أكن أعلم بوجود مرض أسبرجر. لكنني أصبحت ممثلاً ذا نهج عملي، إلى حدّ ما، في التعامل معه. كان والدي خبّازاً، لكنني لم أكن متأكدا أبداً من هويتي».
وأضاف هوبكنز «أدى ذلك إلى سنوات من انعدام الأمن والفضول العميقين. لم أتمكن أبداً من الاستقرار في أي مكان. لقد كنت مضطرباً، وسببت مشاكل، بخاصة في سنواتي الأولى. لقد نضجت قليلاً، لذا فأنا أشعر بسلام أكبر مع نفسي. ولكن لا يزال لديّ علامة استفهام كبيرة في ذهني. هل من المفترض أن أفعل هذا؟ لكنني كبرت، لذا أعتقد أنني فعلت ما كان من المفترض أن أفعله».
5- المغنية والممثلة كورتني لوف.. نوع خفيف من التوحّد
كورتني لوف، مغنية وممثلة مشهورة، وزواجها من المغني كورت كوبين، أكسبها مكانة بين نخبة هوليوود. وكشفت المغنية، البالغة من العمر الآن 60 عاماً، في سيرتها الذاتية «كورتني لوف: القصة الحقيقية»، أنه تم تشخيص إصابتها بنوع خفيف من مرض التوحّد في سن التاسعة.
6- الممثلة داريل هانا.. مرض التوحّد
ظهرت داريل هانا، البالغة من العمر 64 عاماً، لأول مرة، على الشاشة في فيلم الرعب الخارق للطبيعة The Fury للمخرج بريان دي بالما، عام 1978. الممثلة الأمريكية، التي تم تشخيص إصابتها بالتوحّد في وقت مبكّر من حياتها المهنية، اشتهرت بأدوارها في Blade Runner وSplash وRoxanne، وغيرهما.
وبحسب هانا، فإن حالتها جعلت من الصعب عليها التكيّف مع بعض المطالب الاجتماعية لنجوم هوليوود، مضيفة «لم أشارك مطلقاً في البرامج الحوارية، ولم أذهب قط إلى العروض الأولى. كان الذهاب إلى حفل توزيع جوائز الأوسكار مؤلماً جداً بالنسبة إلي، كنت على وشك الإغماء بمجرد السير على السجادة الحمراء. لقد كنت محرجة اجتماعياً، وغير مرتاحة جداً لدرجة أنني في النهاية أُدرجت في القائمة السوداء».
وقبل سنوات قليلة، أكدت داريل هنا في حديث صحفي أنها تعلمت التكيّف، وتابعت «في هذه الأيام، لديّ حِيل صغيرة أقوم بها لمساعدتي على التأقلم. طالما أنني أتذكّر القيام بها، فأنا بخير. إحدى استراتيجيات التكيّف هذه أن أتخيّل أنه بدلاً من أن أذهب إلى حفلة حيث يجب أن أواجه مجموعة من الناس وأشعر بالحرج، فإن هناك مجموعة من الأشخاص الذين يأتون إلى حفلتي، إنهم متوترون وغير مرتاحين، ويجب أن أرحّب بهم، وأشعرهم بالراحة. لقد قلبت الوضع رأساً على عقب».
7- سوزان بويل.. متلازمة أسبرجر
صدمت سوزان بويل، البالغة من العمر الآن 63 عاماً، العالم في اختبارها لبرنامج Britain's Got Talent عام 2009 عندما قدمت أداء مثالياً لأغنية «I Dreamed a Dream». حطمت الفنانة الأرقام القياسية لمبيعات الألبومات، وقامت بجولة حول العالم، وكسبت جمهوراً من خلال إنتاج موسيقى تجعل المستمعين يذرفون الدموع.
لم تدرك بويل، التي تقول إنها مصابة بمتلازمة أسبرجر، أنها مصابة بهذه الحالة، على الرغم من أن الأدلة على هذه الحالة كانت في كل الأزمنة، والأماكن، مثل مشكلة في التواصل البصري، والقلق، والانسحاب المفاجئ والعاطفي في المواقف غير المريحة. كان الأمر منطقياً بالنسبة إلى بويل عندما أخبرها طبيبها أنها مصابة بمتلازمة أسبرجر.
لم تهمل بويل نفسها، ولم تستسلم بسبب التشخيص، وقالت لصحيفة الغارديان «مرض أسبرجر لا يحدّد هويتي، إنها حالة يجب أن أتعايش معها، وأعمل من خلالها، لكنني أشعر براحة أكبر تجاه نفسي. سيكون لدى الناس فهم أكبر لشخصيتي، ولماذا أفعل الأشياء التي أفعلها».
اقرأ أيضاً: علماء يصمّمون تطبيقاً يكتشف مرض التوحّد في دقائق وبدقة كبيرة