من بين أكثر الفيديوهات التي تملأ مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي هي تلك التي يعلن أصحابها عن مجموعة متنوعة من «الـخلطات» المحلية التي يدّعون أنها رائعة لتنظيف أكبادهم من السموم، مثل خليط التفاح والليمون والفلفل الحار وملح البحر.. وغيرها. وهناك جانب آخر من وسائل التواصل الاجتماعي يروّج للمكملات الغذائية والأعشاب، مثل حليب الشوك، والكركم، والإنزيم المساعد Q10، التي يقولون إنها أيضاً مفيدة لتخليص الجسم من السموم.
ولكن، أغلبية عمليات تطهير الكبد هذه لا تدعمها أبحاث علمية كافية، والأشخاص الذين يدّعون نجاحها ليسوا متخصصين في الرعاية الصحية.
ويقول أطباء التغذية إنه لسوء الحظ، لا يتم تنظيم المنتجات/ المكملات العشبية من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، ولم يتم اختبارها بشكل صارم في التجارب السريرية. كما أن المكملات الغذائية التي تحمل علامة «طبيعية» ليست بالضرورة آمنة.
ويضيفون أن هناك عدداً متزايداً من المنتجات التي يتم تسويقها على أنها «تطهّر الكبد»، ويمكن أن تكون ضارة إذا كانت تحتوي على مكوّنات يمكن أن تسبب إصابة الكبد الناجمة عن دواء. بل إن بعض هذه «التطهيرات» قد تتفاعل أيضاً بشكل سلبي مع أدوية أخرى.
وفي نهاية المطاف، فإن ما كان يُقصد به أن يكون مشروعاً صحياً بسيطاً وشاملاً، قد يكون ضرره أكثر من نفعه.
أما بخصوص المخاطر التي يمكن أن تنتج عن تناول مثل هذه «الخلطات»، فهي تعتمد على المنتج نفسه، أو «الخلطة»، إذ بما أن هناك العديد من الأشكال المختلفة لهذه المنتجات في السوق، فإن مخاطرها ستختلف. إضافة إلى ذلك، يمكن شراء العديد من المكونات الموجودة في بعض هذه المنتجات من متجر البقالة المحلي لديك، واستخدامها بشكل طبيعي في نمطك الغذائي. على سبيل المثال، إضافة الكركم إلى الوجبات، أو الليمون إلى الماء.
ونستعرض في ما يلي نصائح الخبراء في ما يتعلق بكيفية العناية بصحة الكبد بطرق آمنة ومستدامة:
الكبد ينظف نفسه بشكل طبيعي
يُعد الكبد أحد أكبر أعضاء الجسم. وعندما يعمل الكبد بشكل صحيح، فإنه يأخذ كل ما يدخل إلى الجسم، ويحوّل العناصر الغذائية التي يمكنه استخدامها إلى مواد، ثم يقوم بتمرير هذه المواد الضرورية إلى الخلايا عند حاجتها إليها.
ومن وظائف الكبد أيضاً:
كما يقوم الكبد بالتخلص من المواد السامة التي تدخل الجسم حتى لا تكون ضارة بالجسم.
فواحدة من وظائف الكبد في الجسم هي استقلاب الأدوية، وإزالة السموم من المواد الموجودة في الدم؛ لذلك لا يتطلب الأمر التطهير. وبدلاً من التركيز على تطهير الكبد، يقول بعض الأطباء أنه يجب أن يركز الناس على رعاية وحماية الكبد حتى يؤدي وظيفته، كما ينبغي. فالكبد يقوم (إلى جانب الكلى) بكل ما تحتاج إليه لتصفية الجسم وتخليصه من السموم، ولا يحتاج إلى مساعدة إضافية، بل يحتاج فقط إلى رعاية أفضل له.
تجنّب أمراض الكبد وفشل الكبد
وفقاً لمؤسسة الكبد الأمريكية، فقد تم تشخيص إصابة 4.5 مليون من البالغين الأمريكيين بأمراض الكبد. فإذا تركت أمراض الكبد من دون علاج، يمكن أن تؤدي إلى فشل الكبد والإصابة حتى بسرطان الكبد.
وتشمل بعض عوامل خطر الإصابة بأمراض الكبد:
أما تليّف الكبد، فهو مرض طويل الأمد، يصيب الكبد ويتضمن تندّب الكبد، وتؤثر هذه الحالة في كيفية عمل الكبد. وتشمل أسباب تليّف الكبد ما يلي:
ويشير الأطباء إلى أن التهاب الكبد الدهني غير الكحولي يسمى الآن التهاب الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي. ويعتقد أن معدل انتشار هذا المرض لدى البالغين يتراوح بين 25% إلى 30% في عموم السكان داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وحدها، وهو السبب الأكثر شيوعًا لمرض الكبد المزمن.
كيف تجعل أولويتك حماية صحة الكبد؟
ولإعطاء الأولوية لصحة الكبد على أفضل وجه، يوصي الأطباء بإجراء بعض التغييرات الضرورية في نمط الحياة التي تؤثر بشكل إيجابي في الصحة العامة. ويشمل ذلك السيطرة الجيدة على مرض السكّري، والمراقبة الدقيقة لدى مرضى ما قبل الإصابة بالسكري، وفقدان الوزن إذا كان المرضى يعانون زيادة الوزن، وعلاج ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.
وأشاروا أيضاً إلى أهمية ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لصحة القلب والأوعية الدموية، والعافية بشكل عام.
توصيات «كريستين كيركباتريك» في «الصحة التجديدية..»
كريستين كريكباتريك هي أخصائية تغذية مسجلة في كليفلاند كلينك، ومؤلفة كتاب «الصحة التجديدية.. اكتشف نوع التمثيل الغذائي لديك وجدّد كبدك مدى الحياة»، وتوصي في هذا الكتاب بما يلي من أجل التمتع بكبد معافى وسليم:
نصائح مؤسسة الكبد الأمريكية للحفاظ على صحة الكبد
تقترح مؤسسة الكبد الأمريكية النصائح التالية اختبار الأطعمة والمواد الغذائية التالية أثناء تسوق البقالة، وذلك من أجل صحة الكبد:
مراجعة سريعة